شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن هدف بلاده يتمثل في مواصلة الزخم المكتسب لضمان وقف نزيف الدماء في الحرب الروسية-الأوكرانية.

جاء ذلك في كلمة الخميس خلال أعمال قمة مؤتمر "التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا" (سيكا) بالعاصمة الكازاخستانية أستانا.

وأكد أن الهدف الأساسي لمبادرة "آسيا من جديد" التي أعلنتها أنقرة عام 2019، يتمثل في تعميق التعاون بين دول القارة في المنابر الثنائية والإقليمية، مبيناً أن تركيا التي تعتبر أحد مؤسسي المؤتمر قدمت منذ البداية دعماً قوياً لتوسيعه.

وأوضح الرئيس التركي أن قمة أستانا اليوم ستدخل التاريخ بصفتها القمة التي ستعلن فيها مرحلة تحول المؤتمر إلى منظمة دولية.

ولفت إلى أن الإنسانية تمر بمرحلة تغيرت فيها موازين القوى وشهدت انقطاعات في سلاسل التوريد، وتواجه تحديات كبيرة في العديد من المجالات من الاقتصاد إلى الأمن الغذائي ومن الطاقة إلى العلاقات الدولية.

وشدد على أن مشاكل هيكلية النظام (العالمي) الحالي التي تهتم بمصالح دول لا يتجاوز عددها أصابع اليد الخمسة وتتجاهل الغالبية العظمى من سكان العالم، أصبحت ملموسة أكثر.

وأكد الرئيس التركي أن تشكيل هيكلية الأمن العالمي ضرورة وفق فهم جديد أكثر عدلاً وإنصافاً وتمثيلاً.

وبيّن أن تركيا تشجع ممرات النقل متعددة الوسائط وتدعم إحياء طريق الحرير الحديث الرابط بين آسيا وأوروبا.

وأردف: "تواصل التنظيمات الإرهابية جهودها لتطوير عناصر تهديد في مواجهة تدابير مكافحة الإرهاب، فتنظيمات مثل ’غولن’ و’داعش’PKK’ تدعم أعمالها بأنشطة إجرامية منظمة، ويجب دون تمييز منع الكيانات التي تساعد هذه التنظيمات الإرهابية وتشارك في أنشطة الترويج والتمويل والتجنيد لصالحها".

وأشاد أردوغان بـ"خطة العمل الخاصة بتطبيق استراتيجية مكافحة الإرهاب العالمي للأمم المتحدة" للمؤتمر المزمع الموافقة عليه اليوم، واعتبر أنها إنجاز هام.

وأكد أن إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان يعد واجباً إنسانياً للأفغان ويحمل أهمية كبيرة لمنع حركات الهجرة غير النظامية والحيلولة دون زيادة الأنشطة الإرهابية، مشدداً على وجوب عدم ترك أفغانستان تواجه قدرها ومواصلة المجتمع الدولي لمساعداته فيما يخص الإغاثة الإنسانية.

وأشار إلى أن تركيا أبدت أولوية للمساعدات الإنسانية في سياستها الخارجية وأوصلتها إلى 122 بلداً خلال 2021.

وأضاف: "نحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في هذا المجال مقارنة بالدخل القومي من خلال 5.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية التي قدمناها، كما نواصل استضافة أكثر من 4 ملايين نازح ومهجر، 3.7 مليون منهم سوريون تحت الحماية المؤقتة".

وأوضح أردوغان أن الجميع يشعر بالآثار الإقليمية والعالمية للأزمة في أوكرانيا.

وقال: "يمكن تحقيق السلام عبر الدبلوماسية ودائماً أقول إنه لا كاسب في الحرب ولا خاسر من سلام عادل، كما حظيت جهودنا المكثفة مع الأمم المتحدة والأطراف لإزالة الآثار السلبية للحرب بتقدير العالم كله".

وشدد على أن اتفاقية إسطنبول بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وتبادل الأسرى الذي جرى الشهر الماضي تعد إنجازات ملموسة في هذا الخصوص.

وتابع: "هدفنا مواصلة الزخم المكتسب رغم المصاعب على الأرض، وضمان وقف نزيف الدماء بأقرب وقت".

وبيّن أن تعزيز بلدان آسيا الوسطى لروابط النقل مع محيطها يعتبر مصلحة مشتركة، مشيراً إلى أن تركيا تشجع الممرات متعددة الوسائط وتدعم إحياء طريق الحرير الحديث الرابط بين آسيا وأوروبا.

وأكد أن تركيا تولي أهمية كبيرة في هذا السياق لمبادرة الممر الأوسط بين الشرق والغرب العابر لبحر قزوين وخط سكة حديد باكو-تبليسي-قارص الذي يمثل العمود الفقري للممر الأوسط.

ولفت إلى أن تركيا نفذت أكثر من 100 مشروع بنية تحتية كبرى بقيمة 100 مليار دولار في السنوات الـ15 الماضية لتعزيز النقل الدولي.

وأفاد الرئيس التركي أن الطاقة المتجددة وضمان أمن الطاقة تربّعا مجدداً على أجندة العالم بأسره، مبيناً أن تنويع المصادر وطرق (النقل) يعد أحد الأهداف الرئيسية لسياسات الطاقة.

وأوضح أن المشاكل البيئية مثل الاحتباس الحراري وفقدان التنوع البيولوجي والتصحر والكوارث الطبيعية تعد من أهم تحديات القرن، معتبراً أن البعد البيئي لتدابير بناء الثقة أحد أهم مجالات نشاط المؤتمر.

وأردف: "إعلان النوايا بشأن إدارة النفايات العالمية، الموقع بين عقيلتي أمينة أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في سبتمبر/أيلول الماضي، يعتبر بمثابة خريطة طريق للمجتمع الدولي".

وأعرب الرئيس التركي عن سروره ببدء تحويل المؤتمر "التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا" إلى منظمة دولية.

TRT عربي - وكالات