قال نائب رئيس مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالسودان، مازن شقورة، إن حرية الصحافة شهدت تراجعاً واضحاً عقب انقلاب 25 اكتوبر، لكنه اعتبر في الوقت نفسه، أن انتخاب نقابة للصحفيين في هذا الوضع المعقد تمثل “ضوء شمعة”.
الخرطوم: التغيير: سارة تاج السر
وأكد شقورة خلال مخاطبته الدورة التدريبية، (حول حماية وتعزيز حرية الصحافة وسلامة الصحفيين)، التي ينظمها مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة بفندق السلام روتانا بالخرطوم، في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر الحالي، إن الخطوة وجدت ترحيباً من الأمم المتحدة وأمينها العام.
وأوضح، أن الدورة ستناقش عدداً من الموضوعات، من ضمنها الحماية الاقتصادية والاجتماعية والتي تشمل عقود الصحفيين مع الوكالات الدولية، وما إذا كانت تحمي حقوقهم، فضلاً عن عن تمليك الصحفيين أدوات رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ورصد خطاب الكراهية.
وقال وزير الثقافة والإعلام السابق، فيصل محمد صالح، إن قطاعات واسعة من المكونات الثورية والصحفية انتقدت أدائه واتهمته بالضعف، لأنه لم يسكت أصوات الصحفيين المحسوبين على النظام البائد ولم يوقفهم عن الكتابة”، وبرر ذلك لكون أن واحد من شعارات الثورة، هي الحرية، لذلك كان منهجهم هو إتاحة مزيد من الحريات.
واستعرض صالح في الورقة التي قدمها بشأن حرية الصحافة بالسودان في القانون والممارسة، وذكر أن الصحافة ظلت محكومة بالقانون الأول الذي صدر عام 1930 خلال فترة الاستعمار حتى السبعينات، حيث شهد عدداً من التعديلات ولم يتغير إلا بعد تأميم الصحافة في عهد مايو بصدور قانون عام 1973 الذي حظر صدور الصحف المستقلة، مؤكداً بأنها لم تكن تجربة ناحجة وتم استعادة الصحافة عقب الانتفاضة.
استقلالية الصحافة السودانية
ولفت صالح إلى أن الإنقاذ، أصدرت أول قانون للصحافة في العام 1993 تلتها 5 قوانين أخرى لتنظيم الصحافة، وعزا صالح، عدم تجاوبه مع تعديل قانون الصحافة للعام 2009م قبل سقوط نظام المخلوع، لأن البيئة القانونية والسياسية وقتها لن تتيح قانون أفضل منه. وأضاف: “تعديل القانون أو تغييره لم يكن أبدا استجابة لرغبة الوسط الصحفي، وإنما يتم التعديل وفق رغبة الحكومة ومؤسساتها.
وأكد الوزير السابق، أن ميزة الصحافة السودانية في الجزء الأول من تاريخها، أنها كانت مستقلة بعيدا عن الحكومة مما ولد لدى الصحفيين السودانيين روح الاستقلالية ومقاومة العسف والقوانين وسلوك الأنظمة العسكرية المختلفة.
وناقش رينولد فيلاني من مكتب المفوض السامي، آليات الأمم المتحدة المرتبطة بحماية حرية الصحافة، بينما استعرض مدير قطاع الإعلام بمنظمة اليونسكو، أيمن بدر، خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، وتعرضت إسعاف بنت خليفة من مكتب المفوض للمعايير الدولية لحرية التعبير بالتركيز على حرية الصحافة .
وتستمر الورشة لمدة يومين لمناقشة عدد من أوراق العمل، تتعلق برصد وتوثيق الانتهاكات وسلامة الصحفيين من حيث المفهوم والممارسة.
