الصناعة السياسية المريبة للمجلس الانقلابي


الصناعة السياسية المريبة للمجلس الانقلابي

وجدي كامل

السماح من السلطات الحاكمة بعودة اتحاد الصحفيين المحلول وقبله عودة رموز النظام القديم وواجهاته التنفيدية يعد عملاً مصنوعاً غايته خلط الأوراق.

إنه لا ينذر فقط بنشوب معركة حامية الوطيس بين نقابة الصحفيين المنتخبة والاتحاد المباد بل بين قوى الثورة والمجلس الانقلابي الذي يؤكد وفيما يفصح عنه السلوك اليومي لأدائه أنه ماضٍ في مشروع إعادة عجلة السياسة والأوضاع إلى الوراء بتفعيل شفرة الفوضى الخلاقة.

غير أن ذلك السلوك المشين المكافئ في قيمته ومحتواه للمؤتمر الوطني ودولة ما قبل الثورة والمجافي للتطور الديمقراطي للبلاد لن يسجل أي نقاط لصالحه ضد الحرية والتغيير في شخصها وشخوصها كجماعة ممقوتة من قبل المجلس بقدر ما سيوفر دافعاً حيوياً افتراضياً لقوى التغيير في أن تتوحد وتتجاوز خلافاتها لمواجهة خطر عودة الكيزان كخطر بات يقيم عروضه الشبحية البائسة في رابعة النهار وتحت سمع ونظر الجميع.

الصراع السياسي العام في مجمله وفي نتائجه لا يلغي أعمال الثورة كأعمال ماضية، لها مدها وجذرها بالقدر الذي يعد جزءاً من طبيعتها وملهماً للمزيد من الوعي والقرار بمراجعة أخطائها في مكونها وجهازها السياسي القائد السابق والذي لا شكلته قد كبد الثورة فادح الخسارات ولا يزال بعض أفراده يرغبون في زعامة شخصية مهما كلفت أثمانها.

حان الوقت للمصارحة النقدية وتصحيح التحالفات وتغذيتها في الوجهة التي تخدم مصلحة التغيير بإنهاء حالة الانقسام في معسكر قوى الثورة ورسم خارطة طريق متفق عليها من قبل القوى التي تنشد الديمقراطية والتغيير الديمقراطي الذي أبداً وقطعاً لن يمشي على أيام كلها بيضاء ويسافر على مركبات مجانية وبسائقين حركيين يجيدون اللعب بالتاكتيكات السياسية القديمة الموروثة المنبوذة.

العمل على إنتاج أفكار جديدة بعقلية سياسية جديدة والبناء على ميثاق سلطة الشعب الموقع بالأمس من قبل أكثر من خمسين لجنة مقاومة هو ما يجب أن يحدث.

على بقية القوى السياسية الراغبة في التغيير الديمقراطي الانخراط في التوقيع وليس ممارسة الفرجة والتعالي عليها برفضها عبر توجيه التهم لأحزاب سياسية بعينها وزعم أنها تقف من وراء ذلك.

إن في هذا الاتهام استخفاف لا يخفى بقدرات تفكير شباب الثورة ويحمل في نفس الوقت ذات عقيدة عقلية التآمر التي تعمل بها السلطات الشمولية الديكتاتورية التي لا ترى في الأعمال الثورية المجيدة سوى فكرة التخوين والتحريض من قبل أحزاب بعينها.

على الجميع الانخراط في حوار مفتوح اليوم قبل الغد للخروج بالبلاد من مأزق العجز الضارب فالسودان يستحق التنازل ثم التنازل عن الأجندة الحزبية والشخصية للزعامة على رصيد انهياره الذي حتماً ستكتبه حالة استدامة الفراغ السياسي الدستوري والتنفيذي المزمن والذي ومن جانبه حتماً سيملأ نفسه بذات القاتل الذي خرجت الملايين ضده في أعظم ثورات التاريخ الحديث على الإطلاق.

wagdik@yahoo.com

تاريخ الخبر: 2022-10-08 00:22:59
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية