أعلنت القوات الروسية تحقيق مكاسب شرقي أوكرانيا الجمعة بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، فيما أعلنت كييف تحرير مزيد من أراضيها داعية الجنود الروس لاختيار الاستسلام.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية سبتمبر/أيلول.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا الأسبوع وحده حرر جنودنا 776 كيلومتراً مربعاً من الأراضي شرقي بلدنا و29 بلدة، ستّ منها في لوغانسك".

وأضاف: "في المجموع، حُرر 2434 كيلومتراً مربعاً من أراضينا و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية".

وفي مؤشر على الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون بعد نجاح هجومهم المضاد، وعد وزير الدفاع أوليكسيتش ريزنيكوف بـ"ضمان الحياة والأمن والعدالة" للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام.

وقال: "لا يزال بإمكانكم إنقاذ روسيا من المأساة والجيش الروسي من الذل" بينما دفعت الهزائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعبئة مئات الآلاف.

السيطرة على 3 قرى

من جهتها أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى -ثلاث قرى شرقي أوكرانيا- بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة.

وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السيطرة على زايتسيف في اليوم السابق في تقريرها اليومي. وتقع هذه القرى الثلاث جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. يحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر لكن من دون جدوى.

خسائر

وفي منطقة خيرسون المحتلة جنوب البلاد قتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون في غارة أوكرانية أصابت حافلة مدنيين كانوا في طريقهم إلى العمل خلال عبور جسر، حسب المسؤول الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف.

وتحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجوم روسي جديد على منطقة زاباروجيا (جنوب) لليوم الثاني على التوالي، أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح. وقالت إن "البنية التحتية دمرت في منطقتين. المحتل استخدم طائرات مُسيرة للمرة الأولى".

في اليوم السابق قتل أحد عشر شخصاً في ضربات روسية على زاباروجيا، حسب إدارة الطوارئ الأوكرانية.

خطر "نهاية العالم"

على صعيد آخر أشار زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك (شرق) دينيس بوشلين إلى أن الوضع "أصعب" بالقرب من ليمان التي تعد محوراً لتقاطع سكك حديد سيطرت عليه القوات الأوكرانية مؤخراً بينما نجت القوات الروسية بصعوبة من الحصار.

وقال إن القوات الروسية تعزز خط دفاع جديد بالقرب من كريمينا "تهاجمه القوات الأوكرانية ليل نهار". وأضاف: "أعتقد أن لدينا كل الفرص لحشد قوات وبدء تحرير مناطق باحتياطات جديدة"، معلناً عن إرسال تعزيزات.

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي ضم أربع مناطق تسيطر عليها على الأقل جزئياً في أوكرانيا في أعقاب "عمليات استفتاء" أدانتها الأمم المتحدة وكييف وحلفاؤها الغربيون.

التهديد النووي

بعد تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي التي يعتبرها الكرملين روسية تحدث زيلينسكي الخميس عن "ضربات وقائية" ضد روسيا.

وتراجعت الرئاسة الأوكرانية بسرعة مؤكدة أن زيلينسكي كان يتحدث عن "عقوبات" وقائية وليس ضربات، لكن المسؤولين الروس انتقدوا تصريحاته.

وأدان الكرملين "الدعوة لبدء حرب عالمية جديدة" بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريحات من هذا النوع تبرر الحرب التي شنتها روسيا.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من خطر حرب "نهاية العالم" للمرة الأولى منذ الحرب الباردة.

تمديد اتفاق الحبوب

ووسط هذه التطورات يعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وفرقه "بشكل مكثف" على تمديد الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب من أوكرانيا، والذي ساعد على خفض أسعار المواد الغذائية العالمية، وفق ما أفاد الجمعة المتحدث باسمه.

وقال ستيفان دوجاريك إن "فِرق الأمين العام تجري اتصالات مكثفة حول هذه القضايا. يعمل غوتيريش وفريقه جاهدين لتمديد مدى مبادرة البحر الأسود للحبوب وتوسيعها".

وأكد دوجاريك أن "الأمين العام يقضي كثيراً من الوقت على الهاتف لحلّ العقبات مع إدارات عدة تعطل تسهيل تجارة الأسمدة والحبوب الروسية".

وأعلن صندوق النقد الدولي في بيان الجمعة أنه سيصرف مساعدة طارئة لأوكرانيا بقيمة 1.3 مليار دولار من خلال أداة المساعدة الجديدة لمواجهة الصدمات الغذائية.

وأوضحت المؤسسة أن حزمة المساعدات الجديدة تهدف إلى "دعم أوكرانيا لمواجهة احتياجاتها الملحة من حيث ميزان المدفوعات"، ولكن أيضاً "لتحفيز تقديم دعم مالي مُستقبَلاً من الجهات المانحة والدائنة لأوكرانيا".

TRT عربي - وكالات