الانتحار في الإسلام

عودة للموسوعة

الانتحار في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الموضوعة جزء من سلسلة:

الانتحار في الإسلام هو: اغتال الشخص نفسه عمدا، ويعد جريمة ومعصية يأثم فاعله، وهوحرام اتفاقا، بأدلة من المنقول والمعقول، نطق الله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾. فالنفس ملك لله، والحياة وهبها الله للإنسان، فليس له حتى يستعجل الموت بإزهاق الروح؛ لأن ذلك تدخل فيما لا يملك، حفظ النفس أحد الكليات الخمس في الشرع الإسلامي، وتؤكد تعاليم الدين الإسلامي على حتى الإنسان في هذه الحياة في فترة عابرة، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الأخروية التي يجازى فيها الإنسان يوم يقوم الناس لرب العالمين، وأن هذه الحياة فترة اختبار أي: دار امتحان وابتلاء، وعلى هذا الأساس فإن الإسلام يحيث على الصبر على طاعة الله وفي لقاءة الحياة وما يعرض للإنسان من متاعب بروح الإيمان بالله واليوم الآخر، والتسليم لأمر الله وقدره، وعدم الجزع، ولا اليأس من رحمة الله، وأن الله يجازي العباد في الدار الآخرة، كما حتى مفهوم الحرية الشخصية؛ لا يتجاوز حدود العبودية لله رب العالمين. فالموت ليس خلاصا من الحياة، وهي لا تنتهي به، وعقوبة القاتل نفسه لا تتحقق إلا في الحياة الأخروية، إذ لا يمكن للناس معاقبة إنسان ميت، كما أنه لا يعاقب أهل الميت بوزر لم يرتكبوه، وقاتل نفسه يتحمل وزر القتل، وما قد يترتب عليه من تعذيب نفسه، وإقلاق أسرته ومجتمعة، ولربما كانت وفاته سببا لتفويت حقوق والتزامات متعلقة بالآخرين. وفي الحديث: «عن ثابت الضحاك نطق: نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ومن اغتال نفسه بشيء عذب به في نار جهنم». نطق ابن حجر: «ويؤخذ منه حتى جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن نفسه ليست ملكا له مطلقا بل هي لله تعالى فلا يتصرف فيها إلا بما أذن له فيه». وفي الحديث: «عن أبي هريرة نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتال نفسه بحديدة؛ فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن استهلك سما فقتل نفسه؛ فهويتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهويتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"». والعذاب في الآخرة بمشيئة الله، فقد سقم رجل فجزع فقتل نفسه، وثبت فيه حديث: «فنطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم«اللهم وليديه فاغفر»». نطق النووي: «أن من اغتال نفسه أوارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يبتر له بالنار، بل هوفي حكم المشيئة». وهذا الحديث شرح للأحاديث الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار. وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي.

الانتحار في الإسلام

الانتحار محرم في الإسلام لقول الله: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا Aya-29.png La bracket.png (النساء:29)، فالنفس ملك لله وليس لأحد حتى يقتل نفسه.

مفهوم الحرية والاختيار

من المعلوم أنه يمكن للإنسان حتى يختار في حياته أشياء، وله حرية في حتى يختار ما يأكل أويشرب أويلبس، أويعمل أويهجر، لكن من المؤكد حتى هناك قيود لهذه الحرية، وأن هذا الاختيار لا يتجاوز حدود الممكن، بدليل الواقع، فهولم يوجد نفسه، ولا يستطيع حتى يحدد المواصفات التي يخلق بها، ولا يملك أمر الموت والحياة، فليس بمقدوره حتى يقرر متى سيولد، أوكم سيعيش، ولا حتى يدفع عن نفسه الموت، إلى غير ذلك، مما هوعاجز عنه، فهوبلا شك مفتقر إلى الآخرين، في الوجود والحياة، فليس له حتى يخرق القوانين، ولا حتى يتعدى على الغير، فحريته تستلزم احترام حقوق الآخرين. وكونه لم يوجد نفسه، يستلزم افتقاره إلى الخالق الذي أوجده، ووهب له الحياة، وهوالله خالق جميع شيء، فالنفس ملك لله، وقتل الإنسان نفسه تجاوز لحدود الاختيار الذي منحه الله له، واعتبار الانتحار معصية لله، بعني: حتى مفهوم الحرية الشخصية، لا يخرج عن كون الشخص عبدا مملوكا لله، وليس له مطلق الحرية.

الإيمان بالله واليوم الآخر

إن وجود الإنسان في الحياة يستلزم افتقاره إلى الخالق الذي أوجده، وهوالله، الذي دلت المخلوقات على وجوده، وبرهن على ربوبيته بإرسال الرسل، والوحي إليهم، واعتبار الانتحار معصية أوخطيئة، قائم على مبدء الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأن الانتحار استعجال الموت بإزهاق الروح، وتصرف بإمر مرده إلى الله، ويكون الإمتناع عنه، ووصفه بالخطيئة نتيجة الإيمان بالله، والفهم بالجزاء على الأعمال في الحياة الأخروية. والمؤمن باليوم الآخر لا يجزع ولا يضجر ولا ييأس من روح الله، ولا يرى في ذلك هروبا من الواقع؛ لإيقانه بأن الموت ليس خلاصا من الحياة، وأن حياته لا تنتهي بالموت، وأن أي عقوبة لقاتل نفسه لن تتحقق إلا في الحياة الأخروية، إذ لا يمكن للناس معاقبة إنسان ميت، كما أنه لا يعاقب أهل الميت بوزر لم يرتكبوه، بلقد يكون قاتل نفسه متحملا وزر القتل، وما قد يترتب عليه من تعذيب نفسه، وإقلاق أسرته وأصدقائه ومجتمعة، ولربما كانت وفاته سببا لتفويت حقوق والتزامات متعلقة بالآخرين.

في الحديث

«عن أنس بن مالك رضي الله عنه نطق النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».

وفي رواية لأبي داود: «لا يدعون أحدكم بالموت لضر هبط به ولكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».

في القرآن

يتفق المسلمون على تحريم الانتحار، ومن النصوص القرآنية الدالة على ذلك، قول الله تعالى: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا Aya-29.png La bracket.png،

نطق الطبري في تأويل قول الله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾: «يعني بذلك -جل ثناؤه-: ولا تقتلوا أنفسكم، ولا يقتل بعضكم بعضا، وأنتم أهل ملة واحدة، ودعوة واحدة، ودين واحد. فجعل -جل ثناؤه- أهل الإسلام كلهم بعضهم من بعض، وجعل القاتل منهم قتيلا في قتله إياه، منهم بمنزلة قتله نفسه، إذ كان القاتل والمقتول أهل يد واحدة على من خالف ملتهما». وعن أسباط عن السدي: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾، يقول: «أهل ملتكم». وعن عطاء بن أبي رباح نطق:«قتل بعضكم بعضا». كما حتى اغتال الإنسان نفسه معصية

وفي الدين الإسلامي يعد اغتال الإنسان نفسه معصية، كما دلت النصوص على ذلك، وعلى أنه حرام في الشرائع السابقة، إلا أنه كان في بعض الأحيان عقوبة فرضها الله، على المخالفين من بني إسرائيل، كما يشير على ذلك قول الله تعالى: Ra bracket.png وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ Aya-54.png La bracket.png. ونطق الله تعالى:

Ra bracket.png وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا Aya-66.png La bracket.png.


تهلكة النفس

قتل الإنسان نفسه تهلكة النفس، وقد نهى الله عن ذلك، نطق الله تعالى: Ra bracket.png وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ Aya-195.png La bracket.png

نطق البغوي: في تفسير قول الله تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾: «ونطق زيد بن أسلم: كان رجال يخرجون في البعوث بغير نفقة فإما حتى يبتر بهم وإما حتى كانوا عيالا فأمرهم الله تعالى بالإنفاق على أنفسهم في سبيل الله ومن لم يكن عنده شيء ينفقه فلا يخرج بغير نفقة ولا قوت فيلقي بيده إلى التهلكة فالتهلكة حتى يهلك من الجوع والعطش أوبالمشي». ونطق محمد بن سيرين وعبيدة السلماني: «الإلقاء إلى التهلكة هوالقنوط من رحمة الله تعالى». نطق أبوقلابة: «هوالرجل يصيب الذنب فيقول قد هلكت ليس لي توبة فييأس من رحمة الله وينهمك في المعاصي فنهاهم الله تعالى عن ذلك»، نطق الله تعالى: ﴿إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾. سورة يوسف، آية: (87).

الإصر

نطق في تفسير البحر المحيط في تفسير قول الله تعالى: ﴿ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا﴾: نطق ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وابن جريج، والربيع، وابن زيد: «الإصر العهد والميثاق الغليظ». ونطق ابن زيد أيضا: «الإصر: الذنب الذي لا كفارة فيه ولا توبة منه». ونطق مالك: «الإصر الأمر الغليظ الصعب». ونطق عطاء: «الإصر المسخ قردة وخنازير» وقيل: الإثم، حكاه ثعلب، وقيل: فرض يصعب أداؤه، وقيل: تعجيل العقوبة، روي ذلك عن قتادة. ونطق الزجاج: «محنة تفتننا كالقتل والجرح في بني إسرائيل، والجعل لمن يكفر سقفا من فضة». ونطق الزمخشري: «العبء الذي يأصر صاحبه، أي يحبسه مكانه لا يستقل به، استعير للتكليف الشاق من نحو: اغتال النفس، وبتر موضع النجاسة من الجلد والثوب، وغير ذلك، انتهى».

نطق القفال: «من نظر في السفر الخامس من التوراة التي يدعيها هؤلاء اليهود: وقف على ما أخذ عليهم من غليظ العهود والمواثيق، ورأى الأعاجيب الكثيرة».

﴿الذين من قبلنا﴾ المراد به اليهود، ونطق الضحاك: والنصارى.

﴿ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به﴾ نطق قتادة: «لا تشدد علينا كما شددت على من كان قبلنا» ونطق الضحاك: «لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق» ونطق نحوه ابن زيد ونطق ابن جريج: «لا تمسخنا قردة وخنازير». ونطق السدي : «التغليظ والأغلال التي كانت على بني إسرائيل». 88 أخرج البخاري في سليمه: «عن ثابت الضحاك نطق نطق النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من حلف بغير ملة الإسلام فهوكما نطق، نطق ومن اغتال نفسه بشيء عذب به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهوكقتله"».

قوله: «ومن اغتال نفسه بشيء عذب به في نار جهنم». في رواية علي بن المبارك «ومن اغتال نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة». وقوله: "بشيء" أعم مما سقط في رواية مسلم "بحديدة" ولمسلم من حديث أبي هريرة "ومن تحسى سما" نطق ابن دقيق العيد: «هذا من باب مجانسة العقوبات الأخروية للجنايات الدنيوية». ونطق ابن حجر: «ويؤخذ منه حتى جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن نفسه ليست ملكا له مطلقا بل هي لله تعالى فلا يتصرف فيها إلا بما أذن له فيه». وفي الحديث: مرشد على المماثلة في القصاص، نطق الله تعالى: ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾.

روى مسلم في سليمه حديث: «عن أبي هريرة نطق نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من اغتال نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن استهلك سما فقتل نفسه فهويتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهويتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"».

الحكم الشرعي

يعد اغتال الإنسان نفسه معصية من كبائر الذنوب، ويكون قاتل نفسه عاصيا، ويعاقب في النار يوم القيامة، بسبب هذا الجرم الذي ارتكبه، ولا يخرج عن الإسلام بهذه المعصية، ولا يخلد في النار، نطق الله تعالى: ﴿إن الله لا يغفر حتى يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾.

الانتحار محرم في الإسلام، وهوكبيرة من كبائر الذنوب، وقد ثبت تحريمه بالكتاب والسنة. نطق الله تعالى:﴿ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما﴾. سورة النساء آية 29. ونطق تعالى:﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إذا الله يحب المحسنين﴾. سورة البقرة 195. ونطق رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من تردى من جبل فقتل نفسه فهوفي نار جهنم يتردى فيها فيها خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن اغتال نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا)). متفق عليه. وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في سيرة الرجل الذي جرح جرحا شديدا في إحدى الغزوات، فوضع سيفه بين ثدييه، وتحامل عليه فقتل نفسه، فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اما انه من أهل النار)) رواه البخاري.


الدليل على حتى قاتل نفسه لا يكفر

روى مسلم في سليمه، في: باب الدليل على حتى قاتل نفسه لا يكفر حديث: «عن جابر حتى الطفيل بن عمروالدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فنطق يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة نطق حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرووهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فسقم فجزع فأخذ مشاقص له فبتر بها براجمه فشخبت يداه حتى توفي فرآه الطفيل بن عمروفي منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فنطق له ما خلق بك ربك فنطق غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فنطق ما لي أراك مغطيا يديك نطق قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر». النادىء له.

قوله: «فلما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة؛ هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة» بمعنى: كرهوا المقام بها لضجر، ونوع من سقم، فسقم فجزع فأخذ مشاقص، فبتر بها براجمه، فشخبت يداه، حتى توفي فرآه الطفيل في منامه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فنطق له: ما خلق بك ربك،يا ترى؟ فنطق: «غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم»، فنطق مالي أراك مغطيا يديك،يا ترى؟ نطق: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. نطق: «فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنطق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم وليديه فاغفر»». وحمل يديه بالنادىء له، طالبا له المغفرة، ولوكان موصوفا بالكفر؛ لما نادى له. نطق النووي: «أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة حتى من اغتال نفسه أوارتكب معصية غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يبتر له بالنار، بل هوفي حكم المشيئة. وقد تقدم بيان القاعدة وتقريرها. وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي فإن هذا عوقب في يديه ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي لا تضر. والله أفهم».

الحكمة من تحريم الانتحار

الحكمة من تحريم الانتحار: حتى الإنسان ملك لخالقه ومولاه، فقد وهبة الله الروح والجسد وأمر الملائكة بالسجود له، وانزله إلى الأرض ليعمرها، ويكون خليفة الله فيها. فلا يجوز للمسلم اغتال نفسة فجسمة امانة[] ائتمنه الله عليها ولا يجوز اتلاف الجسم؛ لأنة لا يجوز العبث بالأمانة.

المنتحر ارتكب جريمتين عظيمتين هما

  1. عدم الرضا بقضاء الله وقدرة.
  2. التعدي على ما لا يملكه.

انظر أيضا

أرملة هندوسية تحرق نفسها مع جثة زوجها، العقد الثاني من القرن التاسع عشر.

مصادر

  1. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام ونطق النبي صلى الله عليه وسلم من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ولم ينسبه إلى الكفر، حديث رقم: (6277)، ص: (548)
  2. ^ فتح الباري شرح سليم البخاري، كتاب الأيمان والنذور، حديث رقم: (6277)، ص: (548)
  3. ^ سليم مسلم كتاب الإيمان باب تحريم اغتال الإنسان نفسه وأن من اغتال نفسه بشيء يعذب به وأنه لا يدخل الجنة إلا مسلم، حديث رقم: (109)
  4. ^ سليم مسلم كتاب الإيمان باب الدليل على حتى قاتل نفسه لا يكفر، حديث رقم: (116)
  5. ^ رواه مسلم في سليمه، انظر: نظرة الأديان للانتحار
  6. ^ شرح سليم مسلم للنووي، باب الدليل على حتى قاتل نفسه لا يكفر، ص: (299).
  7. ^ سيريانيوز :: المجرمون ليسوا شهداء * Archived 23 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  8. ^ رواه البخاري، انظر: فتح الباري شرح سليم البخاري، لأحمد بن علي ابن حجر العسقلاني، باب تمني المريض الموت، حديث رقم: (5347) ص: (134).
  9. ^ رواه أبوداود، في السنن. حديث رقم: (3108)، وانظر عون المعبود شرح سنن أبي داود، في كتاب الجنائز، (باب في كراهية تمني الموت) ص: (287)
  10. ^ سورة النساء آية: (29)
  11. ^ تفسير الطبري، الجزء الثامن، ص: (239)، المخطة الإسلامية تفسير سورة النساء آية: (29).
  12. ^ سورة البقرة آية: (54).
  13. ^ سورة النساء آية: (66).
  14. ^ سورة البقرة آية: (195)
  15. ^ الحسين بن مسعود البغوي
  16. ^ تفسير البغوي، المخطة الإسلامية الجزء الأول، ص: (217) سورة البقرة
  17. ^ تفسير البحر المحيط، الجزء الثاني، ص: (369، 370).
  18. ^ سليم مسلم كتاب الإيمان باب تحريم اغتال الإنسان نفسه وأن من اغتال نفسه بشيء يعذب به وأنه لا يدخل الجنة إلا مسلم، حديث رقم: (109)
  19. ^ مشاقص: آلة حادة
  20. ^ البراجم: مفاصل الأصابع
  21. ^ شخبت يداه: سال دمهما، وقيل: سال بقوة
  22. ^ شرح سليم مسلم للنووي، باب الدليل على حتى قاتل نفسه لا يكفر، ص: (299)
تاريخ النشر: 2020-06-08 11:33:49
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, مقالات تحتاج تصليح روابط, فقه إسلامي, محرمات في الإسلام, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حماس: استهداف الاحتلال للصحفيين لن ينجح بإخفاء جرائمه بحق ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 15:24:01
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

حلم التأهل للمونديال يراود السودانيين

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-21 15:24:42
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

يونيسيف تحذّر: غزة على أعتاب مأساة صحية - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-11-21 15:25:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

الصحة بغزة: خلال ساعات سيتم إدخال بعض المرضى والجرحى المستشف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-21 15:24:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية