يا رب افتح عينيه فيبصر


من الصلوات القصيرة والمعزية في الكتاب المقدس صلاة اليشع النبي في سفر الملوك الثاني الاصحاح السادس، وهي صلاة نطق بها اليشع النبي عندما خاف تلميذه وارتعب عندما رأى خيل ومركبات جيش ملك آرام محيطة بالمدينة الذى يعيش فيها اليشع، لأن الملك كان قد علم أن اليشع هو سر نصرة جيش اسرائيل على جيوشه.. فصرخ تلميذ اليشع مضطرباً ” اه يا سيدي كيف نعمل ؟”، أما اليشع فقال له: لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم.. وصلي اليشع وقال: يا رب افتح عينيه فيبصر..

ففتح الرب عيني الغلام فأبصر وإذ الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول اليشع ( 2مل 6 : 15 – 17 ). لتحفظه وتحامي عنه.

في مرات كثيرة عندما تتعرض حياتنا للضيقات والآلام والشدائد تصغر نفوسنا ونضطرب أو قد نخاف أو نفقد الوسيلة للخروج من الضيق، وهنا يجب أن نتذكر الجبل المملوء خيلاً ومركبات من نار، تحيط بنا لتحرسنا وتحمينا..

نعم فالله لا يترك شعبه بل هو يحيط بنا ويحفظنا في كل ضيقاتنا، وهو لا يسمح لسوء أن يقترب منا إلا بسماح منه وبتدبيره الصالح لحياتنا..

فما المشكلة إذا التي تجعلنا نضطرب؟ المشكلة هي أننا لا نستطيع أن نرى قوة الله المحيطة بنا كل الأيام، لذلك نحن نحتاج أن تكون لنا العين المفتوحة والبصيرة الروحية التي بها ندرك حضور الله المصاحب لكل أيام حياتنا، فنحن نحتاج فقط أن تنفتح أعيننا فنبصر.. فالجبل كان ممتلئاً بالخيل والمركبات النارية، وكان اليشع مطمئناً لأنه يراها، أما الغلام فكان مضطرباً لأنه لا يستطيع أن يراها.

وهنا نحتاج فقط أن نصلي: افتح يا رب عيني لكي أري يمينك التي تحفظني..

نعم تتعرض الكنيسة وأولادها هذه الأيام لأوقات صعبة وآلام مبرحة ولكن هذه جميعها لا تعني أن الرب قد تركنا، لكننا نحتاج فقط أن ندرك أن الخلاص هو من عند الرب وأن الله بذاته هو موجود لنا وهو بنفسه يدافع عنا.. لذلك تصلي الكنيسة عنا لكي تكون لنا البصيرة الروحية التي تطمئن بوجود الرب وسط كل الألام وتقول: ” طوبي لعيونكم لأنها تبصر”..

ونحن نحتاج أن نصلي دائما صلاة اليشع النبي: افتح يا رب عينيا لأري حضورك و حفظك.

كانت طلبة الاعمي الذي صرخ وراء الرب: يا سيد يا ابن داود ارحمني.. فلما سأله الرب ماذا تريد أن أفعل بك؟ كانت طلبته الوحيدة: يا سيد أن أبصر.

كيف تكون لنا العين المفتوحة التي تشعر بحفظ الله وتدرك وجوده؟

1. يحفظنا جدا الاقتراب من المذبح المقدس والاشتراك في جسد الرب و دمه فالكتاب يحكي عن تلميذي عمواس أنهما عندما كسر يسوع الخبز وأعطاهم انفتحت أعينهما وعرفاه.. لذلك فالتناول من الأسرار المقدسة يحفظ لنا سلامنا بالاتحاد الدائم مع الرب.

2. تحفظنا أيضا صلواتنا المتضعة التي تطلب معونة الرب فهكذا كتب داود النبي “إليك رفعت عيني يا ساكن السماء فها هما مثل عيون العبيد إلى ايدي مواليهم” ( مز123: 1) نحتاج أن نصلي بدون اعتراض على حكمة الرب، بل في خضوع وخشوع نطلب معونته. فالعين المعترضة على تدبير الله تعطل الانسان من الشعور بعنايته لذلك يوصينا الكتاب “لا تكن حكيماً في عيني نفسك” ( أم3: 7 ).

3. يحفظنا الحرص من كل شهوة رديئة أو خطية تفصلنا عن الله فنحن نحتاج أن نموت عن شهواتنا ورغباتنا الشخصية ونعيش بقلوب نقية.. فحواء فقدت الشعور بحضور الله عندما اشتهت الشجرة، ولوط وقع في مشاكل عديدة عندما رفع عينيه واشتهي أرض مثمرة.

4. يحفظنا النظر لداخلنا فلا تنظر حولك فقط، فتلوم المحيطين وتتهم الكثيرين بالتقصير والتخاذل، ربما فعلاً هناك اخطاء من كثيرين لكن ما يحفظ سلامك و اطمئنانك هو أن تنظر لحياتك وتحفظها من كل ما يحزن الرب حينئذ تتمتع بالشعور بحفظه ورعايته.

ليعطينا الرب سلاماً في كل ضيقاتنا أنه لا يتخلي عنا ويفتح عيوننا لنرى خلاصه القوي

تاريخ الخبر: 2022-09-22 09:21:42
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية