خبير بيئة سعودى: قمة المناخ مطالبة بمكافحة إنشاء سدود المياه الضارة بدول المصب

قال الدكتور عبدالله بن أحمد الجازع، نائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد السعودية وحماية البيئة سابقًا، الباحث فى التغيرات المناخية، إن مصر قادرة على استضافة قمة المناخ «كوب ٢٧» وخلق أرضية علمية صلبة تراعى فيها الفروقات الاقتصادية بين الدول الفقيرة والغنية.

وأضاف «الجازع»، لـ«الدستور»، أن المملكة اتخذت إجراءات عدة لمجابهة التغيرات المناخية وتسعى إلى اقتراح تشكيل مركز إقليمى يعنى بالتغيرات المناخية يشمل الدول العربية، وذلك خلال مشاركتها المرتقبة فى قمة المناخ بشرم الشيخ.

■ ما أبرز الإجراءات التى اتخذتها السعودية لحماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية؟

- المملكة العربية السعودية سباقة فى مجال البيئة منذ ٣٠ عامًا، وقد نصت المادة ٣٢ من نظام الحكم، الذى تم وضعه عام ١٩٩٢م على أنه «تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها».

كما اهتمت المملكة بهذا الأمر بشكل عملى عبر إنشاء الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة ومن ثم إنشاء وزارة للبيئة وتم وضع التشريعات الضامنة للحفاظ على البيئة، ومنذ لحظ الإعلان عن هذه الرؤية اتخذت السعودية عدة إجراءات، من بينها إنشاء ٤ مراكز بيئية متخصصة تساعد على الحفاظ على البيئة والمراكز الوطنية هى المراقبة والالتزام البيئى وإدارة النفايات وتنمية الغطاء النباتى ومكافحة التصحر وتنمية الحياة الفطرية. كما أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة عام ٢٠١٧ حملة لزراعة ١٠ ملايين شجرة إلى جانب مبادرة الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد، لزراعة ١٠ مليارات شجرة حتى ٢٠٣٠ تحت عنوان «مبادرة السعودية الخضراء».

وأنشأت المملكة جهاز شرطة خاصة بحماية البيئة، بجانب إطلاق صندوق البيئة والاستثمار فى شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة تعنى بتدوير النفايات لتقليص خطر المخلفات وإنشاء شركات متخصصة فى النفايات الخطرة، وإنشاء شركات لمعالجة النفايات الطبية.

والسعودية شريك رئيسى فى جميع الاتفاقات الدولية التى تختص بحماية البيئة والبيئات البحرية، كما أن المملكة سباقة فى دعم الدول الفقيرة، وهى تسعى لدعم بعض الدول فى تجاوز الأزمات البيئية وآخرها توقيعها اتفاقية بـ١٠ ملايين دولار مع الأمم المتحدة لمعالجة وضع سفينة صافر فى اليمن الشقيق.

■ ما رؤيتكم التى يمكن طرحها خلال القمة لمحاربة التغيرات المناخية؟

- تأسيس مركز إقليمى يعنى بالتغيرات المناخية يشمل الدول العربية لتخرج تلك الدول بدراسات موثقة تدعم الدول فى التصدى لمخاطر التغيرات المناخية، ومنها الجفاف فى بعض الدول ووجود حالات مطرية شاذة، كما حدث فى باكستان هذا العام، التى غرقت بالكامل طوال أشهر الصيف.

والدول العربية ليست منفصلة فى كوكب آخر، بل هى فى قلب الحدث وقد يتفاقم بعض الأمور فى حالة الجفاف، وقد يواجه بعض المدن حالات غرق لا تستطيع البنى التحتية تحملها، ولرئيس جامعة الدول العربية نواب ومساعدون فى معظم مناحى الحياة إلا البيئة التى من المفترض إنشاء كرسى بمسمى نائب رئيس الجامعة أو مساعد من أجل تفعيل الشراكة البيئية بين الدول العربية.

■ كيف ترى استضافة مصر «كوب ٢٧».. وأهم الملفات التى يجب التركيز عليها؟

- مصر فى قلب العرب من الناحية الجغرافية لوقوعها بين قارتين وثقلها السياسى والتاريخى، وبالتالى أعتقد أنها قادرة على الاستضافة وجعل أرضية علمية صلبة تراعى فيها الفروقات الاقتصادية بين الدول الفقيرة والغنية.

وأهم الملفات التى يجب التركيز عليها خلال القمة هى الحفاظ على البيئة ومكافحة إنشاء السدود الضارة بدول المصب، كما فعلت تركيا وإيران بدول مثل العراق وسوريا وإن كان الضرر الأكبر على العراق.

وأيضا الضرر الواقع على مصر جراء إنشاء سد النهضة الإثيوبى وخطورة حبس المياه فى السنوات الجافة عن دول المصب أو حدوث زلزال فى منطقة السد، ما يعنى غرقًا كاملًا للسودان وكارثة إنسانية وبيئية خطيرة قد تطال هذه الكارثة، لا قدر الله، مصر عبر تدفق مليارات من الأمتار المكعبة من المياه على دولة فقيرة مثل السودان، وقد يتبع ذلك انهيار سد الرصيرص، القريب من النهضة وتزداد الأمور سوءًا أكثر.

ونرجو أن يتم تقييم الوضع المناخى والتطرف المناخى الذى حدث خلال الـ١٠ سنوات الماضية بحيادية علمية دون تدخل السياسة والمصالح للدول المتقدمة فى هذا التقييم.

■ كيف يمكن وقف تداعيات تغير المناخ على كوكب الأرض؟

- لن تقف تداعيات هذه الأزمة إلا إذا اعترفت الدول الصناعية بأنها المسبب الرئيسى لارتفاع غاز ثانى أكسيد الكربون بسبب الاستخدام المفرط للفحم فى بداية القرن الـ٢٠ ما سبب أزمة الـ ٢ CO، ومن ثم تحميل الوقود الأحفورى تبعات مثل هذه الجريمة البيئية.

■ هل يمكن للعالم التخلص من الوقود الأحفورى وتقليل انبعاثات الكربون؟

- التخلص كلمة قاسية ولا يوجد ما يدعمها من اختراعات تقلل من الاعتماد على الوقود الأحفورى «النفط»، ولكن كيف يمكن لنا التقليل للحد الأدنى من الانبعاثات بتصنيع هذا المنتج بشكل يجعله صديقًا للبيئة.

ولا يوجد فى الأفق شىء تستطيع به الدول المتقدمة التقليل من الاعتماد على النفط، وهناك دول عديدة قطعت مسافة طويلة فى استخدام الغاز الطبيعى والتخلى عن الفحم، لكن الأزمة السياسية بين روسيا والغرب أعادت الدول المتقدمة للمربع رقم ١.

■ أخيرًا.. كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على الأمن الغذائى؟

- بالطبع الجفاف فى مناطق مطيرة وغرق أماكن جافة سيحول بوصلة الغذاء، وبالتالى نطالب بصندوق للبيئة لمساعدة الدول فى استخدام التقنيات الزراعية، للتقليل من استهلاك المياه وتوسيع الرقعة الزراعية.

تاريخ الخبر: 2022-10-06 00:21:28
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية