منذ حصوله على درجة الدكتوراه فى الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972 وهو يؤسس لمشروعه الكبير على تطوير العمل بمجمع اللغة العربية وتوسيع دائرة نشاطه ونشر رسالته، وقدم هذا المشروع إلى مجلس المجمع من أجل الموافقة عليه وحتى رئاسته المجمع فى نوفمبر 2020؛ إنه الدكتور محمد صلاح الدين عبدالسميع فضل (21 مارس 1938) الأستاذ الجامعي، والكاتب، والمترجم المصري.

معارك الدكتور صلاح فضل مع ما وصفهم بـ"أصحاب الهوى الإخواني" مهمته التى يسعى لتحقيقها بعد أن استولى عدد لا بأس منه على عضوية المجمع فى سنوات مضت، بل وإعادة إحياء اللغة العربية يعتبرها مهمة قومية ووطنية يحملها على عاتقه أثناء رئاسة المجمع، ولعلها معارك الدكتور صلاح فضل مع طيور الظلام ما زالت مستمرة.. وهو ما نرصده فى السطور التالية:

الإخوان والانتخابات.. البداية فى أكتوبر 2020

يقول الدكتور صلاح فضل لـ"الدستور"، إنه منذ تولى الدكتور حسن الشافعي رئاسة مجمع اللغة العربية فى نوفمبر 2012 إبان فترة صعود جماعة الإخوان الإرهابية وعلاقته بهم معروفة وشائعة على علمه وفضله وثقافته ودماثة خلقه، لكن هذا شيء والانتماء الإيديولوجي شيء آخر، وأدى ذلك إلى اصطباغ المجمع فى قبوله للأعضاء الجدد بصبغة جعلته لا يتحمس للأدباء أو الشخصيات العامة ولا لفئات اجتماعية من العلماء الذين يجب أن يكونوا ممثلين فى المجمع مثل إخواننا من الكتاب الأقباط، خاصة أنه يوجد أشخاص بارزون فى الفكر واللغة والأدب يستحقون الاهتمام والعناية، وبالتالى استمر هذا لفترة ثماني سنوات جدد فيها للدكتور حسن الشافعي لولاية ثانية، وأعتقد أنه طبقًا للتقليد الذى ساد منذ ثورة 1919 حتى الآن فإن القيادات تكتفى بفترتين، ولذلك فى تقديرى أنه آن الأوان لترشيح قيادة المجمع، وآن الأوان له أيضًا أن يعود إلى سيرته فى مراحل الازدهار الأولى عندما كان على ذروته طه حسين، وتوفيق الحكيم والعقاد ومن قبلهم أحمد لطفى السيد.

رغم أن إعلان المجمع يوم 22 فبراير 2022م أن الدكتور صلاح فضل القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية رفض ما تمخَّض عنه اجتماع مجلس المجمع بترشيح "الشافعى" واصفًا جلسة مجلس المجمع بأنها باطلة، وأن التصويت الذي حدث علنًا هو تصويت عشوائي، إلا أنه سرعان ما تناثرت الاتهامات والشتائم من عناصر إخوانية على بيانه، وأن الحق في إدارة المجمع للدكتور حسن الشافعي، وراحت التعليقات تطالب صلاح فضل بالانسحاب، وأنه ليس له الحق في رئاسة المجمع.

قانون المجمع الخاص بالحفاظ على اللغة العربية

معركة أخرى يديرها الدكتور صلاح فضل داخل مجمع اللغة العربية هى الحفاظ على اللغة العربية الأم؛ وهو ما ترجمه فى مشروع قانون لحماية اللغة العربية دفع به إلى مجلس النواب بالتزامن مع قانون مجمع اللغة العربية نفسه، حيث أشار فى تصريحات صحفية إلى أن هذا القانون سوف يتضمن عددًا من المواد التي تحافظ على اللغة الأم وتمنع انتشار هذه اللافتات التي نراها في كل مكان باللغات الأجنبية.

يذكر أن عمل صلاح فضل كمعيد في جامعة القاهرة، وجامعة الأزهر، وجامعة عين شمس في مصر، والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وكلية المكسيك في إسبانيا، بالإضافة إلى جامعة صنعاء في اليمن والبحرين.

ومن المناصب الأخرى غير التعليمية التي شغلها الدكتور صلاح فضل تتضمن ترؤسه تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد، وترؤسه قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، وغيرها من مساهماته لمجلس المجمع ومساهمات أكاديمية أخرى.

وبفضل مؤلفاته العديدة والمتفرعة في مجال الأدب، تمكن صلاح فضل من إثراء اتجاهات الباحثين ورؤاهم.