شعبة الهندسة الكهربائية تنظم ندوة “الطاقة النووية والتأثيرات المناخية”


نظمت شعبة الهندسة الكهربائية، برئاسة الدكتور مهندس محمد اليماني، ندوة بعنوان “الطاقة النووية والتأثيرات المناخية”.

في البداية، أكد المهندس “طارق النبراوي” أن نقابة المهندسين أثنت على القرار الجريء والحكيم الذي اتخذته القيادة السياسية بالبدء في تنفيذ مشروع الضبعة النووي، والذي كان قد تأخر كثيرًا، مشيرًا إلى أن النقابة كانت قد أولت الملف النووي اهتمامًا كبيرًا، وتمت مناقشته في سلسلة من الندوات واللقاءات مع كافة المختصين والخبراء العاملين في مجال الطاقة النووية لمعرفة آرائهم في عودة مصر لهذا الملف.

وأضاف “النبراوي”: تم طرح كافة الآراء السلبية حول المشروع في الندوات والمؤتمرات واللقاءات بشكل مفصل ودقيق، وتم دراسة هذه الآراء من كافة الجوانب، وقمنا بالرد عليها، وكانت الخلاصة أنه لا يوجد ضرر إطلاقا من المشروع، بل بالعكس سينقل مصر نقلة نوعية كبيرة وسيتم من خلاله إنتاج الكهرباء.

وأشار نقيب المهندسين، إلى أن الطاقة الكهربائية الناتجة عن الطاقة النووية من أنظف وأرخص أنواع الطاقات المتجددة، موضحًا أنه إذا كانت مصر بالفعل حققت فائضًا في إنتاج الكهرباء فهذا لن يكون كافيًا للطفرة الصناعية المقبلين عليها والتي نسعى جميعًا ومن أمامنا الإرادة التي تمتلكها الإدارة السياسية لتحقيقها مستقبلًا.

وتابع نقيب المهندسين: هناك مَن سبقنا بمراحل في امتلاك مفاعلات نووية لإنتاج طاقة جديدة ومتجددة، رغم أن مصر كانت لها الريادة في المنطقة العربية اختراقًا لهذا المجال، حيث تمتلك مصر مفاعل إنشاص في خمسينيات القرن الماضي ولكننا تخلفنا فترة، وها نحن ومنذ سنوات قليلة نعود إليه وبقوة

واختتم المهندس طارق النبراوي كلمته، مؤكدًا أن ملف الطاقة ملف بالغ الأهمية، ولا بد وأن تعبر فيه مصر مسافات خاصة بعدما شاهده العالم خلال حرب روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن نقابة المهندسين تقول رأيها بكل صراحة وشفافية في أي ملف هندسي.

ومن جهته، أكد الدكتور مهندس محمد سليمان اليماني رئيس شعبة الهندسة الكهربائية، أن الشعبة تسعى للقيام بدورها للارتقاء بمستوى المهنة والمهندس فنيًا ومهنيًا، وفتح قنوات تدريبية هندسية من شأنها وضع المهندس على مسار وظيفي ميسر ليكون مُلمًّا بتقنيات المهنة.

وأوضح “اليماني”، أن شعبة الهندسة الكهربائية قامت بتنفيذ عدد من الندوات داخل النقابة، وعبر تطبيق “زووم” شارك فيها عدد كبير من المهندسين من مختلف المحافظات، إضافة إلى تنظيم عدد من الزيارات للمصانع ومواقع العمل ذات الصلة.

وشدد رئيس الشعبة، على أن ندوة اليوم تأتي في وقت يتفق وجهود مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، حيث تستعد مصر لاستضافة قمة المناخ Cop 27 في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل.

كما تأتي تأكيدًا على دعم النقابة للقيادة السياسية في خطواتها الجادة نحو البدء في إجراءات إنشاء المحطة النووية للاستخدامات السلمية في مدينة الضبعة، حيث يعد هذا المشروع من المشاريع العملاقة التي لها فوائد عديدة على الاقتصاد المصري، ويسهم في تحسين مناخ الاستثمار في الدولة، ويتوقع له الخبراء بأن يحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها، ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

كما أثنى الدكتور مهندس محمد اليماني، على الطاقة النووية والتي تنتج الكهرباء وتحلي المياه، وتحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومعها يمكن إنتاج الهيدروجين الأصفر الأقل تكلفة من الهيدروجين الأخضر المنتج من كهرباء الطاقة المتجددة.

وفي محاضرته التي حملت عنوان “الطاقة النووية.. آمنة، اقتصادية، مستدامة، وصديقة للبيئة” ألقى الأستاذ الدكتور كريم الدين عبد العزيز الأدهم – أستاذ الهندسة النووية بهيئة الطاقة الذرية، الضوء على الطاقة النووية واستخدامها في توليد الكهرباء، وأنواع المفاعلات، وأمان المفاعلات النووية، مشيرًا إلى أن أمن الطاقة يكمن في التنوع، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، لافتًا أن الطاقة تحتل مكانًا بارزًا في العلاقات الدولية، كونها المحرك الأساسي للاقتصاد، ولم تعد الدول تسعى إلى الهيمنة على مصادر الطاقة واحتكارها بقدر ما باتت قضية تنسيق دولي.

كما تطرق أستاذ الهندسة النووية، إلى أهم الحوادث التي حدثت بمفاعلات نووية، وبيان أمان الطاقة النووية بالمقارنة بحوادث أخرى، والعوامل الاقتصادية في مصادر الطاقة وتطبيق ذلك على الطاقة النووية، والوقود النووي واحتياطاته على مستوى العالم ومدى إمكانية هذا الاحتياطي في الوفاء باحتياجات العالم من الطاقة، إضافة إلى مقارنة بين الأثر البيئي للمفاعلات النووية مع غيرها من مصادر الطاقة.

وخلال محاضرته، استعرض الأستاذ الدكتور- مصطفى عزيز عبدالوهاب- الملامح الحديثة في تطوير المفاعلات النووية، مفاعلات الجيل الرابع . موضحًا أنه في عام 2001 اجتمعت شركات بناء المفاعلات النووية وممثلين من 11 دولة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لطرح فكرة جيل جديد من المفاعلات النووية تتميز بصعوبة حدوث حوادث بها. مشيرًا إلى أن المفاعلات النووية من الجيل الرابع هي عبارة عن مجموعة من تصاميم المفاعلات النووية التي يجري بحثها حاليا للتطبيق.

واستعرض “عبدالوهاب” مراحل الأجيال المختلفة للمفاعلات النووية والتي بدأت عام 1950 بالجيل الأول، وشهد عام 1970 بداية الجيل الثاني، فيما شهد عام 1990 بداية الجيل الثالث للمفاعلات النووية. موضحا أن الجيل الرابع يتضمن ستة أنواع من المفاعلات، مستعرضًا أهم مزاياها والصعوبات والتحديات التي تواجهها.

من جانبها أوضحت الأستاذة الدكتورة وفاء محمد مصطفى- أستاذ هيدرولوجيا النظائر البيئية ودراسة مواقع المحطات النووية، في محاضرتها والتي حملت عنوان “تقييم مواقع المحطات النووية” المعايير الأساسية لاختيار المنشآت النووية، وأهم الخصائص الهيدروجيولوجية التي توصي سلاسل الأمان بتحديدها وتقييمها كوسيلة للأمان النووي، وخطوات تقييم موقع المحطة، إضافة إلى إصدار تراخيص المحطة.

وأشارت إلى أن المعايير الأساسية لاختيار المنشآت النووية تتمثل في دراسة خصائص الموقع والبيئة التي تحكم وتؤثر في انتقال الملوثات الإشعاعية وتقييم مدى المخاطر المصاحبة لها ، مشيرة إلى أنه بناء على ذلك يتم تحديد مدى مناسبة المواقع المختلفة لإنشاء المنشات النووية، وتقدير بعض المعاملات التي تدخل في التصميم الآمن لهذه المنشآت، والعمل على فهم وتتبع السلوك والآثار التى تنشأ عن أي ملوثات إشعاعية تصل إلى مكونات البيئة كنتيجة لأي نشاط محلي أو خارجي أو على أي مستوى في جميع أنحاء الجمهورية.

كما استعرضت دور هيئة الطاقة الذرية في تنمية المجتمع، إضافة إلى دورها في كافة المجالات منها مجال بحوث المياه، والصحة، ومجال تصنيع الأجهزة، والزراعة.

وعلى صعيد آخر، كرم نقيب المهندسين كل من الأستاذ الدكتور عمرو الحاج- رئيس هيئة الطاقة الذرية، وتسلمت درع النقابة نيابة عنه الأستاذة الدكتورة وفاء محمد مصطفى، والأستاذ الدكتور مصطفى عزيز عبد الوهاب، والأستاذ الدكتور كريم الدين عبد العزيز الأدهم، والأستاذة الدكتورة وفاء محمد مصطفى وإهدائهم درع النقابة والتقاط الصور التذكارية معهم.

من جهته، أثنى المهندس أحمد صبري- الأمين العام المساعد المتحدث الإعلامي للنقابة على الجهد الذي بذلته شعبة الهندسة الكهربائية وحسن اختيارها لموضوعات الساعة والتي تتماشى مع رؤية مصر وقيادتها، مؤكدًا أن مصر لديها خبرات علمية كبيرة في إدارة مفاعل كبير مثل الضبعة، وأن ملف الطاقة النووية ليس بجديد على مصر والمصريين، وخير دليل على هذا وجود مفاعل إنشاص.

تاريخ الخبر: 2022-10-11 12:22:18
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية