عبرت النجمة سوسن بدر عن سعادتها الكبيرة وفخرها الشديد بالمشاركة فى السلسلة الوثائقية الجديدة «أم الدنيا»، التى تُعرض حصريًا على منصة «WATCH IT» الرقمية، وحققت نجاحًا كبيرًا فى مصر والوطن العربى، خاصة أنها تسرد التاريخ المصرى بشكل شيق وبسيط، عبر زيارة عدد من الأماكن الأثرية، والكشف عن كثير من التفاصيل على لسان متخصصين.

 واعتبرت الفنانة الكبيرة فى حوارها مع «الدستور»، أن «أم الدنيا» تحمل مكانة خاصة فى قلبها بين كل الأعمال الفنية التى قدمتها على مدار مشوارها الفنى.

وأبدت سعادتها الكبيرة وفخرها بربطها الدائم بالحضارة الفرعونية، وتحولها إلى وجه لتمثيل تلك الحضارة العريقة، كاشفة فى الوقت ذاته عن حقيقة ما أثير حول ارتدائها «الحجاب» فى السلسلة الوثائقية.

■ بداية.. كيف جاء اشتراكك فى السلسلة الوثائقية الدرامية «أم الدنيا»؟

- أود أن أعبر عن فخرى الكبير بالمشاركة فى «أم الدنيا»، وأعتقد أن من بين كل ما قدمته خلال مشوارى الفنى بأعماله المختلفة، هذه السلسلة والمشاركة فيها مكانة خاصة فى قلبى.

ومنذ أن كان هذا العمل مجرد فكرة لدى المخرج والكاتب محمود رشاد وأنا متحمسة بشدة له، وحين عرضه علىّ وافقت على الفور، وكانت مفاجأة سارة بالنسبة لى، ولم أتردد للحظة فى المشاركة به، وكنت متحمسة جدًا، ثم بدأنا الإعداد له منذ فترة، وبحثنا عن منتج ينفذ الفكرة على أرض الواقع، حتى وجدنا منصة «Watch It».

■ ما الذى قدمته منصة «Watch It» لتحويل الفكرة إلى واقع؟

- أوجه كل الشكر لكل مسئولى منصة «Watch It»، التى احتضنت العمل منذ أن كان فكرة، وأعجبهم وتحمسوا له واحتضنوه، وهو ما أسعدنى كثيرًا، فمسئولو المنصة رأوا الحلم وصدقوه وآمنوا به حتى نفذناه وعُرض، وأتمنى أن يكتمل الحلم وتستمر المنصة فى تقديم الكثير والكثير حول التاريخ المصرى العظيم، وتظل متمسكة بتقديم الأعمال المختلفة عن حضارتنا والحضارات المختلفة، فالتاريخ مهم للغاية.

■ هل هناك أهداف محددة سعيتم لتحقيقها من خلال هذه السلسلة؟

- هدفنا فى سلسلة «أم الدنيا» هو تقديم رؤية شاملة عن تاريخ مصر القديم، أن نعرف الجمهور كيف كان يعيش المصرى القديم، ما هى أفكاره، كيف كانت تسير حياته، كيف نجح فى صناعة هذه الحضارة العظيمة، كيف كان يرى الموت والحياة، والحمد لله استطعنا تقديم سرد للحضارة المصرية بشكل مميز.

■ كيف كانت التحضيرات لتقديم السلسلة وتحقيق هذا الهدف؟

- بعد الانتهاء من التجهيزات الأولى وهى الكتابة والبحث والمراجعة التاريخية وغيرها، التى لم يكن لى دخل بها على مدار ٣ سنوات قضاها المخرج محمود رشاد فى البحث والكتابة، جاء دورى بعد ذلك.

بدأت فى القراءة للفهم والاستيعاب، ولم أكن أعرف الكثير من المعلومات حول تلك الحضارة الرائعة، فبدأت فى القراءة لكى أفهم وأستوعب تفاصيل هذا التاريخ، وبالفعل زادت معرفتى كثيرًا خلال فترة التحضير، ورأيت أنه من المهم جدًا أن يعرف جميع المصريين هذه المعلومات.

وأريد الإشارة هنا إلى أننا لم نقدم عملًا فنيًا بعناصره المعروفة، بل نقدم رأى التاريخ فى مصر، لذا كان يجب التأكد من كل كلمة ومعلومة نقدمها، حتى تخرج فى نهاية الأمر بشكل يليق بمصر.

■ ما أبرز ردود الفعل التى تلقيتيها حول السلسلة الوثائقية حتى الآن؟

- تلقيت ردود أفعال غير طبيعية، ولم أتوقع كل هذا التفاعل من الجمهور، وتحقيق السلسلة الدرامية النجاح بهذا الشكل منذ عرض حلقاتها الأولى على منصة «Watch It»، وهو أمر سعدت به للغاية.

العمل الوثائقى الجديد انتشر بشكل كبير للغاية خاصة بين الأجيال الصغيرة والشباب، وهو ما أعتبره نجاحًا أكبر لهذا العمل المهم جدًا، لأنه يقدم الكثير من المعلومات لكل الأجيال.

وأعتبر هذه السلسلة الوثائقية هى الأهم على الإطلاق خلال الفترة الماضية، بعدما قدمت قراءة للتاريخ المصرى العظيم بصورة بسيطة وسهلة وشيقة، من خلال فكر خالص للمخرج والمؤلف وكل المشاركين فى التنفيذ، دون تقديم وجهة نظر أحد بعينه.

■ كيف ترين ربطك الدائم بالحضارة المصرية القديمة واعتبارك الوجه الأنسب لتقديمها على الشاشة؟

- شىء يشرفنى وأسعد به للغاية، وأعتقد أن ذلك بسبب اختيارى لأول مرة من قبل الأستاذ الراحل شادى عبدالسلام، الذى كان يبحث عن وجه مصرى للمشاركة فى فيلم «إخناتون»، ووقع اختياره علىّ وأنا فى الدفعة الأولى من معهد السينما، وكنت سعيدة جدًا وقتها، لكن المشروع لم يكتمل، على الرغم من أنه كان حلمًا للجميع.

■ هل أنت وراء اختيار متحف المخرج شادى عبدالسلام بمكتبة الإسكندرية ليكون المشهد الأول فى السلسلة؟

- على الإطلاق.. لم أفرض ذلك نهائيًا، بل كان موجودًا فى كتابة محمود رشاد منذ البداية، ولا يصح أن نتحدث عن الحضارة المصرية وتحديدًا التاريخ الفرعونى، دون أن نتطرق إلى المخرج العظيم الراحل شادى عبدالسلام، عاشق حضارة وتراب مصر.

لذا تواجدنا فى مكتبة الإسكندرية والأماكن التى كان يتواجد بها الأستاذ شادى عبدالسلام لتحضير مشروعه، وشعرت بأنه يقرأ معنا ويفهمنا ما سنقدم عليه، وبعد المشاركة فى المشروع، وجدت وجهة نظر محمود رشاد فى الاستعانة بالمخرج الكبير صحيحة جدًا.

■ أظهرتِ حماسة كبيرة عند الحديث عن ملكات مصر فى الحلقة الثانية، خاصة الملكة ميريت أمون.. كيف رأيتِ الحديث عن تلك العظيمات؟

- كنت سعيدة للغاية للحديث عن تاريخ وبطولات ملكات مصر، وحياة ودور المرأة المصرية فى الحضارة العريقة ككل، فمثلًا من فترة قريبة للغاية تقترب من ١٢٠ عامًا على الأكثر، وجدنا المرأة تطالب بحقوقها السياسية وعلى رأسها الانتخاب، لكن بالعودة للحضارة المصرية نجد أن المرأة كان لها شأن كبير للغاية، وتتمتع بكل الحقوق السياسية والاجتماعية، ومارست حياتها بشكل عظيم، وهو ما سردنا جزءًا منه أحببته بشكل كبير، لأنه عكس عراقة الحضارة المصرية التى سبقت الجميع فى كل أوجه التقدم.

■ ما تفاصيل أزمة ظهورك بالحجاب فى بعض المشاهد؟

- بينت فى منشور لى عبر «إنستجرام» أن سبب ارتدائى غطاء الرأس هو وجود تلف بسيط فى الشعر، لذا استعنت بهذا الغطاء فى بعض المشاهد، وهو مجرد غطاء للشعر وليس «حجابًا».

■ هل واجهتم أى صعوبات خلال التصوير؟ 

- كان التصوير مرهقًا للغاية، وتطلب تواجدنا فى أماكن وظروف مختلفة، لكن لم نشعر بكل ذلك، لأنه كانت هناك حالة من الحب بين جميع أفراد طاقم العمل، كما أن جميعهم أحب المشروع من قلبه.

هذا ما جعلنا نتخطى أى صعوبات ونواصل تنفيذ العمل رغم أى شىء، وحين نرى ردود الأفعال الهائلة من الجمهور نتأكد أن تعبنا كان فى محله، وتفكيرنا فى تنفيذ العمل كان قرارًا سليمًا.

■ أخيرًا.. كيف كانت تجربتك مع المخرج محمود رشاد؟

- أعرف المخرج محمود رشاد منذ سنوات، وهو طوال الوقت مجتهد وشغوف ولديه حماس تجاه ما يقدمه، وأنا على المستوى الشخصى لا أمانع العمل مع أى مخرج جديد، ودائمًا لدىّ شعور بأن أى مخرج جديد لديه فكرة وتجربة ورؤية مميزة ومختلفة، وهو ما يريده الفنان.

وبحكم معرفتى بمحمود رشاد منذ فترة طويلة ومتابعتى له، أعرف ما يريده بالتحديد، وهو ما سهل مهمتنا فى هذا العمل، الذى رأيت فيه حماسًا كبيرًا من قبل المخرج، لذا صدقت حلمه وآمنت به وقررت خوض التجربة.