كانت كلمة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، التي ألقاها نيابة عنه سمو ولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد، دعوة مباشرة للمواطنين لتعزيز المسؤولية الوطنية عند ممارستهم لحق الانتخاب في حسن اختيار ممثلي الأمة لمصلحة الوطن، لما في ذلك من تأثير كبير بتحديد مستقبل الوطن. لقد قام المجلس السابق بتعطيل المشاريع التنموية ومصالح المواطنين من خلال انشغالهم بمصالحهم الشخصية وتصفية الحسابات في ما بينهم.
نحن - المواطنين - نطالب بمن ينجح في الانتخابات أن يحرص على تطبيق الدستور بحذافيره لكي يحصل كل مواطن على حقه من دون اللجوء للواسطة والرشوة، ويعمل باخلاص لتطوير الخدمات العامة بكل المؤسسات الحكومية، ويبذل الجهود المخلصة من اجل ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التعليمية والصحية والاقتصادية وتوفير الامن الغذائي من خلال الاكتفاء الذاتي للثروتين الحيوانية والنباتية، وحل الازمة الإسكانية، وهي مشاكل مزمنة لم تتمكن المجالس النيابية السابقة من حلها، او بالأحرى لم تلتفت اليها! وغيرها من العراقيل التي يواجهها الوطن والمواطن ويعاني منها الامرّين، مثل انتشار الفساد بأوصال الدولة، ومثل الخلل بالتركيبة السكانية! وأثارت «وثيقة القيم» التي اصدرها عدد من رجال الدين والشخصيات العامة، وقاموا بدعوة مرشحي الانتخابات للتوقيع عليها، نقاشا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي حول خلط الدين بالسياسة واقصاء الحريات التي كفلها الدستور. فأين هم من القضايا الرئيسية المتمثلة في إعمار البلد والارتقاء بإنجازات وخدمات الحكومة في عصر التقنيات الحديثة؟ أين مثل هؤلاء المرشحين من قضايا التنمية المستدامة ومن تنويع مصادر الدخل ومن الارتقاء بالتعليم الذي هو حجر الاساس بصرح الدول المتقدمة؟ واين هم من المتاجرين بالمخدرات؟ واين هم من اعادة تأهيل الناشئة المدمنين؟ فالكويت اليوم لا تحتاج إلى وثائق لتعريف الناس بالآداب العامة وبالأخلاق الحميدة. فلدينا دستور وقوانين وعادات وتقاليد عريقة توارثتها الأجيال منذ نشأة الكويت. وتعالت اصوات بعض المرشحين بانتقاد اداء الحكومة الاخيرة، وذلك من دون تقديم اية مقترحات منهم لتعديل مسارها او الارتقاء بأدائها، فقط لاعتقاد هؤلاء النواب الخاطئ بأن الصوت العالي بالهجوم على الحكومة يجذب اليهم الناخبين، لهذا اعتقد ان مجلس الامة القادم - ان نجح هؤلاء المرشحون - سيكون فاشلا ولن يستمر طويلا!
نقلا عن "القبس"
