خصخصة التعليم الجزء الظاهر من جبل الجليد «6».. «سياسة القبول لمؤسسات التعليم العالي»
* محمد إبراهيم علي
– وصلاً لما بدأناه من حديث في هذه السلسلة من مقالات (خصخصة التعليم) نتناول في هذه الحلقة محوراً مهماً للغاية وهو [سياسة القبول لمؤسسات التعليم العالي].
– المتابع لنتائج امتحانات الشهادة الثانوية منذ انقلاب المؤتمر الوطني وفلولهم في عام 1989م يلاحظ غياب العدالة وانعدام فرص المنافسة الشريفة إذ يتبين للراصد لهذه النتائج والمتتبع لها الآتي:-
✓ تفوق مدارس العاصمة على مدارس الولايات
✓ تفوق مدارس المدن على مدارس الريف
✓ تفوق المدارس الخاصة على المدارس الحكومية
✓ تفوق أبناء الاثرياء على أبناء الموظفين والعمال وغمار الشعب
– المؤشرات أعلاه أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن حقبة المؤتمر الوطني جعلت من العامل الاقتصادي عاملاً حاسماً للتعليم وتوفير معيناته وهذا تجسيد واضح لطبقية التعليم.
– من جهة أخرى فقد ساعدت الطريقة التي تُعرض بها النتيجة على ترسيخ هذا الواقع المأزوم وجعلته من المسلمات التي لا يمكن تجاوزها.
– الاسبوع الماضي وقبل إعلان نتيجة امتحانات الشهادة أعلنت وزارة التعليم العالي خطتها للقبول لمؤسسات التعليم العالي وهي خطة- في تقديري- مخيبة لآمال الطلاب وخاصةً طلاب المساق الأكاديمي العلمي وعلى وجه التحديد طلاب الأحياء ويمكن إبراز هذه الإشارات السالبة في الآتي:-
1- تخصيص نسبة 50% من المقاعد المتاحة في الجامعات الحكومية وبمبالغ تساوي مبالغ الجامعات الخاصة.
2- مضاعفة نسبة قبول الطلاب الوافدين.
3- غياب الشفافية وعودة الفساد وصعوبة الحصول على المعلومة.
– هذا الواقع بلا شك سوف يحرم كثيراً من الطلاب من فرص القبول الحكومى للكليات المميزة ويجعل الدخول لها واحداً من المستحيلات.
– عليه يعتبر القبول على النفقة الخاصة في الجامعات خنجراً مسموماً في خاصرة التعليم الجامعي وذبحاً للعدالة والمساواة في دخول الجامعات.
– وأحسب أن فرحة الطلاب بالنجاح لن تدوم كثيراً لأنهم سيقفون عاجزين عن دفع المبالغ الخرافية لمقاعد القبول على النفقة الخاصة في الجامعات الحكومية ورسوم الجامعات الخاصة.
– أين العدالة في دخول طالب أحرز نسبة 85% لكلية الطب في جامعة الخرطوم وحرمان آخر أحرز 93% لأن الأول يستطيع أن يدفع والثاني يعجز عن ذلك!!!!؟؟؟
▪ مؤشرات عامة
– كل الأدلة والبراهين تؤكد على تسليع الخدمات من صحة وتعليم ومياه ونظافة وعرضها بأسعار فيها ربحية عالية للحكومة وإرهاق للمواطن، وفي اعتقادي أن سير الحكومة بخطوات سريعة في هذا الإتجاه يتطلب منا الآتي:-
1- توحيد قوى الثورة الحية لإسقاط هذا الانقلاب وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي توفر الأمن والرفاهية والعيش الكريم للمواطن.
2- وقوف لجان المقاومة والمجالس التربوية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المعلمين والمجتمع بأسره أمام فرض الجبايات وتسليع التعليم وحرمان بنات وأبناء الفقراء والمساكين منه.
3- جعل التعليم هماً قومياً ومؤشراً من مؤشرات النهضة والتطور.
4- تسليط الإعلام على موضوع الحقوق وكيفية انتزاعها والدفاع عنها وفضح التجاوزات والقمع الذي يتم للفقراء والمهمشين
وقديماً قالت الحكمة السودانية:
يكبر الصغار ويزيلوا الغبار
ولكن الآن كيف يكبر الصغار
▪ يتبع…
* المدير العام السابق لوزارة التربية والتعليم- ولاية الخرطوم
خصخصة التعليم الجزء الظاهر من جبل الجليد «5»
