حمزة فاوزي – صحفي متدرب
في محاولة لتجسيد وقائع وأحداث معركة أنوال الشهيرة التي جرت أحداثها في عشرينيات القرن الماضي، والتي جسدت تفوقا مغربيا على أطماع الاستعمار الإسباني، “لا يزال يتردد صداه إلى يومنا هذا في نفوس أبناء منطقة الريف والمغاربة عامة”، يسعى فيلم “أنوال” لمحاكاة شخصية عبد الكريم الخطابي أبرز المقاومين المغاربة وقائد معركة “أنوال” المجيدة التي كلّفت الإسبان الكثير وأثبتت لهم أن استباحة الأراضي المغربية ليست أمرا يسيرا.
الفيلم السينمائي الجديد الذي حصل السيناريو الخاص به على ما يزيد عن 4 ملايين درهم من الدعم من قبل المركز السينمائي المغربي، لم يجد ترحيبا كاملا رغم تناوله التاريخي لمعركة يفتخر بها كل المغاربة ويتحسر لها جل الإسبان، بعدما لقي نبأ خروجه لمراحل التصوير موجة من الانتقادات بوسائل التواصل الاجتماعي، إذ عبر عدد من المعلقين المنتمين للريف أن الممثلين من المنحدرين من هذه المنطقة أجدر بالحصول على أدوار رئيسية بالفيلم وليس ممثلين لا تربطهم صلة بالمنطقة ولا اللغة.
في هذا الصدد قال الممثل المشارك في الفيلم محمد الشوبي “إن الحديث عن هذا العمل سابق لأوانه إذ لا نستبعد فرضيات عدم اكتماله خاصة وأن الدعم المقدم له من قبل المركز السينمائي المغربي يبقى هزيلا وغير كاف، مؤكدا في الوقت ذاته أن أمس الثلاثاء لم يستطع الفريق إكمال التصوير بسبب التساقطات المطرية منتظرين بذلك عودة أشعة الشمس”.
وأضاف الشوبي في تصريحه لـ”الأيام 24″، أن الضجة التي أثيرت حول فيلم “أنوال” تعود لأشخاص يعتقدون أنهم وحدهم من يمتلك الرموز الوطنية المغربية ومن له الحق في الكتابة والحديث عنها، بل أكثر من ذلك يعتقدون أنها إرث لهم فقط وأن باقي المغاربة ليسوا معنيين بها، متجاهلين بذلك حسب تعبيره، سعي هاته الرموز للتضحية من نفوسهم في سبيل وحدة بلادنا واستقلالها من الأطماع الاستعمارية حتى ينعم بذلك جل المغاربة قاطبة بالسلام.
الانتقادات التي طالت الفيلم حتى قبل خروجه ليست مقبولة في نظر الشوبي الذي أشار إلى أن من يقف وراء هاته الحملة لم يجرؤ في يوم من الأيام للمبادرة في تقديم دعم مالي لإنتاج فيلم حول شخصية عبد الكريم الخطابي، رغم توفره على إمكانيات مادية كبيرة نظرا لاستقرار العديد منهم في بلجيكا وهولندا داخل عائلات ريفية غنية، بحسب تعبيره
تصريح مخرج الفيلم محمد بوزاكو حول غياب تكوين سينمائي داخل ممثلي منطقة الريف الذي كان سبب غيابهم عن تجسيد هذا العمل التاريخي، لقي قبولا من الممثل محمد الشوبي إذ أوضح أن “حضور عنصر الخبرة عند ممثلي فيلم “أنوال” الذين كسبوا سنوات من التمرس خاصة داخل المسرح صعّب المأمورية أمام الممثلين من المنطقة الذين أبان العديد منهم عن غياب واضح لعنصر الخبرة في مرحلة “الكاستينغ”، وهو ما لا يمكن تقبله في عمل كبير يحمل مسؤولية تاريخية مهمة ويجسد معركة يعتز ويفتخر بها كل جيل مغربي”.
وشدد الشوبي الذي ظهر متحمسا في حديثه عن الدور الذي سيلعبه في الفيلم على أن المسؤولية التاريخية الموكلة له من خلال تجسيد شخصية الرايس مسعود (رئيس قبيلة البقيوي) ستكون جد صعبة، خاصة وأن مكانة الشخصية والدور المحوري الذي لعبه في التخطيط الاستراتيجي للمعارك ضد الإسبان الذي أخذ من تجارته معهم وسيلة فعالة لتوريد قبيلته بالسلاح في مواجهة العدو.