خلال اليومين الماضيين تصاعدت حدة الانتقادات إلى المجر، فقد وصفها البرلمان الأوروبي بغير الديمقراطية.
كما توعدت المفوضية الأوروبية بخفض مساعداتها لهذا البلد الذي يحكمه رئيس الوزراء الشعبوي فيكتور أوربان، والمرتبط بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فيما يتوقع أن تبحث المفوضية الأوروبية غدا الأحد هذا الملف.
فلماذا هذا العتب على بودابست؟
لا شك أن للصراع الأوكراني الروسي الحصة الأكبر، فمنذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، هادنت المجر الكرملين.
فهي وإن عارضت هذا الهجوم، إلا أنها بقيت تمشي بين السطور.
غردت خارج السرب
ففيما كانت معظم العواصم الأوروبية تورد السلاح إلى كييف، وقفت بودابست مغردة خارج السرب، ممتنعة عن إرسال مساعداتها العسكرية إلى جارتها.
بل رفضت المجر (هنعاريا) العضو في الناتو والاتحاد الأوروبي السماح بعبور شحنات الأسلحة عبر أراضيها إلى أوكرانيا المجاورة.
كذلك طالبت بودابست بتخفيف العقوبات القاسية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، على الرغم من أنها وقعت عليها لاحقا.
إلى ذلك، وفي خضم المعارك واحتدام القتال بين الروس والأوكران شرقاً، زار مسؤولون مجريون موسكو للتفاوض على صفقة لإمدادات غاز إضافية!
"لم تعد ديموقراطية كاملة"
لعل كل تلك الأسباب وغيرها أيضاً مما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات، دفعت البرلمان الأوروبي إلى اعتبار أن المجر لم تعد "ديموقراطية كاملة" وأن هناك حاجة لإعادتها إلى مسار قيم الاتحاد الأوروبي.
إلا أن بودابست تمسك الاتحاد باليد التي تؤلمه على ما يبدو، فهي بعضويتها ضمن هذا التكتل الذي يضم 27 دولة، تشارك في عملية التصويت أو اتخاذ قرارات أساسية وهامة ضمنه، تتطلب إجماع كل الأعضاء، مثل العقوبات على روسيا.
لكن فيما تعتمد دول الاتحاد الأوروبي الحذر إزاء هذا البلد بسبب الحاجة لكسب موافقته على قرارات مهمة، يعبر العديد من الدبلوماسيين في مجالسهم الخاصة عن استيائهم من علاقة أوربان الوثيقة مع الكرملين وعرقلته فرض مزيد من العقوبات على موسكو، بحسب ما أفادت فرانس برس.
كما أن المفوضية بدورها حريصة على تجنب الانتقادات الشديدة علناً، لكن القلق من خروج المجر عن مسار القيم الأوروبية، وسيادة القانون، خصوصا لجهة منع الفساد، أصبح أكثر الآن أكثر تجلياً.
ما قد يؤدي نظريا إلى تبني آلية أو قانون يفقد بودابست حقها في التصويت ضمن المجلس الأوروبي، حيث تتبنى الدول الأعضاء قرارات تؤثر على التكتل.