من هي «مهسا أمينى» التي تصدر اسمها الكثير من وسائل الإعلام في العالم في اليومين السابقين، وانتفضت كثير من المنظمات الدولية والحكومات احتجاجا على ما حدث لها ...؟ إنها فتاة إيرانية عادية، من أصل كردى عمرها اثنان وعشرون عاما، قيل إنها كانت على وشك أن تبدأ دراستها في الجامعة. كانت مهسا تسير مع أخيها في أحد شوارع طهران قرب محطة مترو تسمى «محطة الشهيد حقانى» قادمة من إقليم كردستان لزيارة بعض أقاربهم بطهران. كانت مهسا في السيارة مع أخيها تلبس الحجاب الذى يفرضه النظام الإيراني على السيدات، ولكن حجابها لم يغط فيما يبدو شعرها بشكل كامل! لاحظ ذلك أفراد ما يسمى هناك «شرطة الأخلاق» (!) التي تجوب شوارع طهران، فطلبوا منها النزول من سيارتها وركوب سيارة الشرطة. حاول شقيقها منعهم، ولكنهم أبعدوه قائلين له أنها ستنقل إلى قسم للشرطة «لإعادة تثقيفها»! تبعهم شقيقها منتظرا خارج قسم الشرطة، ولكنه رأى بعد ذلك سيارة إسعاف تنقلها في الخفاء إلى أحد المستشفيات، وكانت تلك آخر مرة يراها أخوها فيها متيقظة. أخبرت الشرطة أسرة مهسا بعد ذلك أنها أصيبت بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وأنها في غيبوبة. ثم نشرت الحكومة الإيرانية مقطع فيديو قالت إنه يظهر أمينى قبل وفاتها بالمركز تحدثها امرأة توصف بأنها «خبيرة». غير أن أسرة مهسا أكدت أن ابنتهم ذات الـ 22 ربيعا كانت تتمتع بصحة جيدة، ولم تعان من أي أمراض قلبية مسبقا. لقد شاع أمر هذه القصة في الإعلام الإيراني، وفي «السوشيال ميديا «على نطاق واسع ...، مما حدا بالرئيس الإيرانى بفتح تحقيق في الحادث، وملابسات وفاة «مهسا أمينى» ! غير أن الأهم هو أن ما حدث لأمينى أثار ضجة دولية واسعة، سواء من دول أو منظمات حقوقية لامجال لتكرارها ...ولكن ما أحب أن أشدد عليه هنا هو ذلك التشدد باسم الدين الإسلامي في قضية لباس المرأة! ولن أدخل هنا في أي نقاش حول فرضية وشكل الحجاب....إلخ. ولكن ما يضايقنى هنا هو المبالغة في ربط الإسلام بحجاب المرأة، وكأن الإسلام هو الحجاب، بل وأصبح العالم ينظر للمرأة المسلمة على أنها فقط المرأة المحجبة. لا أيها السادة، المرأة في الإسلام، وحقوقها ومكانتها، أعظم وأكبر بكثير من أن تلخص في الحجاب، وما حدث لأمينى لا يخدم الحجاب، بقدر مايسئ للإسلام والمسلمين.
* نقلا عن " الأهرام "
