يعاني تلاميذ متوسطة محمود قجّور بقسنطينة من انعدام النقل المدرسي، حيث يضطر المقيمون منهم بحي الجذور إلى قطع مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، بينما يقطع القاطنون بحي شعبة الرّصاص أكثر من كيلومترين، ما يدفعهم إلى استيقاف سيارات الغرباء من أجل توصيلهم وتخفيف عناء الطريق عنهم.
ويسير تلاميذ متوسطة محمود قجّور التي أنجزت بالمكان المسمى «بونفّة»، في أرتال على قارعة الطريق عند مغادرة الأقسام مثلما لاحظنا في المكان، حيث يواجهون خطرا كبيرا وهم يقطعون مسافة طويلة في طريق لا يوجد فيها رصيف، خصوصا على الجهة المؤدية إلى حي الجذور، فضلا عن أن حركة الراجلين شبه منعدمة في المكان الذي يخلو من البنايات على امتداد المسار، في حين يضطر التلاميذ إلى استيقاف مركبات السّائقين الغرباء والشاحنات طلبا للتوصيل، وهو ما حدث خلال مرورنا بالمكان، حيث طلب منّا تلميذان حملهما معنا إلى غاية شعبة الرّصاص.
ويقطع التلاميذ القاطنون بحي الجذور حوالي ثلاثة كيلومترات من أجل الوصول إلى مساكنهم، في حين تفوق المسافة التي يقطعها تلاميذ شعاب الرصاص الكيلومترين، أين ذكروا لنا أنهم يغادرون مساكنهم في الصّباح حوالي الساعة السابعة من أجل الوصول إلى المدرسة عند حوالي الثامنة إلا الربع وتجنبا للتأخير، كما أكدوا أن المدرسة لا توفر الإطعام إلى غاية اليوم، فضلا عن أنّ مشكلة النقل ظلت مسجلة طيلة السنوات الدراسية الماضية منذ افتتاحها.  
من جهته، أوضح مسؤول خلية الاتصال على مستوى مديرية التربية لولاية قسنطينة أن البلدية هي من يفترض بها التكفل بنقل التلاميذ، في حين أوضح لنا مصدر مسؤول بالبلدية أن الأخيرة قد وضعت برنامجا للتكفل بالنقل المدرسي بعدة مؤسسات تربوية، من متوسطات، إلا أنه لم يؤكد لنا إن كانت متوسطة محمود قجّور مدرجة ضمنها.
وقد حاولنا معرفة المزيد من التفاصيل حول الأمر من رئيس بلدية قسنطينة إلا أن الاتصال تعذر علينا، في وقت نشرت فيه مصالح البلدية على صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك» الإعلان عن استشارة لكراء حافلات النقل المدرسي، حيث منحت خطا على مستوى قرية السعيد بلطرش بالنسبة لتلاميذ المدرسة الابتدائية بشير عدوي.
ومنحت بلدية قسنطينة الصفقة الخاصة بخط الجباس نحو ابن الشرقي، حيث تكون بذلك قد لبت مطلب السكان الذين طرحوا انشغالهم حول النقل المدرسي منذ أقل من شهر، كما أطلقت استشارة خاصة بعملية كراء حافلات النقل لسنة 2022 في ثلاث حصص منفصلة، حيث تخص خط المنية إلى حي الشهداء، وصالح باي إلى بوذراع صالح.
وكان والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، قد شدد على الجهاز التنفيذي والبلديات خلال الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي والاجتماعات التنفيذية التي تلتها، بضرورة توفير الإطعام المدرسي والوجبات الساخنة في جميع المؤسسات التربوية للولاية، بينما تقدر ميزانية بلدية قسنطينة المخصّصة للنقل المدرسي خلال الموسم الجاري بما يقارب الثلاثة ملايير سنتيم، بينما تنتهي الصفقة السنوية الخاصة بها مع نهاية شهر ديسمبر المقبل، في حين تفوق ميزانية الولاية المخصصة للنقل المدرسي 26 مليار سنتيم، مقسمة بين مساهمة البلديات ومساهمة الولاية.
سامي.ح