تعليق على الرسالة المفتوحة للأخ د.الدريري محمد أحمد للسفير الأمريكى بالخرطوم



صلاح جلال 

أعرف د.الدرديرى عن طريق الصديق الحبيب المرحوم عبدالرسول النور د.الدريرى من أبناء منطقة الميرم بجنوب كردفان بالقرب من بحر العرب نشأ وتربى فى مرابع ومراتع قبيلة الفيارين ورث منهم الفصاحة واللسان الزرب والقدرة على المناوشة بالكلمات ، فقد إنتمى الدرديرى للحركة الإسلامية فى الجامعة هو وأبناء المنطقة د.عيسي بَشرى ومحمد صالح صلوحة والمهندس محمد الحاج وعمر سليمان الذى تولى نقل العميدعمر حسن البشير من المجلد إلى الأبيض ومن ثم للخرطوم لقيادة إنقلاب الإنقاذ ١٩٨٩م لقد إطلعت على هذه الرسالة بإندهاش لعدة أسباب أولها أن كاتبها وزير خارجية سابق يفترض أن تسعفه الحصافة الدبلوماسية من الهتافية والكلام الزائد وثانى الأسباب إنتماءه للحركة الإسلامية عامة وخاصة السودانية التى تعاونت مع الأمريكان بتفاهم مباشر فى حربهم الباردة على الشيوعية خاصةً فى السودان وعموم الشرق الأوسط ، لقد إنفصمت هذه العلاقة بتفكك المنظومة الشيوعية وإنتهاء الحرب الباردة كما تحكى النكتة الدبلوماسية عن جعفر نميرى فى آخر أيامه وبدأت خصوصيته فى الأُفول بالنسبة للإهتمام الأمريكى فى المنطقة فقيل فى زيارة له للولايات المتحدة طرح على الأمريكان عدة ملفات إقليمية للتعاون معهم فيها ولم يوافقوا عليها ، عندما يأس منهم قال لهم أنا رئيس جمهورية السودان إذا فى أى كانى مانى فى أى حته إحتجتونى له تعرفون أين تجدونى.
وقعت تحت يدى وثيقة مهمة صدرت فى العام ٢٠١٠م طرحت تفاهمات بين الأمريكان وحركة الأخوان المسلمين بوساطة من الرئيس رجب طيب أردوغان ناقشت أفكار حول صفقة القرن وتفاهم بأن الأخوان المسلمين يشكلون بديل غير مكلف للحكم فى عدد من دول الشرق الأوسط يجب السماح لهم بالوصول للسلطة بالديمقراطية والإنتخابات لقد وتناولت هذه الوثيقة فى الدراسة التى أعددتها تحت عنوان *زلزال سقوط حركة الأخوان المسلمين* بعد إسقاط حكومتهم المنتخبة بقيادة المرحوم د.مُرسي هذه سمة فى التحالفات الأمريكية عدم الثبات والبراجماتية المتحركة
عندما إطلعت على رسالة د.الدرديرى كنت أعتقد أن يسارى متطرف أو مُلا إيرانى هو الكاتب الذى لايرى فى أمريكا غير الشيطان الأكبر
لقد إطلعت بصورة فيها شئ من التدقيق على مذكرات القائد مؤسس دولة سنغافورة الحديثة وقائد نهضتها لى كوان Story Of Singapore لفت إنتباهى حديثه الواقعى عن المسرح الدولى تناول الحالة الآسيوية فى الستينات والحرب الفيتنامية الروسية فقد ذكر أنه لم يتحدث أو يصرح بموقف فى القضايا التى ليست بمقدور سنغافورة تغيير كورس التاريخ فيها، بمعنى (بيمدد كرعينوا على قدر لِحافه) فقد ذكرنى هذا النوع من خطاب د.الدريرى أيام فورة إنقاذ التسعينات (أمريكا وروسيا قد دنا عذابها) التى كلفت السودان أعباء عطلت مسيرته الوطنية وأهدرت موارده كما ذكر المرحوم الطيب صالح أرادوا للسودان أن يلعب دور فوق طاقته لم يعيرو نظرية د.إداورد سعيد المستشرق الفلسطينى الأصل إهتمام (دور المركز والتخوم فى السياق الدولى).
الولايات المتحدة الأمريكية يا د. الدرديرى كانت ومازالت قوى عظمى ومؤثرة على المسرح الدولى فى أكثر الدراسات تشائماً حول واقع الدورة الحضارية الأمريكية كما يصورها الكاتب اليسارى زائع السيط د.نعوم تشومسكى تقول عدة دراسات رصينة أن الولايات المتحدة ستظل على مدى الخمسين عام القادمة القوى الأولى على مستوى التسلح وإنتاجه والمركز التكنلوجى الأول عالمياً والثانى على مستوى الإقتصاد النقدى ، نعم هناك تغيرات عالمية فى توازن القوة التى إختلت بعد تفكك الإتحاد السوفيتى وصارت أمريكا على مدى الثلاثة عقود الماضية القطب العالمى الأوحد وصحيح أم الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة فى عالم متغير لكن المؤشرات الموضوعية لا تقول بسقوط الولايات المتحدة الأمريكية الوشيك ولكنها تؤكد ظهور شركاء دوليين على مستوى من الأهمية لايمكن تجاوز رغباتهم ، هذا لايعنى أن هناك عالم سعيد سيولد تقوده دولة الصين وروسيا والهند والبرازيل ، ولكن المحتمل ميلاد توازن عالمى جديد يظهر لخدمة مصالح القوة الصاعدة على المسرح الدولى يا د.الدريرى رئيس الدبلوماسية الإنقاذية قبل سقوطها الداوى
مثل هذه الكتابات غير الموضوعية التى تنقصها الحصافة الدبلوماسية والكياسة السياسية لن تفيد السودان ولن تخدم قضيته كما ذكر ليي كوان
علينا أن نهتم بما يعنينا وما يمكننا التأثير فيه لخدمة مصالحنا وتطور شعبنا
من إفتعال معركة (الفاضى يعمل قاضى) مع سفير دولة عظمى فى بلادنا عاد إليها بعد غيبة وقد حفيت أقدام رجال ونساء الإنقاذ لإستعادة العلاقات مع الأمريكان وأنت واحد منهم
*كفاية شبع الشعب السودانى من الكلام الفاضى وخمج* .

صلاح جلال
٣إكتوبر ٢٠٢٢م

تاريخ الخبر: 2022-10-04 06:22:54
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية