نادرا ما يخرج رياضي إيراني عن صمته ويعلن عن مساندته للنساء الإيرانيات اللواتي يتظاهرن في البلاد منذ أسبوعين إثر وفاة الشابة مهسا أميني. لكن نجم المنتخب الوطني سردار آزمون والذي يلعب في الدوري الألماني مع فريق باير ليفركوزن لا يبالي بتهديدات النظام الإيراني. بالعكس فقد أعلن عن دعمه للحركات الاحتجاجية التي اندلعت في العديد من المدن الإيرانية.

وبسترة سوداء بدون شعار تخفي قميص المنتخب الإيراني، وقف آزمون خلال عزف النشيد الوطني في المباراة الدولية الودية بين بلاده والسنغال، ثم بث رسائل عدة عبر حسابه على "إنستاغرام"، من بينها واحدة تم حذفها، للتنديد بقمع الحركة الاحتجاجية في إيران... فوجد المتظاهرون في سردار آزمون ناقلا لأصواتهم إلى المجتمع الدولي.

واندلعت الحركة الاحتجاجية في إيران بعد وفاة مهسا أميني. وهي إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عاما، في 16 أيلول/سبتمبر 2022، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية والتي تُلزم النساء بشكل خاص بوضع الحجاب.

رسالة لمهسا أميني

منذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 92 شخصا في جميع أنحاء البلاد، وفقا لمنظمة "حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرا لها، في حملة قمع ضد أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عام 2019.

وكتب آزمون قبل عشرة أيام في منشور على "إنستاغرام" حذفه لاحقا "هذا لا يمكن محوه من ضميرنا. عار عليكم". وتعذر تصفح حسابه الذي يتابعه ما يقرب من خمسة ملايين شخص، لأيام عدة، قبل أن تتم استعادته.

استطاع آزمون، صاحب هدف التعادل في مرمى السنغال في المباراة الودية في النمسا (1-1)، إعادة نشر رسالة جديدة مصحوبة بصورة لفريق الكرة الطائرة النسائي الذي يدعمه في مسقط رأسه كنبد قابوس.

وقال آزمون "قلبي كُسر حقا لمهسا أميني والأبرياء مثل مهسا أميني. لقد تركوا ألما في قلب الأمة لن ينساه التاريخ أبدا".

"امرأة، حياة وحرية"

وعبّر الإثنين في منشور -لا يزال على حسابه على إنستاغرام حيث نشر صورة سوداء- عن دعمه للطلاب في جامعة الشريف للتكنولوجيا في طهران، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطلاب وقوات الأمن مساء الأحد.

 هالة النجم آزمون الملقب بـ"ميسي الإيراني" تتجاوز "تيم ملي"، وهو لقب المنتخب الإيراني. وكان لرسائله صدى في عالم كرة القدم.

 الجمعة، كان مجرد لاعب احتياطي في المباراة التي خسرها باير ليفركوزن أمام مضيفه بايرن ميونيخ (صفر-4) في افتتاح المرحلة الثامنة من الدوري، كما هي الحال في كثير من الأحيان لأسابيع عدة.

 في ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ المليء بـ 75 ألف متفرج، استغل أنصار النادي البافاري في المدرج الجنوبي اللقاء لنشر لافتتين: واحدة بالفارسية تحمل شعار المتظاهرين في إيران "امرأة، حياة، حرية"، والثانية باللغة الإنكليزية بعنوان "التضامن مع الثورة النسائية في إيران".

آزمون: "أنا هنا من أجلهم أيضا"

قال مدربه السويسري جيراردو سيوان "إنه نموذج ضخم لكل التزامه وسلوكه. الأمر متروك لنا الآن لاحتضانه ودعمه في هذا الموقف الصعب".

مساء الثلاثاء، في ملعب "دراغاو" في بورتو، سيواجه آزمون مواطنه وزميله في المنتخب الإيراني مهدي طارمي، هداف بورتو الذي ترك مكانه لآزمون في المباراة الودية أمام السنغال قبل أسبوع.

وقدم طارمي الذي ساهم في الفوز الكبير على سبورتينغ براغا 4-1 الجمعة في الدوري البرتغالي، بدوره دعمه للمتظاهرين ولم يحتفل بأهداف فريقه. وقال "لم أستطع، احتراما لشعبي. أنا هنا من أجلهم أيضا". 

فرانس24/ أ ف ب