على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تزايد عدد البرامج التلفزيونية التي تستهدف الأطفال، حيث تضاعف وقت الشاشة الذي يقضيه الصغار، ويمكن أن يكون قضاء وقت في مشاهدة التلفزيون مع العائلة، تأثيرا مفيدا على التطور المعرفي للطفل وفقا لدراسة جديدة لجامعة بورتسموث البريطانية. أشارت الدراسة إلى تأثير استخدام الشاشة على النمو المعرفي للأطفال الصغار.

ووجدت أن عرض الشاشة - سواء كان ذلك من جهاز تلفزيون أو جوال - يمكن أن يكون مفيدا اعتمادا على السياق الذي يتم فيه العرض. قام باحثون من جامعة بورتسموث وجامعة باريس نانتير بفرنسا بتحليل 478 دراسة نُشرت في العقدين الماضيين.

ووجدت النتائج التي توصلوا إليها أن التعرض للتلفزيون في وقت مبكر قد يكون ضارا باللعب وتطوير اللغة والأداء التنفيذي خاصة للأطفال الصغار.

إيجابيات

يقول أخصائي علم النفس محمد عبدالشكور «اعتدنا أن نسمع عن أضرار الشاشات أو الجوالات على صحة الطفل جسديا ونفسيا وأنها وراء إصابة الطفل بمرض التوحد والصرع وصعوبات التعلم وقلة الحركة وضعف النشاط، لكن الدراسة هذه ربما تكشف لنا أن هناك إيجابيات، وهو أمر وارد، إذا تم وفق توجيه وإشراف الأسرة، فهي بذلك تنمي المعرفة وتطور المواهب، من خلال طرح الطفل للأسئلة ومشاهدة مختلف الأماكن. ويمكن أن تتطور لديه بعض الهوايات كالقراءة والرياضة، ويكتسب سلوكيات إيجابية تتأثر بالشخصية، الأمر الذي يكون سببا في تحفيزه على تحقيق الأهداف، وإنجازات مهمة في الحياة».

أضرار جسيمة

يقول الدكتور إستر سوموجي من قسم علم النفس في جامعة بورتسموث «لقد اعتدنا سماع أن التعرض للشاشة سيئ للطفل، ويمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بنموه إذا لم يقتصر الأمر على ساعة في اليوم. وفي حين أنه يمكن أن يكون ضارا، تشير دراستنا إلى أن التركيز يجب أن يكون على جودة أو سياق ما يشاهده الطفل وليس الكمية».

ويتابع «السرد الضعيف والتحرير السريع والمحفزات المعقدة يمكن أن تجعل من الصعب على الطفل استخراج المعلومات أو تعميمها، ولكن عندما يكون محتوى الشاشة مناسبا لعمر الطفل، فمن المحتمل أن يكون له تأثير إيجابي. تظهر الدراسات أيضا أن وقت الشاشة يكون أكثر فائدة للطفل إذا كان أحد الوالدين أو شخص بالغ موجودا حيث يمكنهم التفاعل معهم وطرح الأسئلة».

تفاعلات اجتماعية

وتوضح الدكتورة باهيا جيللا، من قسم علم النفس في جامعة باريس نانتير، أن الرسالة المهمة هنا هي أن مقدمي الرعاية يجب أن يضعوا في اعتبارهم التقنيات الجديدة. يجب استخدام التلفاز أو الهواتف الذكية كأدوات محتملة لتكملة بعض التفاعلات الاجتماعية مع أطفالهم الصغار، ولكن ليس لاستبدالها.