تجري أربع مناطق تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا، الجمعة، استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا، فيما أعلنت كييف تقدّم قواتها في شرق البلاد.

والاستفتاءات التي تجري في دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، كما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الواقعتين جنوباً، أثارت إدانات واسعة واعتبرها حلفاء كييف زائفة.

في غضون ذلك، تواصلت تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط الروس بعد تقدّم الجيش الأوكراني الذي يستخدم شحنات الأسلحة الغربية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على غالبية منطقة خاركيف (شمال شرق) في هجوم كبير مضاد حررت خلاله مئات القرى والبلدات التي ظلت لأشهر تحت السيطرة الروسية.

واتهم محققو الأمم المتحدة، الجمعة، موسكو بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا منذ بداية الهجوم العسكري في أواخر فبراير/شباط الماضي، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى الآن.

وبدأت الاستفتاءات عند الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش وتستمرّ خمسة أيام، وتأتي في أعقاب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع تعبئة جزئية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط.

والجمعة بثت وكالة تاس الروسية للأنباء مشاهد تظهر مسؤولين في باحات مبان في دونيتسك وهم يبلغون السكان بالمذياع أن التصويت بدأ، وكانوا يحيطون بأحد المواطنين لدى إدلائه بصوته.

في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرقاً، واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء الحرب على أوكرانيا، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون "انضمام جمهوريتهم إلى روسيا"، حسب وكالة الأنباء الروسية تاس.

وفي خيرسون وزابوريجيا سيُطرح سؤال "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟".

436 جثة

ولم تصل الصين القريبة من موسكو إلى حد التنديد بالاستفتاءات، لكنها دعت إلى احترام وحدة الأراضي.

وحصل لقاء مفاجئ الجمعة في نيويورك بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا.

في المقابل، وجهت أوكرانيا الجمعة انتقاداً إلى إيران لإرسالها أسلحة إلى روسيا، منددة بإجراءات تتنافى ووحدة أراضي البلاد، وذلك تزامناً مع ضربة روسية بواسطة طائرة مُسيّرة إيرانية على مدينة أوديسا (جنوب) أسفرت عن سقوط قتيل.

وكتب سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك "إنها إجراءات إيرانية تتعارض مع سيادة دولتنا ووحدة أراضيها، وتتعارض أيضاً مع حياة المواطنين الأوكرانيين وصحتهم".

وأعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، استعادة بلدة ياتسكيفكا من القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.

وقال أوليكسي غروموف المسؤول في هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية للتلفزيون إن "الأوكرانيين استعادوا أيضاً السيطرة على مواقع جنوب باخموت"، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك والمستهدفة منذ أسابيع بهجمات روسية.

وقال دنيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك مساء الخميس "إن الوضع في شمال (دونيتسك) صعب للغاية".

في منطقة لوغانسك، تحدّث ممثل العسكريين الموالين لروسيا أندري ماروتشكو عن قصف أوكراني، مشيراً إلى أن قوات كييف "تريد أن تفعل كل شيء لعرقلة الاستفتاء".

وقامت السلطات الأوكرانية بإخراج 436 جثة كانت مدفونة في غابة قرب مدينة إيزيوم التي استعيدت من الروس، 30 منها تحمل "آثار تعذيب"، حسب ما أعلن حاكم منطقة خاركيف (شمال شرق) الجمعة.

فرار من التعبئة

وعشية الإعلان عن التعبئة، صوّت البرلمان الثلاثاء على عقوبات بالسجن لمن يرفض الالتحاق بالجيش أو يفرّ من الخدمة العسكرية. غير أن النص لم يدخل حيّز التنفيذ بعد.

وأبلغ حرس الحدود في كازاخستان عن تدفق فارّين من روسيا على الحدود الروسية الكازاخستانية، مؤكّدين أن الوضع "تحت سيطرة استثنائية".

وقال شخص تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، وفضّل عدم الكشف عن هويته إنه انتظر ثماني ساعات لدخول كازاخستان و12 ساعة أخرى للوصول إلى منغوليا.

وتضاعف عدد الروس الوافدين إلى فنلندا منذ أن أعلنت موسكو التعبئة، في وقت تستعد فيه الدولة الشمالية لفرض قيود على دخولهم.

TRT عربي - وكالات