ثمة ندرة يلمسها المشهد الثقافي المصري في أعمال المفكر والناقد الأكاديمي مصطفى ناصف تصل إلى حد الغياب لأعمال أحد أبرز رواد النقد في عالم العربي.

وطالب عدد من الكتاب والمثقفين خلال الفترة الماضية بإعادة أعمال المفكر والناقد الأكاديمي الراحل مصطفى ناصف، وفي التقرير التالي نرصد شهادتهم:

حمدي مصطفي ناصف: يهمني أن تقرأ أعماله على نطاق واسع 

يقول ابنه حمدي مصطفى ناصف: «يهمني أن يقرأ مصطفى ناصف على نطاق واسع..  تفضلت هيئة قصور الثقافة مشكورة بنشر كتاب «قراءة ثانية لشعرنا قديم».. يسرني تماماً أن تنشر كل أعماله.. أحب أن يقرأ الشباب زكى نجيب محمود ومحمود أمين العالم وشكري عياد ومصطفى ناصف ولويس عوض، ولفت أن بعض المسؤولين عن النشر في وزارة الثقافة تتلمذوا على يد هؤلاء».

ولفت الانتباه إلى الواقع يشير إلى أن مصطفى ناصف لم يقرأ على نطاق واسع، فهناك العديد من الكتب ومنها «الحداثة صوت وصدى، الدراسة الأدبية والوعي الثقافي، لعبة الكتابة»، إلى جانب أن هناك كتاب يعد من أبرز كتب الدكتور مصطفى ناصف «مسؤولية التأويل ونشر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن».

وتابع أنه من الغريب أن عدد الدراسات والرسائل العلمية كثيرة حول أعماله في العالم العربي خاصة في المغرب والجزائر وما نشر من الدراسات التي أدت حول أعمال ناصف في مصر قليلة.

إبراهيم داود: مصطفى ناصف أنبغ تلاميذ الخولي وطه حسين

من جانبه، قال الشاعر والكاتب الصحفي إبراهيم داود، إننا أمام رجل من أنبغ تلاميذ طه حسين وأمين الخولي، وأهميته الكبرى تأتي في انه عالم ومفكر ونحتاج إلى قراءة أعماله بشكل جيد، فهناك العديد من الكتب التي أنجزها لم تنشر في مصر، وما نشر لم يتم إعادة طبعته مرة اخرى، وناشدنا دكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة للكتاب للقيام بنشر الأعمال الكاملة لمصطفى ناصف.

وأضاف إبراهيم: «قرات له عدد من الكتب في حياتي، ولكن أغلب الكتب غير متاحة، ونأمل أن ننجح في طباعة أعماله الكاملة، لأنه مطلب عام للحياة الثقافية المصرية». 

ناصف لم يقرأ بعد!

من جانبها، تقول دكتور مروة مختار لـ«الدستور»: «نعم رغم كثرة ما كتب عنه في الدول العربية وداخل مصر فإنه لم يقرأ بعد، لعدة أسباب في رأيي منها: أن كل صفحة في مؤلفات مصطفى ناصف تثير العديد من القضايا والتساؤلات، ناصف عقل يقظ كتبه تمتلئ بالأسئلة والأفكار التي تحتاج الى المناقشة والتطوير بشكل مستمر، لا يمكن أن تحصر ناصف في أطروحة أو كتاب لكنك ستطور فكرة لديه أو تناقش قضية تعرض لها.

وأضافت: «ناصف عقل يقظ لا يهدأ، وسر بقاء كتبه واستمرار طرح أفكاره أنها باعثة على التساؤل لا تعترف بفكرة التقرير والإلزام، تحث على إعادة النظر في كل شيء بشرا ونصا، تتحرك مع الحياة وتتطور معها، مؤلفات ناصف لن تنضب ستعيش وتعيش لأنها تستشرف المستقبل كما تعلم صاحبها من أساتذته طه حسين وأمين الخولي».

وختمت: «ناصف عقلية قلقة مهمومة بالثقافة العربية وكيفية العمل على تطويرها وتنمية الوعى المتغير لا الساكن داخلها، وأبسط حقوق ناصف علينا أن يعاد طبع مؤلفاته كاملة ليفيد منها كل باحث لم يستطع الحصول على مؤلفاته لنفادها».

أما عن مصطفي ناصف واحد من أشهر أساتذة النقد الأدبي، وله العديد من التلاميذ، قدم ناصف العديد من الأعمال النقدية وجاءت كمدرسة وخطوة أولى في مجال النقد الأدبي المرتبط بعلم النفس.

وأبرز مؤلفاته «الصورة الأدبية، دراسات الأدب العربي، رمز الطفل –دراسة الأدب المازني-، نظرية المعنى في النقد العربي، مشكلة المعنى في النقد الحديث، قراءة ثانية لشعرنا القديم، اللغة بين البلاغة والأسلوبية، طه حسين والتراث، خصام مع النقاد، نظرية التأويل، صوت الشاعر القديم، الوجه الغائب، أحمد حجازي الشاعر المعاصر، ثقافتنا والشعر المعاصر، اللغة والبلاغة والميلاد الجديد، اللغة والتفسير والتواصل، محاورات مع النثر العربي، النقد العربي نحو نظرية ثانية». 

حصل ناصف على العديد من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب سنة 2007 بالاشتراك مع محمد العمري، كما مُنح نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب، وجائزة أفضل كتاب في النقد الأدبي من وزارة الثقافة المصرية، وجائزة نقد الشعر من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين في الكويت، وجائزة الدراسات الأدبية والنقد من مؤسسة سلطان بن علي العويس في الإمارات العربية المتحدة.