قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، مستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن القيادة السياسية تلعب دورًا رئيسيًا فى رفع الوعى بقضية التصدى للتغيرات المناخية، وتبذل جهودًا مضنية تكللت على المستوى العالمى باستضافة مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتصدى لتغير المناخ، المعروفة بـ«كوب ٢٧»، التى ستُعقد فى شرم الشيخ، فى نوفمبر المقبل.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن المؤتمر يهدف لتعزيز جهود التصدى لتأثيرات تغير المناخ والتوسع فى مشروعات التكيف والتحول للاقتصاد الأخضر، للحفاظ على درجة حرارة الأرض الحالية وضمان عدم ارتفاعها فى المستقبل القريب.

وتابع: «يهدف المؤتمر إلى إلزام الدول الصناعية الكبرى بتوفير تمويل بـ١٠٠ مليار دولار إلى الدول النامية لتنفيذ مشروعات التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، مع إلزام الدول الصناعية بخفض الانبعاثات الكربونية».

وقال أستاذ الزراعة إن مصر تلعب دورًا محوريًا فى هذا الملف، وبدأت بالفعل تنفيذ استراتيجية وطنية للتصدى لتأثيرات تغير المناخ والتحول الأخضر، مثل مشروع الصوب الزراعية وتبطين وتأهيل الترع والمساقى ومشروع تحويل الرى بالغمر إلى الرى بالتنقيط ومشروع القرية الذكية والسندات الخضراء وقطار المونوريل ومحطة بنبان بأسوان والسيارات الكهربائية ومشروع الدلتا الجديدة وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحى والزراعى.

وكشف «يوسف» عن أن التغيرات المناخية تحدث نتيجة أسباب طبيعية وأخرى غير طبيعية، ومن أمثلة الأسباب الطبيعية البراكين والبقع الشمسية والأعاصير الشمسية ودورات الشمس.

وأضاف: «الأسباب غير الطبيعية تتمثل فى النشاط البشرى ما بعد الثورة الصناعية، التى على أساسها تم حرق ملايين الأطنان من الوقود الأحفورى مثل الفحم والنفط نتج عنه ملايين الأطنان من انبعاثات الغازات الدافئة مثل غاز ثانى أكسيد الكربون والنيتروجين وغاز الميثان التى تسببت فى رفع درجة حرارة الأرض وحدوث تغيرات مناخية».

وحذر من خطورة الاستخدام العشوائى للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية والقطع الجائر للأشجار والغابات والزحف والتعدى على الأراضى الزراعية وزيادة معدلات التصحر.

وعن أسباب حدوث التغيرات المناخية، قال: هناك العديد من الصناعات الضارة للبيئة، مثل صناعة الأسمنت وما ينتج عنها من أبخرة وغازات مثل الكلوروفلوروكربون وغاز الميثان وأكاسيد النيتروجين والرصاص.

وأشار إلى أن أهم الآثار الجانبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية تتمثل فى انخفاض إنتاجية الفدان وزيادة معدلات استهلاك المياه، وما يعقبها من تغيرات سعرية طبقًا لسياسة العرض والطلب.

وأضاف أن التغيرات المناخية لها تأثير سلبى على عمليات التلقيح والإخصاب فى حيوانات المزرعة، وتتسبب فى تشوه الحيوانات المنوية، وتشوهات الأجنة، وانخفاض عدد المواليد، كما يمتد تأثيرها إلى إنتاج وتربية الأسماك داخل المزارع السمكية.