مع حلول شهر ربيع الأول من كل عام هجرى، تبدأ نسمات الاحتفال بالمولد النبوى فى ربوع البلاد العربية ابتهاجا بميلاد سيد الخلائق سيدنا محمد «صل الله علية وسلم».
وأصبحت تلك الاحتفالات عادة يتوارثها الخلف عن السلف وتتميز بها كل دولة إسلامية عن الأخرى، حتى وإن تشابهت فيما بينها من خلال اقامة حفلات الذكر والانشاد الدينى.
الا انه يظل لكل دولة طريقة أو أكل تميزها عن الأخرى مستوحاة من عاداتهم وطبيعة بيئتهم الجغرافية، فهنا بقاهرة المعز تتسابق المحال التجارية فى عرض حلوى المولد وفى مقدمتها عروس المولد والتى هى أحد أهم رموز الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، والتى تتنافس لخطف قلوب وعيون المارة بالشوارع والزبائن بالمحال وذلك بجمالها وألوانها الباهرة المبهجة فكانت تصنع من السكر ومع مرور الزمن أصبحت «عروس بلاستيكة» يستخدمها الناس للزينة.
إلا انها لا تزال تحتفظ بمكانتها العروس السكرية، ثم ظهرت العروس المصنوعة من تشكيلة حلوى المولد النبوى من الملبن والفولية والحمصية والمكسرات وغيرها باختلاف أنواعها اللذيذة والشهية بشكل يبهج النفوس، أما فى تونس فأهلها يحتفلون بأكلة مميزة وتسمى «الزقزوقو» والتى تعد من الأطباق الفاخرة وهى عبارة عن «كريمة وحليب وصنوبر حلبى وسكر» بعد طهيها تزين بالفستق واللوز وهى من الحلوى الباردة، وفى المغرب له طقوس وعادات مميزة بالأراضى المغربية ولكل مدينة عادتها ففى مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، حيث تقام زفة بالشموع، بعد صلاة عصر يوم المولد النبوى لتستمر على امتداد اثنى عشر يوما.
تقام فيه حفلات الذكر والسيرة النبوية وقراءة البردة والهمزية، وفيه تقف السيدات حاملات الأطفال على جانبى الطريق يتأملون الموكب بينما الرجال والشباب يحملون الشموع وهم يرددون الابتهالات الصوفية ويقرعون على الدفوف والطبول وهم مزينون بملابسهم المغربية التقليدية، اما فى فلسطين فأشار عبد السلام قمور صحفى فلسطينى بأن الأهالى يبتهجون بتوزيع حلوى الكنافة والمشبك والنمورة فضلا عن حلقات الذكر وتقدير حفاظ القرآن الكريم فى تلك المناسبة بشهادات التقدير، وفى سوريا يقومون بصناعة «كشك الأمراء» وهى عبارة عن حلوى المهلبية المزينة بالمكسرات والفستق الحلبى.
