قرر الشاب طلال آل مخلص، 40 عامًا، أن ينهي معاناة 5 سنوات لرفيقة دربه وشريكة حياته، 38 عامًا، بعد أن ضاقت به كل السبل وبعد العديد من الرحلات العلاجية داخل وخارج المملكة وعجزه عن إيجاد أي متبرع بالكلى لزوجته، حيث أخبره الطاقم الطبي المعالج بصعوبة قيامه بالتبرع لكونه يعاني من الوزن الزائد فقرر وبكل عزيمة وإصرار إنقاص وزنه حتى يكون لائقا طبيا لأن يخضع للفحوصات وإجراء التحاليل وعبرها سيتم الكشف عن مسألة التطابق من عدمها والتي تكللت بالنجاح وتم إخباره بالتطابق وأن بإمكانه التبرع بإحدى كليتيه لزوجته وإنهاء معاناتها لسنين عدة.

التحدي الأقوى

حول تفاصيل الموضوع تحدث المتبرع طلال آل مخلص لـ«الوطن» فقال «بداية كانت زوجتي تعاني من تكيسات بالكلى وهذا حسب ما علمت به بأنه عامل وراثي وكنت أراجع بها العديد من المستشفيات ولكن دون جدوى حتى تطور الأمر كثيرا ووصلت إلى مرحلة الفشل الكلوي الكامل للأسف الشديد، وأصبح إلزاميا مسألة التبرع، حاولت أن أجد لها حلا مهما كلف الأمر بعلاجها خارج المملكة، ولكن لم ينجح الأمر، عندها استسلمنا للأمر الواقع فقمنا بالبحث عن متبرع داخل الأسرة وخارجها ولم ننجح، فحاولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكن دون جدوى، وفي الوقت نفسه حاولت أن أكون أنا المتبرع، ولكن للأسف أخبرني الجهاز الطبي المعالج أنني لا أستطيع ذلك ورفض طلبي حتى للخضوع للفحوصات الأولية؛ لكون وزني يمنع ذلك فقد كان وزني في ذلك الوقت ما يقارب 100 كلجم وأكثر. وعندها قررت أن أكون أنا المتبرع ولا غيري، وقررت أن أخوض التحدي الأقوى والأهم بكل ما أملك من عزيمة وإصرار فخضعت لنظام غذائي التزمت به مع القيام بتمارين رياضية يومية حتى خسرت ما يقارب 22 كجم خلال 4 أشهر، ومن بعدها تم قبولي بالفحص الأولي وقمت بالفحوصات وتم التطابق وقررت التبرع وذلك من منطلق الإنسانية وعمل الخير وإنهاء مسألة البحث عن متبرع، وتمت العملية بنجاح بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وكان شعورا جميلا ورائعا لدى الجميع سواء الأطباء المعالجين أو شريحة كبيرة من المجتمع والأهل ويعدوا بالخبر الذي لا أستطيع وصفه».