ساكنة الݣارة تشتكي مياه محطة معالجة وتصريف المياه العادمة


برشيد/ نورالدين حيمود.

عانت البيئة بعمالة إقليم برشيد ولا تزال من مشاكل كثيرة، تعود أسبابها و مسبباتها الرئيسية، إلى عوامل عديدة ومتعددة، بفعل الإنسان وأنشطته و تصرفاتها اليومية اللامسؤولة، وسياسات الجهات المختصة الخاطئة الرهيبة، التي لا تتماشى ولا تتلائم مع الزمان و المكان و الموقع الذي يعيش فيه ساكنة اولاد احريز، كل هذه الأشياء عزلت الجماعة الترابية الݣارة، عن عمالة إقليم برشيد، لسنوات طويلة، نتيجة للقرارات الغير مفهومة وغير المقبولة لا شكلا ولا مضمونا.

وما زالت هذه المعاناة مستمرة إلى حدود الساعة، نتيجة لتأثر المنطقة و نواحيها بمجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، التي إنعكست بصورة مباشرة، على واقع المجتمع البرشيدي و البيئة بصورة سلبية، في الوقت الذي تعتبر فيه المياه الجوفية بإقليم برشيد، من أهم عناصر البيئة، التي ترتكز عليها حياة الإنسان، و كافة أنشطته الإجتماعية و الإقتصادية، و عليه فإن عملية الحفاظ على هذا المورد الحيوي الهام والمهم والأكثر أهمية و منع تلوثه، يبقى من أولوية الأولويات لدى ساكنة الإقليم عموما و الݣارة خصوصا.

وللخروج من هذه المقاربة الضيقة، يتوجب على الجهات المسؤولة، الاستماع و الإنصات إلى معاناة ساكنة المنطقة، الذين أعياهم الاحتجاج و المطالبة بإيجاد حل واقعي، يحفظ صحتهم وحقولهم الزراعية، حيث لم يتبقى لهم سوى الرحيل عن المساكن التي عاشوا فيها أجمل فترات حياتهم بحلوها ومرها، لأنهم اليوم و أمام هذا الوضع وآلياته التي تمارس التحدي للقانون، و أمام صمت الجهات المختصة الرهيب، وجدوا أنفسهم أمام مستعمر جديد، يهددهم بالطرد من بيوتهم، يكتسح الأراضي و المياه الجوفية و الباطنية، يوما بعد يوم منذ إنشاء هذه المحطة المشؤومة، المخصصة لمعالجة المياه العادمة، التي انتصبت غير بعيد من برشيد، وسط الحقول و البساتين و خلفت في ظرف و جيز تسربات عبر باطن الأرض، في ظل غياب المراقبة القبلية والبعدية و الموازية، حول طريقة وكيفية تجميع المياه العادمة.

ووفق من صادفتهم الصحيفة الإلكترونية كش 24، فشرارة العدوى إبتدأت بالآبار و المجاري المائية، و الضيعات الفلاحية المجاورة، حيث تحولت المياه الجوفية، التي كانت تعتمد عليها الساكنة بالأمس القريب، من أجل الشرب و سقي أراضيهم و قطعان ماشيتهم، إلى تعفنات منحت مئات المواطنين و المواطنات، الحرمان و العطش أسمى هدية فتحت أمامهم، جحيم البحث الشاق عن قطرة ماء، بقطع مسافات طويلة في غالب الأحيان، من أجل سد باب العطش ومحاولة الإحتفاظ، بكمية تتوزع بصعوبة بين التنظيف الإجباري والاغتسال في الأوقات الضرورية وفي المناسبات.

وإذا كانت محطة معالجة المياه العادمة هذه، قد بدأت بضرباتها ولكماتها القاتلة من العمق، فإن الضحايا على سطح الأرض فتحوا الصدر رحبا لأمراض مختلفة، تستمد قوتها من الروائح الكريهة الخانقة، وانتشار الحشرات و تضرر الأراضي والحقول الزراعية، التي أضحت مهددة بالإنقراض، لأن مكان وموقع محطة معالجة المياه العادمة، لم يكن مناسبا حسب مصادر الجريدة.

و الملاحظ من خلال المعطيات والمعلومات الأولية، فإن محطة معالجة و تصريف مياه الصرف الصحي، بنواحي الݣارة إقليم برشيد، هو تدفق مياه هذه الأخيرة، في مسارات المجاري المائية و التصربات الباطنية الجوفية، دون أثر لأي سعي عاملي على مستوى العمالة لمعالجة المشكلة، ما يجعل احتمالات التلوث كبيرة جدا ومرشحة للإرتفاع وبنسبة خطيرة.

تاريخ الخبر: 2022-10-09 12:15:23
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية