الأنبا مارتيروس يستعرض تاريخ الأرمن فى مصر بمركز بى لمباس


القى صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس، أسقف شرق السكة الحديد وتوابعها ورئيس مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية ، المحاضرة الشهرية لشهر اكتوبر وذلك بمركز بى لمباس تحت عنوان “تاريخ الأرمن فى مصر” ، وذلك بمقر نيافتة بكنيسة السيدة العذراء مهمشة بحضور جمع غفيرمن الباحثين والمختصين والمهتمين بالتراث والآثار والفنون القبطية.

بدأ اللقاء بكلمة ألقاها الاستاذ اشرف موريس منسق اللقاءات قدم فيها الشكر لنيافة الأنبا مارتيروس، كما رحب بالحضور الكريم، متمنيًا لهم الاستمتاع بالمحاضرة الهامة لنيافة الحبر .الجليل نيافة الأنبا مارتيروس

وفى البداية حدد نيافة الأنبا مارتيروس ثمانية أسباب للتواجد الأرمني في مصر وهى:

اولا: العقيدة الأرثوذكسية الغير خيلقدونية التي تربط بين الأقباط والأرمن منذ الإضطهاد الخيلقدوني في القرن الخامس الميلادي وليس أدل على ذلك هروب الأنبا ساويروس الأنطاكي لمصر.

ثانيا: التواصل الثقافي والإقتصادي الجيد في الشرق بين الأرمن ومصر

ثالثا: حاجة الفاطميين (الشيعة) من 969م إلي 1171م للنفوز الأرمني ضد النفوز المملوكي (السني) الناشئ (الأيوبيين) ١١٧٤م إلي ١٢٥٠م إلي حين ثم حاجة المماليك للأرمن بطريقة محدودة إلي نهاية القرن الرابع عشر

رابعا: ولع الأرمن بالكنيسة والرهبنة القبطية بمصر.

خامسا: هرب العديد من الأرمن إلى مصر، بسبب زحف السلاجقة وهجومهم على أرمينيا خاصة في القرن الحادي عشر وهرب فيلق من الأرمن قوامه ٢٠ الف جندي ارمني إلي مصر وتوليت القائد بدر الدين الجمالي الأرمني أميرا للجيوبش من ١٠٧٣م إلي ١٠٩٤م .

سادسا: تشجيع بهرام الأرمني حيث جعله الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وزيرا من ١١٣٥م إلي ١١٤٠م وقبلها كان والي الغربية، وقد شجع علي هجرة الأرمن وإستضافة البطريرك إغريغوريوس الاول الأرمني إلى مصر، حيث كان هو من تل ياشر، وذكر أنه أتت حشود من الأرمن، لتلحق ببطريركهم أغريغوريوس الأرمني ن والذي من المحتمل أنه نقل رعايته إلى مصر، هرباً من الصراعات الحربية، وقد أحضر هذا البطريرك معه من مقر كرسيه بعض أعضاء من أجساد قديسين ، وبعض صلبان من الذهب وغير ذلك، ووصل تعداد الأرمن في مصر إلى الثلاثين ألفاً.

سابعا: إستمالة صلاح الدين الأيوبي للأرمن لمساعدته في طرد الصليبيين (الفرنجة) من القدس خاصة بعد أن علم أن الأرمن والأقباط لهم عقيدة واحدة .

ثامنا: هجرة عدد كبير من الارمن إلي مصر في الحقبة (1250 م – 1517م) وعندما حلت الدولة المملوكية في مصر قاموا بعدة حملات ضد كيليكية (أرمينيا الصغرى) حتى أسقطوها نهائياً في عام 1375م وبالتالي زاد عدد الأرمن النازحين إلى مصر .

ويذكر أنه في العصر العثماني (1517-1798) ” قد أختفي دور الأرمن المعهود على الساحة المصرية سواء السياسية أو الكنسية ” لأنهم إستولوا علي القسطنطينية ويقول المؤرخ evelyn white بوصف هذه الفترة بأنها (زمن محنه شديدة في العالم وفى الدولة الارمنية ).

وعن مظاهر تأثير الإيمان الواحد في التواجد الأرمني بمصر قال نيافة الانبا مارتيروس.

ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصري، أن البابا ديونيسيوس عام 254م، قد أرسل برسالة محبة أخوية عن التوبة إلى الأسقف الأرمني ميهروجان.

وقد اشتركت الكنيسة الأرمنية مع الكنيسة القبطية في إيمان واحد، حيث تقرر فيه الاعتراف بإيمان مجمع أفسس سنة 431م وشجب التعليم النسطوري . ثم أعمال مجمع خلقيدونية المشؤوم، والاعتراف بتعاليم البابا كيرلس عمود الدين الأول (412م-444م) تم تأكيده تماماً عندما تم انعقاد المجمع المقدس لأساقفة الأرمن بقيادة البطريرك بابكين عام 506م .

وقد تم تجدد وثيقة الإيمان المشترك بين الكنيسة الأرمنية وكنيسة الإسكندرية حيناً ثم ظهور أول بطريرك للكنيسة الأرمنية في مصر، وهو البطريرك أغريغوريوس الاول سنة 1080م، ووضع وثيقة للإيمان المشترك، تم التوقيع عليها كل من الأقباط والأرمن والسريان والأحباش والنوبيين، وكان ذلك في حبرية البابا كيرلس الثاني .

كما تم تبادل الأقباط الكنائس والأديرة بينهما عن طيب خاطر لمارسة الحياة الكنسية نظراً للإيمان الواحد فقد تنازل البابا كيرلس الثاني عن دير بمنطقة البستان بالجيزة، ودير بالزهري بالقاهرة، لرهبان الأرمن، بل أعطي لهم دير في أبنوب الحمام بأسيوط.

وقد كان للبطريرك أغريغوريوس الأرمني الأول كان له مقراً بكنيسة يوحنا المعمدان بحارة زويلة، وقد شارك في تعيين أحد الأساقفة الجدد، ذلك لما خلا كرسي مصر بنياحة الأسقف سنهوت، رغب الأقباط في إقامة الراهب يوأنس بن سنهوت على مصر وكتبوا إلى البابا مكاريوس بذلك فوافق على أن ينوب عنه البطريرك أغريغوريوس الأرمني في اختيار أمانة وصلاحية هذا الراهب، والكشف عن حاله وعمله، فلما علم بذلك أنبا أغريغوريوس أرسل إلى هذا الراهب واستدعاه إلى مصر، وأقام عنده أياماً فوجده ” ، كما يجب في كل ما يحتاج إليه منه ” وأمر بتعيينه أسقفاً لمصر. وصل الإتحاد بينهم.

وفي المقابل تم رسامة بطريرك أرمني، وأسقف أرمني، بواسطة البابا غبريال بن تريك (1131-1145م) لرعاية الأرمن في مصر، وذلك تحت ضغط جماعات الأرمن.

وقال المؤرخ منسى يوحنا ” (أن البابا امتنع في بادئ الأمر ولكنه لما رأي إصرارهم لبي طلبهما ورسمهما) فرسم البطريرك أغريغوريوس (الثاني) والأسقف تاج الدولة بهرام لمدينة أطفيح بالجيزة. كما ساهم أراخنة الأرمن فى ترميم وتجديد الكنائس والبيع في مصر سواء القبطية أو الأرمنية.

و يذكر أبو المكارم وقت حريق القاهرة سنة ١١٦٨م بقوله ” وخربت كنيسة الأرمن في أيام الغزو، عند إخراج الأرمن من القاهرة، وقتل معظمهم بالسيف على اسم المسيح في ذي الحجة 564ه .

و يذكر أنه عند رحيل البطريرك إغريغوريوس الأول بطريرك الأرمن إلى أورشليم سنة (1172م) حمل معه خمسة وسبعون كتاباً، ذلك في يوم 15هاتور سنة 888 ش ) وأنشأ في أورشليم دير، وفيه كنيسة على اسم سرجيوس وواخس.

وقد ذكر أن ثمة مراسلات متبادلة بين بابا الإسكندرية وبطريرك كل من السريان والأرمن فقد أرسل البابا كيرلس الثالث (ابن لقلق) ” 1226م-1233م ” خطاب إلى كل من بطريرك أنطاكية وبطريرك الأرمن.

وعن الرهبنة الأرمنية في مصر أضاف نيافة الأنبا مارتيروس:

جاء في السيرة المخطوطة للقديس مكاريوس الكبير بواسطة تلميذه سيرابيون أن من ضمن ماتتلمذ رهبان أجانب كانوا من الأرمن وأكدت الموسوعة القبطية أن رهبان منحدرين من أرمينيا وأورشليم، ليعيشوا الحياة الرهبانية في ذلك في” نتريا”.

و يقول المؤرخ الأرمني “اجافنيونى” أنه “كان كلما تكاثرت الأديرة والمستوطنات الرهبانية حيث مغائر القديسين تكاثر معها الاستيطان الرهباني الأرمني” .

وقد جاء البطريرك أغريغوريوس الأرمني إلى مصر، وقام بزيارة الأديرة، ليتبارك بالآباء المصريين المتوحدين هناك(مذكرات متى الذي من أديسا).

وعن الاديرة التى سكنها الأرمن والتى استعرضها نيافة الانبا مارتيروس كالاتى :
•في القرن الحادي عشر أنشأ الأرمن دير لهم في وادي النطرون سكنه رهبان الأرمن تكلم عنه المؤرخ أحمد عبد القادر المقريزي1441م ولكنة اندثر وخرب.

• دير على اسم الشهيد مارجرجس بطرا

• دير في البساتين في جنوب القاهرة به كنيسة على اسم مار يعقوب

• دير في الزهري بالقاهرة

• دير في ” الخصوص” بناحية الحمام مركز أبنوب – محافظة أسيوط

• دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين

• مخطوطة باربريني (الأسقف مقتني المخطوطة في ق 17) متعددة اللغات وهي لمزامير معلمنا داود النبي، قسمت كل صفحة فيها إلى خمسة أنهار للغات وهي الأرمنية –والعربية – والقبطية والسريانية والحبشية ووجد بدير أبى مقار ثلاث قطع جرافيت مكتوبة باللغة الأرمنية .

• قام الأنبا بنيامين البطريرك الثاني والثمانين في العدد ( 1327 م – 1339 ) بزيارة دير الأرمن وعمل الميرون بدير أبي مقار سنة 1330 م وقام أيضاً البابا غبريال الـ 86 (1370-1378م) بزيارة وادي النطرون لعمل الميرون المقدس سنة 1374 م بدير القديس مكاريوس[] فخرج إليه الرهبان الأقباط والأحباش والنوبيين والأرمن بالمجامر والمزامير بمنطقة يوحنا القصير .

وذكر أن راهباً أرمنياً وصفه تاريخ البطاركة لساويرس أنة كان قديساً يدعي (مناكيس) ،وقد جاء إلى الإسقيط بوادي النطرون في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي تقريباً، وتقابل مع أحد القديسين الرهبان يدعي القديس بيسوس.

واورد نيافة الأنبا مارتيروس عدد من الكنائس الأرمنية في مصر منها:
مذبح للأرمن بإحدى كنائس الفهادين بالظاهر قام بعمله البابا مرقس بن زرعه ومعه الكهنة والشعب (على ما يظن قام بتدشينه وتخصيصه لطائفة الأرمن(.

و كنيسة في حارة الحسينية كانت مجاوره لكنيسة على اسم السيدة العذراء

و كنيسة على اسم الشهيد العظيم مار جرجس بالقاهرة وقد حولت إلى مسجد في الخلافة الحاكمية (الحاكم بأمر الله) ويذكر أن فيضان نهر النيل قد لحق بها واندثرت

وكنيسة بدير الخندق (منطقة أنبا رويس حالياً) قام بإنشائها رجل يدعي سركيس (سرجيوس)كان من الأرمن وكان متولى حامي المناخات (الملك الظافر)

و مذبح خاص بالأرمن بكنيسة السيدة العذراء بمدينة قويسنا بالقليوبية.

و كنيستين ببلدة “طناح” مركز المنصورة بالدقهلية الأولى على اسم مار جرجس والأخرى اهتم ببنائها الوزير تاج الدولة بهرام كبير الأرمن

و كنيسة في بلدة ” دموه السباخ ” مركز دكرنس دقهلية

و كنيسة في “منية شها” – دقهلية

و كنيسة في البرمونين (البرامون) مركز المنصورة – دقهلية

وكنيسة على اسم مارجرجس في وسط بلد ” ميت النصارى” مركز دكرنس دقهلية

وكنيسة في بلدة ” البهو فريك” مركز أجا دقهلية

وكنيسة في شرنقاش – دقهلية


وعدد ثلاث كنائس في بلدة “دجصت الغربية” وهي ديسط مركز طلخا غربية

وكنيسة في بلدة ” فيشه ” بمركز منوف (منوفية)

وكنيسة في اطفيح بالجيزة على اسم مارجرجس

وكنيسة في قلوصنا مركز سمالوط محافظة المنيا

وعدد سبعة كنائس ببلدة سبزي (شنزا) مركز الفشن بني سويف

ومذبح خاص بالأرمن على اسم الشهيد مار جرجس في كنيسته ببلدة ” سقط ميدوم ” ناحية سقط الشرقية مركز الواسطي بني سويف

وكنيسة القديس ” ميناس” بحي كوم الأرمن بالقاهرة.

والقى نيافة الأنبا مارتيروس الضوء على بعض الحكام والوزراء الارمن الذين قاموا بأدوار فعالة في التوجهات السياسية في مصر وهم:

• الوزير بدر الدين الجمالي الأرمني أمير الجيوش كانت فترته (1070م – 1094م(

• الوزير الأفضل شاهنشاه ابن بدر الدين الجمالي (1094م-1131م)

• الوزير بهرام الأرمني (1135م-1137م)

• الوزير محافظ الدين أبي الفرج وزير السلطان الظاهر برقوق ذلك في عهد الدولة المملوكية

• الوزير تاج الدين عبد الرازق

• الملكة شجرة الدر كانت أرمنية الأصل 1257)

• الوزير طلائع بن رزيك الأرمني (1154م-1161م)

• الوزير شرف الدين قراقوش (1171م- 1193م) في عهد الدولة الأيوبية

• بوغوس يوسفيان (1768-1844م) رئيس ديوان التجارة عام 1819م

• تولى الأرمني نوبار نوباريان (1825- 1899م) رئيس وزراء مصر سنة 1876م

وعن مذابح التى ارتكبت فى حق الأرمن اضاف نيافة الانبا مارتيروس

كانت مذابح الأرمن بدأت في 24 أبريل 1915

وقد تلقت مصر أعدادا كبيرة من اللاجئين من المذابح العرقية التي قام بها العثمانيين، فزادت أعدادهم في مصر حتى وصلت ذروتها فيما يظهره إحصاء 1927 من أن عددهم كان 17,188. حيث تركز أغلبهم في القاهرة والإسكندرية (الإمام، 1999 و2003)، تمكن الأرمن من التوافق مع حياتهم.

واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما أجاب نيافة الانبا مارتيروس على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود

كما تم بث المحاضرة أون لاين على موقع فيسبوك عبر حساب .نيافة الأنبا مارتيروس

وبعد انتهاء المحاضرة استمع الحضور لكورال ثيؤطوكوس بقيادة الشاعر كمال سمير التابع لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مهمشة، والذي يلقي تشجيع كبير من نيافة الانبا مارتيروس، حيث قدم ترنيمة من التراث .القبطي

ومن المعروف ان مركز “بي لمباس” يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحثين على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات، بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس ويحاضر فيه نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي، كالتاريخ والفن والآثار، والأدب القبطي ، والموسيقى القبطية، وتاريخ الرهبنة، والمخطوطات.

تاريخ الخبر: 2022-10-09 00:21:28
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:20
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

سانشيز يتراجع عن قرار الاستقالة ويقرر البقاء في منصبه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:26:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 15:27:21
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية