حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أنه لن يتردد فى استخدام الأسلحة النووية لدرء محاولة أوكرانيا لاستعادة السيطرة على المناطق التى صادق على انضمامها إلى أراضى الاتحاد الروسى ، وقال إن تهديداته «ليست مزحة».
ونقل تقرير لوكالة أنباء أسوشيتد برس عن مسئولين ومراقبين أن الرئيس الروسى لا يكذب فى تهديده، بل إن الحسابات تقوم على أن الولايات المتحدة وحلفاءها فى الناتو «لن يجرؤوا» على الرد على أى عمل نووى تقوم به روسيا فى أوكرانيا..
وقبل أيام، قال دميترى ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن لموسكو الحق فى استخدام الأسلحة النووية فى أوكرانيا إذا هددت كييف أراضيها.
ولطالما حذرت موسكو من أنه بعد ضم أقاليم شرق أوكرانيا لها، ستعتبر أى هجوم من كييف عليها عملًا عدوانيًا وسترد وفقًا لذلك.
من جانبه، كتب السفير الأمريكى السابق فى موسكو، مايكل ماكفول، على موقع تويتر محذرا من أن الرئيس الروسى «لا يخادع بل إنه رادع»، وقال ماكفول: «إنه (بوتين) يحاول منع الغرب من تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطورًا».
ومن جانبه، قال سيرجى كاراجانوف، المحلل السياسى فى موسكو والمستشار بالكرملين إن روسيا «لا تتحمل خسارة فى أوكرانيا..
ويجب أن يدرك أعداؤنا أنهم وضعوا أنفسهم والعالم بأسره على حافة الجحيم».
وألمح كاراجانوف إلى أن موسكو قد تصل للتفكير بخيار تصعيدى يتمثل بضرب دول حليف فى الناتو ، وقال: «أنا متأكد بنسبة 99٪ من أنه إذا تم توجيه ضربة نووية لإحدى الدول الأوروبية التى تدعم أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة لن تستخدم أسلحة نووية».
ومضى فى حديثه: «الأمر سيتطلب رجلا مجنونا فى البيت الأبيض للرد على الاستخدام المحدود للأسلحة النووية من قبل روسيا بضربة نووية.. أو أن يكون شخصا يكره أمريكا ومستعدا للتضحية ببوسطن مثلا من أجل بوزنان (مدينة بولندية)».
وفى الغرب، تزداد المخاوف من لجوء بوتين للخيار النووي، إذ أن استخدام سلاح نووى واحد منخفض القوة سيكون له تأثير سياسى مدمر، وقد يمهد ذلك الطريق لتصعيد سريع وربما يؤدى إلى صراع نووى شامل.
وقال تقرير سابق لصحيفة «تليجراف» البريطانية إن الولايات المتحدة ترسل تحذيرات سرية إلى الكرملين منذ شهور بشأن العواقب الوخيمة لاستخدام الأسلحة النووية فى أوكرانيا ، لكن واشنطن لم توضح فى رسائلها لموسكو ماذا سيكون ردها بالتحديد، فى موقف وصفه التقرير بـ «الغموض الاستراتيجي»، ووفقا للصحيفة، فإن الولايات المتحدة أبقت التحذيرات غامضة على أمل بث الذعر وحالة عدم اليقين فى الكرملين عند التفكير فى استخدام سلاح نووي.
أما أمريكا فقد ربطت سمعتها بنتيجة الصراع ، وفى المقابل، فإن موسكو التى تدخل أوكرانيا فى البداية لجعلها جزءًا من روسيا الكبرى، قد اقتطعت بالفعل أقاليم الشرق وضمتها لأراضى الاتحاد الروسى وباتت مضممة على هزيمة الدعم الغربى لأوكرنيا وتحويلها لدولة فاشلة يصعب معها أن تكون مستقبلاً حصناً غربياً على حدود روسيا.
وفى الواقع، يوفر عدم وجود حل دبلوماسى محتمل حافزًا إضافيًا لكلا الجانبين للتصعيد .
وقد تستخدم موسكو الأسلحة النووية ضد أوكرانيا مع القليل من الخوف من الانتقام النووي، لأن كييف ليس لديها أسلحة نووية ولأن واشنطن لن تكون لديها مصلحة فى بدء حرب نووية، وعدم وجود تهديد انتقامى واضح سيجعل من السهل على بوتين التفكير فى الاستخدام النووي.
وقد تستقر الحرب فى طريق مسدود طويل الأمد ليس له حل دبلوماسى ويصبح مكلفًا للغاية بالنسبة لموسكو، وفى محاولة يائسة لإنهاء الصراع بشروط مواتية، قد يسعى بوتين إلى التصعيد النووى للفوز.
كما هو الحال مع السيناريو السابق، حيث يتصاعد لتجنب الهزيمة، فإن الانتقام النووى الأمريكى سيكون بعيد الاحتمال..
وفى كلا السيناريوهين، من المرجح أن تستخدم روسيا أسلحة نووية تكتيكية ضد مجموعة صغيرة من الأهداف العسكرية، على الأقل فى البداية ويكون الهدف هو توجيه ضربة لتغيير قواعد اللعبة - لخلق مثل هذا الخوف فى الغرب من أن تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها بسرعة لإنهاء الصراع بشروط مواتية.
إقرأ أيضاً|واشنطن بوست: وجود خلافات بين الدائرة المقربة من بوتين بسبب الحرب
