طالبت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي السبت بإنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب، بعد أن تم العثور على المئات من الجثث في قرب مدينة إيزيوم شرقي أوكرانيا إثر استعادتها من قبضة الجيش الروسي.
ضمن هذا الإطار، قال وزير خارجية الجمهورية التشيكية يان ليبافسكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في تغريدة نشرها السبت في حسابه على تويتر: "في القرن الحادي والعشرين، لا يمكن تصور اعتداءات شنيعة كهذه على السكان المدنيين".
وأضاف الدبلوماسي التشيكي: "علينا ألا نتجاهلها. نطالب بمعاقبة جميع مجرمي الحرب". وتابع ليبافسكي: "أدعو إلى إنشاء محكمة دولية خاصة في أسرع وقت تتولى ملاحقة جريمة العدوان".
Russia left behind mass graves of hundreds of shot and tortured people in the Izyum area. In the 21st century, such attacks against the civilian population are unthinkable and abhorrent. We must not overlook it. We stand for the punishment of all war criminals. #StandwithUkraine
— Jan Lipavský (@JanLipavsky) September 17, 2022
وكانت أوكرانيا قد أعلنت الجمعة عن اكتشاف "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل فرانس برس من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل في الموقع.
بدوره، قال المكلف الحقوق الإنسانية الأوكراني دميترو لوبينتس عبر منصة تلغرام: "الأرجح أن أكثر من ألف مواطن أوكراني تعرضوا للتعذيب والقتل في الأراضي المحررة من منطقة خاركيف".
كما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية: "تم الحصول على أدلة جديدة على عمليات التعذيب" من الجثث المدفونة هناك. وقال زيلينسكي"عُثر على أكثر من 10 غرف تعذيب في مختلف المدن والبلدات المحررة في منطقة خاركيف"، حيث وصف اكتشاف أجهزة كهربائية تستخدم للتعذيب. وقال أيضا: "هذا ما فعله النازيون. هذا ما يفعله الروس. وسيُحاسبون بنفس الطريقة (...) سواء في ساحة المعركة أم في قاعات المحاكم".
وأثار خبر اكتشاف هذه المقابر الجماعية موجة استنكار في الغرب بعد نحو خمسة أشهر على انسحاب القوات الروسية من محيط كييف في نهاية مارس/آذار تاركة خلفها جثث مئات المدنيين يحمل العديد منها آثار تعذيب وإعدامات، ولا سيما في بلدة بوتشا. وأعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن استنكارهما محملين الإدارة الروسية المسؤولية.
بايدن يحذر بوتين!
من جهة أخرى، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا بوتين من استخدام أسلحة كيميائية أو نووية في أوكرانيا. وصرح بايدن في مقابلة بثتها شبكة "" مساء الجمعة: "هذا سيبدل مجرى الحرب كما لم يحصل منذ الحرب العالمية الثانية". وتابع بايدن: "لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل"، متوعدا برد "مناسب" من الولايات المتحدة إذا أقدم على ذلك.
When asked what he would say to Vladimir Putin if Russia decided to utilize chemical or tactical nuclear weapons, President Biden responded, "Don't. Don't. Don't. You will change the face of war unlike anything since World War II." https://t.co/kDM5BGoHME
— CBS News (@CBSNews) September 17, 2022
وقال بايدن إن رد الولايات المتحدة سيكون "تبعا لذلك" لكنه امتنع عن الإدلاء بتفاصيل. وقال بايدن إن روسيا "ستصبح منبوذة في العالم أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى. "الرد الذي سيحدث يعتمد على حجم ما يفعلونه". في المقابل، رفض مسؤولو الحكومة الروسية إشارات الغرب إلى أن موسكو ستستخدم الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا ولكن ذلك ما زال يمثل قلقا للبعض في الغرب.
تطورات الهجوم الأوكراني المضاد
ميدانيا، تستمر المعارك وعمليات القصف بعدما استعادت القوات الأوكرانية المزودة بأسلحة غربية آلاف الكيلومترات المربعة من الروس في إطار هجوم مضاد شنته في شمال شرق البلاد. ففي كوبيانسك التي استعادتها أوكرانيا قبل أسبوع، تتواصل المواجهات مع القوات الروسية المتحصنة في الطرف الشرقي من نهر أوسكيل.
ولم تكن الشرطة الأوكرانية دخلت بعد إلى مركز الشرطة المتضرر وأمام مدخله علم أحمر للجيش الروسي ممزق ومرمي أرضا. وأعلنت قيادة الأركان الأوكرانية في بيان: "العدو شن خلال النهار أربع ضربات صاروخية و15 ضربة جوية، إضافة إلى أكثر من عشرين ضربة براجمات الصواريخ على مواقع مدنية وعسكرية في أوكرانيا".
وفي خاركيف، قتلت فتاة عمرها 11 عاما حين سقطت صواريخ روسية على بلدة تشويغيف، بحسب ما أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف. وفي شرق أوكرانيا، قال حاكم دونيتسك بافلو كيريلنكو إن "الغزاة الروس قصفوا" محطة حرارية صباح السبت في ميكولايفكا، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء الأوكرانية تكافح الحريق الذي اندلع فيها وأن القصف أدى إلى انقطاع مياه الشرب.
واتهم كيريلنكو الجيش الروسي بأنه "يستهدف بصورة متعمدة البنى التحتية في المنطقة لإلحاق أكبر ضرر ممكن، وفي المقام الأول بالسكان المدنيين". وكان أفاد في وقت سابق عن مقتل مدنيين وإصابة 11 بجروح بالنيران الروسية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
إعادة ربط محطة زابوريجيا بشبكة الكهرباء
وفي دنيبروبيتروفسك المجاورة قال الحاكم المحلي فالنتين ريزنيتشنكو إن "الروس أطلقوا النار طوال الليل على منطقة نيكوبول بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة"، مشيرا إلى أن القصف ألحق أضرارا مادية جسيمة بدون أن يتسبب بوقوع ضحايا. لكن رئيس المجلس المحلي ميكولا لوكاتشوك أفاد عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى جراء النيران الروسية خلال الساعات ال24 الأخيرة. وجنوبا، أفاد حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم: "قتل شخص في دميتريفكا جراء القصف العدو".
من جانبها، تفند القوات الروسية أن يكون يستهدف بنى تحتية مدنية أو مناطق سكنية، وتؤكد القيادة العسكرية في موسكو أنها تشن ضربات "عالية الدقة" على أهداف أوكرانية في ميكولاييف وخاركيف.
هذا، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت عن إعادة ربط محطة زابوريجيا النووية بشبكة التيار الكهربائي الأوكرانية، ما يسمح بضمان تبريد المفاعلات. وتعد زابوريجيا المحطة الأكبر في أوروبا والتي كانت شهدت قبل أسابيع مواجهات بين الروس والأوكرانيين أدت لوقف كافة مفاعلاتها.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24