زخم كبير حققه معرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية فى دورته الرابعة، التى انطلقت الأحد الماضى، ويستمر حتى السبت المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ويضم المعرض ١١١٦ عارضًا هذا العام من محافظات مصر المختلفة، بمشاركة  ٥ دول عربية، من بينها السعودية، ضيف شرف الحدث، والإمارات والأردن والسودان وليبيا.

وخصص المعرض جناحًا لعرض منتجات أصحاب مشروعات قرى ومراكز «حياة كريمة» لأول مرة، لإتاحة الفرص لهم لعرض منتجاتهم للجمهور.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من العارضين، لـ«الدستور»، حول التفاصيل الكاملة لمشاركاتهم.

علاء السيد: تدريب ذوى الهمم على صناعات «البامبو».. وأعرفهم منذ ٢٥ عامًا

قال علاء السيد، عارض ومدرب ذوى الهمم على صناعات البامبو، إن أشخاصًا من ذوى الإعاقة الذهنية والبصرية والسمعية شاركوا فى صناعة معظم المنتجات المعروضة. وذكر أنه يعرف هؤلاء الصناع منذ أكثر من ٢٥ عامًا، إذ كان يتولى تدريبهم وعملية دمجهم فى المجتمع وشغل أوقاتهم، وحمايتهم من الأفكار السلبية التى قد تؤثر على نفسياتهم ومعنوياتهم، مضيفًا: «كنت أعرف أنهم قادرون على صنع المستحيل، ودخلت فى تحد بينى وبين نفسى لاكتشاف ذلك، وكنت أقول لهم إنهم يقدرون ويستطيعون أن يكونوا منتجين كغيرهم من الأسوياء».

 وأشار إلى عدد من المنتجات المعروضة التى صنعت بدقة كبيرة، موضحًا أنه صنعتها إحدى الفتيات من ذوى الإعاقة البصرية، مضيفًا: «رغم أنها لم ترَ ما صنعته يداها إلا أن بصيرتها وإحساسها فاقا كل شىء»، مردفًا: «هناك عدد من المنتجات ما بين طاولات وكراسى وأباجورات وحقائب وسلال خبز، من أفضل المنتجات المعروضة، صنعتها أيدى هؤلاء المبدعين». 

وأضاف أن صناعة هذه الحرف تكون صعبة بعض الشىء فى البداية، وتحتاج إلى صبر من المدرب لكى يتمكن المتدرب من فهم ما يشرحه وتنفيذه، مكملًا: «لكل إعاقة طريقة التعامل مع صاحبها، ومع الوقت يتمكن المتدرب منهم من أن يصبح محترفًا فى مهنته وتقديم إنتاج مبهر بدقة عالية، ومنهم من أصبح مدربًا لمن هم فى مثل حالته فيما بعد.

سناء محمد: «حياة كريمة» وفرت لى سكنًا مريحًا طوال فترة الحدث

أشارت سناء محمد، عارضة من أسيوط، إلى أنها تشارك للمرة الأولى فى «تراثنا» بمنتجاتها اليدوية التى تضم اكسسوارات وحقائب من الكروشيه والخرز، مضيفة أن لديها فريقًا من أبناء قريتها يعمل معها فى هذه الحرفة، إضافة لفتيات دربتهم على هذه الصناعة.

وأشارت إلى أن المشكلة التى كانت تواجههم دائمًا فى الصعيد هى تسويق منتجاتهم، لكن أخيرًا استطاعت أن تجد ضالتها بعدما تولت «حياة كريمة» هذه الخطوة بإتاحة الفرصة لها بعرض منتجاتها فى الجناح المخصص للمبادرة بالمعرض وبالمجان، مع توفير مسكن لهم فى أحد الفنادق خلال فترة إقامته.

وأضافت أنها سعيدة للغاية بهذه الفرصة المتكاملة، خاصة توفير السكن الآمن والنظيف لفريقها خلال فترة المعرض، مشيرة إلى أنها حاولت من قبل الاشتراك فى الحدث، لكن بسبب أزمة السكن لم تتمكن من ذلك.

ووجهت الشكر للقائمين على المبادرة وجهاز تنمية المشروعات لدعمها، ولتقديم منظمى الحدث كل المساعدات والتسهيلات لهم منذ اللحظة الأولى لتسكينهم فى الأجنحة الخاصة بهم، وكذلك تأمينهم التام للبضائع، وغيرها من الخدمات المقدمة لهم خلال فترة المعرض. 

محمود دانيال:أرسم لوحاتى برمال ملونة نادرة مستخرجة من جبال الوادى الجديد 

بأنامل ذهبية وحسّ فنى منقطع النظير، يجلس الفنان محمود دانيال، فى العقد الرابع من عمره، ينثر الرمال بحرفية شديدة على لوحته، لينتج فى النهاية لوحة يحتار أمامها المارة وتسر الناظرين ليقدم فنًا نادرًا من صحراء محافظة الوادى الجديد، وهو الرسم بالرمال.

وقال إن جبال واحات الوادى الجديد وهبها الله، سبحانه وتعالى، صخورًا ورمالًا فريدة من نوعها مصبوغة بألوان مختلفة يستخرجها بنفسه ويطحنها لتتحول إلى رمال بألوان ودرجات عديدة، ثم يرسم لوحاته ويثبتها بغراء خاص لتصبح لديه لوحات ذات دقة كبيرة فى الأشكال المرسومة وتدريجات الألوان والظلال والنور، وكل شىء فقط باستخدام الرمال.

وأضاف أن هذا الفن ينفرد به القليل من أبناء الوادى الجديد نظرًا لعدم توافر هذا النوع من الرمال فى أى منطقة فى مصر، كما أن الفنان الذى يستخدمه يستخرجه بنفسه، ومع كل مرة يكتشف ألوانًا جديدة.

تتركز لوحات «دانيال» فى المناظر الطبيعية والأزياء التراثية؛ لأنه يحب هذا النوع من اللوحات التى تبث الدفء فى المنازل لأنها تذكر الناس بالحياة البسيطة وتبعث فى النفس شعورًا بالراحة بعيدًا عن صخب المدينة.

واختتم: «لا يقتصر هذا الفن على رسم المناظر الطبيعية فبإمكانى رسم أى شخصية من المشاهير».

نورهان: المشاركة حققت حلمى فى الرسم

نورهان، فى العقد الثانى من عمرها وتدرس فى جامعة الأزهر الشريف، أكدت أنها فخورة بلوحاتها التى تجذب انتباه جمهور المعرض، وتنهال عليها بسببها عبارات المديح والإشادة.

وأضافت أنها مالت للرسم منذ سن مبكرة، وحاولت أن تتعلم بالتجربة حتى نمت مهاراتها بشكل تدريجى وبدأت فى تنفيذ اللوحات الإكريليك التى تشارك بها فى العديد من المعارض الخاصة بالرسم.

وتابعت أنها كانت تحلم بالالتحاق بإحدى الكليات المتخصصة فى الفنون، ولأن مجال دراسة الفنون ليس متاحًا فى جامعة الأزهر، وبالأخص للفتيات، التحقت بكلية الشريعة والقانون، وركزت على تنمية مهاراتها فى مجال الرسم خارج الجامعة لترضى شغفها.

وأعربت عن سعادتها البالغة بمشاركتها للمرة الأولى فى معرض «تراثنا»، قائلة إنه أحد المعارض الكبرى فى الوطن العربى والمنطقة، ويدعم العاملين بمجال الحرف اليدوية والتراثية والفنون بشكل عام، وإن المشاركة فيه كانت حلمًا وتحقق.

محمد ناجى: إنتاج السجاد عملية معقدة.. وشهرتنا وصلت أوروبا

شدد محمد ناجى، أحد العارضين، على أن مهنة صناعة السجاد بأنواعه مهنة أجداده وحافظ عليها الآباء، ومن بعدهم جيله من الأحفاد.

وأضاف: «رغم أن الكثير منا يحمل شهادات جامعية عليا فى تحصصات مختلفة إلا أننا، رجالًا ونساء، نعمل بصناعة السجاد».

وأشار إلى أن صناعة السجاد لم تعد مجرد صناعة بالشكل التقليدى المتعارف عليه، لكنها تطورت، وأصبح إنتاج قطعة واحدة من السجاد عملية معقدة جدًا. وتابع: «نستخدم رسومات متنوعة مثل الطيور والأشجار والبنايات لنرسم هوية كل سجادة، ونستعين بفنانين متخصصين فى الخطوط العربية وزخارفها». 

واختتم: «منتجاتنا فى الكثير من معارض السجاد فى مصر وتصدر إلى الخارج، ولها تواجد قوى فى أوروبا، ومشاركتنا فى معرض (تراثنا) فرصة جيدة لعرض منتجاتنا أمام شريحة كبيرة من المواطنين، خاصة من يبحثون عن هذه المنتجات ولا تتوافر فى مكان قريب منهم أو تكون منتجات مقلدة رديئة، وهناك زبائن ينتظروننا من العام للعام ليلتقوا بنا فى المعارض».