كيف قفزت العلاقات المغربية الإسبانية من الجوار الحذر إلى التحالف الوثيق؟


بميزان الربح والخسارة تعيد العلاقات المغربية الإسبانية قراءة المصالح المتشابكة على سلم الاقتصاد والسياسة، إذ تعرّج اليوم أكثر من ذي قبل على منعطف التقارب الدبلوماسي والدفئ الذي بلغ في وقت سابق مرحلة شديدة البرودة والقريب من حافة الهاوية، رغم رغم ما يعتري طريق العلاقات الثنائية من معوقات إقليمية وحرب توازنات واصطفافات في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

 

التقارب الإسباني المغربي الذي أزعج النظام الجزائري وما يثيره داخل دوليب قصر المُرادية من حيرة وشك بخصوص مآلاته وأثره الجيو استراتيجي في المنطقة، سيرتع منسوبه حتما بعد كشف مدريد والرباط عن انعقاد قمة ثنائية رفيعة المستوى ستكون تتويجا منطقيا للتقارب الدبلوماسي الأخير وتكريسا للتميز الذي طبع العلاقات بين البلدين تاريخيا، رغم بعض فترات الفتور الذي وصل إلى حد التوتر أحيانا.

 

تقارب تفرض مصالح

 

وبرأي الباحث في العلاقات الدولية، عبدالكبير لمراني، أن التحديات الإقليمية والتطورات الدولية المتسارعة، خصوصا أزمات الطاقة، والانتكاسة الاقتصادية التي يعرفها العالم بفعل تداعيات كورونا، والحرب الروسية ضد أوكرانيا، وكذلك الضغط الكبير الذي يمارسه المهاجرون الراغبون في الوصول إلى أوروبا، كلها عوامل تضافرت لتفرض علاقات مغربية إسبانية متميزة.

 

الموقف الإسباني بخصوص مغربية الصحراء الذي عرف تطورا نوعيا يفيد المغرب في كسب رهان قضيته الوطنية الأولى، يقول عنه الباحبث في العلاقات الدولية إنه يضعف الجبهة والأطراف الداعمة لها، “وهو ما يفسر لنا طبيعة ردود الفعل الانفعالية المعبر عنها داخل الجبهة، ثم لدى الجزائر التي توفر الدعم والرعاية للجبهة الانفصالية منذ سبعينيات القرن الماضي”، ما يعني بحسبه أن الأزمة الراهنة بين الجزائر وإسبانيا قائمة بسبب تغير الموقف الإسباني الذي كان يخدم الأطروحة الانفصالية، ومنه يشكل دعما للجزائر التي أضحت في واجهة الصراع وفي حالة اضطراب وتناقض في المواقف بفعل التغيرات التي طرأت بخصوص قضية الصحراء، حيث لم يستطع صانع القرار الجزائري استيعاب تلك التغيرات، بما ينتج مراجعات ضرورية تنتصر للوحدة على حساب التجزئة وللجوار ومصالح الإقليم في التعاون، بدل إذكاء النزاع وخصومات تضر كل الأطراف.

 

 

وعن مدى تأثير قضايا مؤجلة في العلاقات المغربية الإسبانية، من أبرزها قضية سبتة ومليلية المحتلتين وترسيم الحدود البحرية، كشف المتحدث أن إثارة هذه الملفات تتطلب ديبلوماسيا اختيار الوقت المناسب، موضحا أنه “ليس من مصلحة البلدين اليوم إثارة أي قضايا خلافية لأن الظروف الإقليمية والدولية وما يجمع البلدين وما ينتظر منها أكبر من الخلافات والخصومات التي لا تفيد أي طرف من الأطراف”.

 

وبحسب الباحث في العلاقات الدولية، إن “الموقف الواضح للجانب الإسباني بخصوص قضية الصحراء والمبني على دعم الحل السياسي التوافقي، والذي يرى في خطة الحكم الذاتي سبيلا لهذا الحل، يشجع تميز العلاقات المغربية الإسبانية رغم كل محاولات الجزائر ودول أخرى للتأثير على إسبانيا داخليا من أجل لي ذراعها للحيلولة دون تميز العلاقات المغربية الإسبانية وتطورها”.

 

وأرست تفاصيل العلاقات الإسبانية المغربية الجديدة بعد أزمة استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزورة، “خريطة الطريق” لإنهاء القطيعة الدبلوماسية، وهي الخريطة التي وصفها البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء المباحثات التي أجرى رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز والملك محمد السادس بـ”الدائمة والطموحة التي تتضمن معالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة والتشاور، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع”.

تاريخ الخبر: 2022-09-29 00:18:57
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 64%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية