أكراد إيران هم "الحلقة الضعيفة التي يمكن ضربها دون عواقب" في خضم الاحتجاجات المستمرة منذ نحو شهر


إعلان

مع اندلاع عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على يد شرطة الأخلاق، تصاعدت التوترات بشكل خاص في المناطق الكردية التي تنحدر منها أميني. وتقول منظمات حقوقية إن الأقلية الكردية في إيران تتعرض للقمع منذ فترة طويلة، وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية.

وقالت منظمة هنكو لحقوق الإنسان الاثنين 10 أكتوبر/ تشرين الأول، إن قوات الأمن أطلقت النار على منازل في مدينة سنندج الكردية. ووفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها منظمتان لحقوق الإنسان مقرهما النرويج، أطلقت قوات الأمن الإيرانية الأربعاء أعيرة نارية لتفريق المحتجين، في مدينتي أصفهان وكرج وفي سقز مسقط رأس أميني.

وأنحت السلطات الإيرانية باللوم في أعمال العنف على أعداء بمن فيهم معارضون مسلحون من الأكراد الإيرانيين، حيث هاجم الحرس الثوري قواعدهم في العراق المجاور عدة مرات خلال الاضطرابات الأخيرة.

وأظهر مقطع فيديو نشره (تصوير1500) متظاهرين يضرمون النار في مكتب إمام مُصلى في مدينة فولادشهر بأصفهان وسط البلاد.

وقصفت طهران إقليم كردستان العراق مستهدفةً المعارضة الكردية الإيرانية المنفية منذ عقود، والتي تكافح ضد تهميش الأقلية الكردية في بلدها والتمييز الذي تواجهه.

وتصنف الجمهورية الاسلامية التنظيمات المسلحة الكردية التي تتواجد في العراق منذ ثمانينات القرن العشرين، بأنها "إرهابية" وتتهمها بشنّ هجمات على أراضيها.

واتهم مسؤول عسكري إيراني تلك التنظيمات المعارضة بالتواطؤ في "أعمال شغب" خلال الحركة الاحتجاجية الضخمة التي تشهدها إيران منذ منتصف أيلول/سبتمبر، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني خلال توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.

ويرى عادل بكوان مدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق، أنه كان لا بد من "إيجاد عدو"، مشيرا إلى أن "الحلقة الضعيفة التي يمكن ضربها دون عواقب أو ضوابط، هم الأكراد".

وفي 28 أيلول/سبتمبر، تعرّض إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق، لوابل من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مواقع للتنظيمات الكردية الإيرانية، أسفرت عن 14 قتيلا على الأقل و58 جريحا، بينهم مدنيون وأطفال.

وكرّر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين الاتهامات ضدّ "مجموعات مسلحة، انفصالية وإرهابية" موجودة في كردستان العراق "منذ سنوات وتهدد (...) أمننا القومي".

وتحتفظ هذه التنظيمات ومعظمها ذات توجه يساري وحظيت بمباركة صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية، حتى الآن بمقاتلين هم أشبه بـ"احتياط" يجري تدريبهم على حمل السلاح، لكنها أوقفت بشكل شبه تام أي نشاط عسكري منذ التسعينات بعدما كانت، لعقود، تشنّ تمرداً عسكرياً، وفق خبراء. وهي تركز حالياً عملها على النشاط السياسي. 

"لغة ممنوعة"

منذ التسعينات، يحمي "تفاهم" بين هذه التنظيمات وحكومة إقليم كردستان، وجودها "مقابل عدم انخراطها في عمل عسكري لتفادي زعزعة علاقة (الإقليم) مع إيران"، وفق الصحافي الكردي الايراني رضا منوجري الذي يعيش في العراق منذ ثماني سنوات.

وتجمع روابط تاريخية بين إقليم كردستان العراق وكردستان إيران في شمال غرب البلاد، إذ يتحدّث سكان المنطقتين اللهجة الكردية نفسها، ولدى الكثير منهم أهل وأقارب على طرفي الحدود.

كما أن مسعود بارزاني أحد أهم مؤسسي إقليم كردستان العراق، ولد في أول "دولة كردية" نشأت في إيران في العام 1946، حيث قدم والده الدعم لجمهورية مهاباد التي لم تدم سوى عام واحد، قبل أن تسقطها القوات الإيرانية حينها.

ولا تزال الأقلية الكردية التي تعد نحو 10 ملايين نسمة من 83 مليون إيراني، تعاني من التهميش، كما يقول خبراء.

ويشرح شيفان فاضل الباحث في معهد ستوكهولم الدولي للسلام "في إيران، الأكراد محرومون من الحقوق السياسية والثقافية الأساسية". ويضيف "لا يزال حقهم في التعلم بلغتهم الأم أمرا ممنوعا قانونيا".

وتبدو الصورة قاتمة لأكراد إيران بالمقارنة مع الأكراد في دول أخرى في الشرق الأوسط: في تركيا، دخل الأكراد البرلمان في العام 2015، وفي سوريا، يتمتعون باستقلال ذاتي بحكم الأمر الواقع في شمال شرق البلاد، ولديهم حكم ذاتي في شمال العراق.

"مواطنون درجة ثانية"

يؤكد آسو صالح العضو في اللجنة التنفيذية في الخارج للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني أن حزبه، الذي تعرّض للقصف في 28 أيلول/سبتمبر "لم يستخدم أبدا الأراضي العراقية"، لشن هجمات على القوات الإيرانية.

ويقول هذا المسؤول الذي يعيش في السويد، إن الحزب متواجد "بشكل رئيسي" في كردستان إيران ويقوم بأنشطة ينبغي أن تبقى "سرية"، فيما تتمركز في العراق فقط "الإدارة والجهاز البيروقراطي" للمجموعة.

ويضيف أن حزبه، أقدم حزب كردي في إيران تأسس العام 1945، يطالب "بالديموقراطية والفدرالية في إيران"، مشددا على أن "كردستان إيران كانت دائماً في طليعة النضال من أجل الديموقراطية والحرية".

من السليمانية، يقول إدريس العبادي المسؤول في حزب "كومله - كادحون" الكردي الإيراني إنه "ليس لدينا نشاط عسكري". ويلخص الرجل سبب وجود هذه المعارضة الكردية بالقول إنه في إيران "الأكراد مواطنون من الدرجة الثانية".

ويشير الباحث في جامعة السليمانية هردي مهدي ميكه إلى التمييز ضد الأقلية الكردية في إيران كذلك، موضحا أنه حتى في المحافظات التي يشكلون فيها غالبية "لا يشارك الأكراد في السلطات المحلية". ويوضح أن "المناطق الكردية هي الأكثر فقراً من حيث النمو الاقتصادي والبطالة". ويؤكد أن "فرص العمل قليلة جدا في المناطق الكردية والسبب الأول هو أن الحكومة لا تهتم بهذه المناطق".

ويعبر عمال أكراد إيرانيون بشكل يومي الحدود بحثا عن عمل بأجر يومي أعلى مما يتقاضونه في بلدهم الذي يعيش أزمة اقتصادية فاقمتها العقوبات الأمريكية.

وبعد موجة التظاهرات الأخيرة، يأمل هردي مهدي ميكه بالتغيير ولو كان نسبيا، ويقول "فيما يتعلق بالحقوق المدنية لن تتمكن إيران من العودة إلى ما قبل" وفاة مهسا أميني.

فرانس24

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2022-10-13 15:16:35
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 92%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية