قال اللواء شريف صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، إن هناك اهتماماً رئاسياً شديداً بتنمية محافظات الجنوب، مؤكداً أن الرئيس السيسى وجّه بتنفيذ مشروعات تنموية ضخمة لتعويض الصعيد عن سنوات التجاهل والإهمال.

المناطق الفقيرة وهجرة الشباب والفجوات التنموية بين المحافظات أبرز التحديات

وأكد «صالح»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الجنوب لم يحظَ بالتنمية قبل 2014 واستثمارات القطاع الخاص مرحب بها جداً فى الوجه القبلى، مشيراً إلى أن المناطق الفقيرة وهجرة الشباب والفجوات التنموية بين المحافظات وعدم جودة الطرق كانت أبرز التحديات التى واجهت الهيئة التى تهدف إلى تحقيق عائد تنموى للمناطق المستهدفة.. وإلى نص الحوار:

حدّثنا عن هيئة تنمية الصعيد، وما أبرز محطاتها؟

- هيئة تنمية الصعيد تتولى متابعة وتنفيذ جميع المشروعات التى تخدم خطط الدولة فى التنمية بمحافظات الوجه القبلى، فالدولة تضع الصعيد فى بؤرة الاهتمام الاقتصادى، وحجم إنفاق الدولة فى مشروعات تنمية الصعيد يصل إلى تريليون جنيه والهيئة انتهت من تنفيذ 70% من مشروعاتها.

اللواء شريف صالح: «الجنوب» لم يحظَ بالتنمية قبل 2014

هل حظى الصعيد بمثل هذا الاهتمام من قبل؟

- لنرى المشهد كاملاً فى محافظات الصعيد لا بد من تقسيم الأمر إلى 3 محطات، الأولى الفترة التى سبقت عام 2014 وخلالها لم يلقَ الصعيد حظاً وافراً من مشروعات التنمية على أرضه، وعلى مدار سنوات كثيرة تفاقمت المشكلات وزادت التحديات، وهو ما أدى إلى إحداث فجوات كثيرة بين الصعيد وباقى المحافظات، والمحطة الثانية كانت خلال عام 2014 عندما أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى برنامجه الانتخابى، وخلاله برز اهتمام الدولة بتنمية وتطوير محافظات الصعيد، تعويضاً لها عن سنوات الإهمال، وكان هذا الأمر من النقاط البارزة فى البرنامج.

وماذا عن المحطة الثالثة؟

- هى المحطة الأهم فى خارطة التنمية بالصعيد، وهى فترة ما بعد عام 2014، حيث وجّه الرئيس السيسى جميع أجهزة الدولة بتنفيذ مشروعات تنموية تفجّر طاقات الصعيد البشرية والموارد المحلية والثروات الموجودة به، وتم وضع خطط مستقبلية لتحقيق ذلك.

تم تدشين هيئة تنمية الصعيد خلال السنوات الماضية.. ما أولويات العمل والخطط المستقبلية؟

- نسعى لتحقيق التنمية المستدامة لجميع محافظات الصعيد انطلاقاً من رؤية مصر 2030، وقطعنا شوطاً كبيراً فى تنفيذ مشروعات التنمية الشاملة والأولويات اليوم هى توفير فرص عمل للشباب، إلى جانب الدور المحورى للهيئة، وهو جذب استثمارات محلية ودولية، والرئيس السيسى وجّه بوضع خطة متكاملة لتنفيذ بنية تحتية تسهم فى إتاحة الفرصة لتنفيذ مشروعات تنمية ضخمة لأهالى الصعيد، ومن هنا جاء الاهتمام بتطوير الطرق وإنشاء محطات مياه وأخرى لمعالجة الصرف الصحى، إلى جانب تأسيس مناطق صناعية كثيرة.

صالح: وجود مناطق فقيرة كثيرة كانت أكبر التحديات 

هل كانت هناك تحديات واجهت الهيئة عند بداية عملها على أرض الواقع عام 2019؟

- أبرز التحديات كانت وجود مناطق فقيرة بالصعيد بجانب هجرة عدد كبير من شباب الصعيد إلى محافظات الشمال وخارج مصر، ووجود فجوات تنموية بين المحافظات والمراكز والقرى، وعدم جودة الطرق التى تساعد على التنمية، وعملت الهيئة على مواجهة التحديات بالتنمية المتكاملة والمستدامة، ورسالة الهيئة بشكل عام هى تخطيط وتنفيذ جميع المشروعات، بالتعاون مع أجهزة الدولة، بهدف تحقيق عائد تنموى للمناطق المستهدفة فى الصعيد.

ما مدى صحة الشائعات حول عدم السماح للقطاع الخاص بالوجود فى الصعيد؟

- هناك شراكة أساسية مع القطاع الخاص فى بعض المشروعات التنموية، أبرزها مشروع إنتاج الخشب المضغوط لتوفير العملة الصعبة من خلال إعادة تدوير سيقان الذرة بدلاً من حرقها، حيث يتم تحويلها إلى خشب مضغوط، وهذا الأمر يتم بالتعاون مع القطاع الخاص، ومشروع الأخشاب المضغوطة نوفر من خلاله فرص عمل للشباب بدلاً من السفر خارج محافظات الصعيد، ولدينا فى الهيئة إدارة متخصّصة لخدمة المواطنين وتلقى المقترحات، وهى متاحة لأى مستثمر عنده رغبة حقيقية فى التعاون معنا، وكل ما عليه هو تقديم ما لديه من مقترحات وأفكار لدراستها، وتعمل الهيئة على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

استثمارات مشروعات التنمية تجاوزت تريليون جنيه وأنهينا 70% منها

وكيف يتم تحقيق ذلك؟

- عملنا على تنفيذ مشروعات صناعية ومجمعات للصناعات الحرفية، وتمكّنا من تنفيذ 3 مجمعات صناعية فى محافظتى أسوان وسوهاج والمجمع عبارة عن مبنى من الورش داخله تتم مزاولة الحرف اليدوية والحرف الصغيرة بشكل عام، وقبل التفكير فى تنفيذ هذه المشروعات جلسنا مع الأهالى فى عدد من المحافظات، وتعرّفنا على الأعمال التى يمكن لمواطنى محافظات الصعيد القيام بها، والهيئة تشارك فى تنفيذ مدن تنمية متكاملة ولها دور مهم فى مشروعات حياة كريمة، ونسعى لإقامة مجمعات للورش الحرفية الصغيرة بالقرى فى إطار مبادرة حياة كريمة، من خلال المجمعات يتم إعادة تأهيل عدد من الصناعات القائمة بها بهدف تعظيم الاستفادة منها.

هل تشارك الهيئة فى المشروع القومى لتوفير السلع الأساسية؟

- هيئة تنمية الصعيد لها دور مهم فى المشروع القومى لتوفير السلع الأساسية، ولدينا مشروعات كثيرة فى الثروة الداجنة فى محافظة المنيا ومحافظة الفيوم، وهدف تلك المشروعات توفير الدواجن وبيض المائدة بأسعار مخفّضة للمواطنين فى محافظات الصعيد أو فى المعارض التى تقيمها الدولة فى المحافظات الأخرى.

التعاون مع التموين

هيئة تنمية الصعيد تشارك بشكل عام فى توفير السلع بالسعر المناسب، بالتعاون مع وزارة التموين، وشغالين بشكل مكثف لتنفيذ عدة مشروعات أخرى تخدم محافظات الصعيد، ومن بينها مشروع تدوير مخلفات مصنع إنتاج العسل الأسود بمحافظة المنيا بهدف إنتاج الطاقة البديلة.