الخطوط العريضة للنظام العالمي المستقبلي
الخطوط العريضة للنظام العالمي المستقبلي
تحت العنوان أعلاه، كتب أوليغ كاربوفيتش وميخائيل ترويانسكي، في "إزفيستيا"، حول حتمية الانتقال إلى نظام عالمي جديد يقوم على الندية.
وجاء في مقال نائبي رئيس أكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية:
الغالبية العظمى من "الدول غير الغربية" رفضت دعم الموقف المعادي لروسيا وعقوبات الغرب الجماعي ضد بلدنا. في الوقت نفسه، أبرزت تحولات المشهد السياسي الدولي الأساسية بمزيد من القوة مسوغ التفعيل النوعي لدور "العالم غير الغربي" في السعي إلى نظام متعدد الأقطاب.
يمكن أن تؤدي مثل هذه القناعة إلى إنشاء اتحادات بين عدد من الدول، كبديل عن التحالفات العسكرية القائمة، ويمكن أن تكون بمثابة "حركة عدم الانحياز-2" مثلا. من بين الدول المفترضة في التشكيل الجديد، بالإضافة إلى بلدنا، يمكن أن تكون الصين والهند ودول الخليج العربي وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن النزوع الرئيس في مجال الأمن الدولي يسير نحو اختلال حاد في توازن النظام السياسي العالمي وتسريع العمليات القابلة للانفجار في مناطق مختلفة من العالم. لقد أدى تراجع سيطرة الولايات المتحدة على العالم، وتعزيز القوى الرئيسية الأخرى، وخاصة روسيا والصين، مواقعها، إلى زيادة درجة التوتر على الساحة الدولية، وإلى زيادة حدة الاضطرابات بين الدول.
كانت إحدى عواقب التطور الجاري للأحداث تدمير واشنطن لنظام الحد من التسلح والزيادة الكبيرة في خطر المواجهة باستخدام أسلحة الدمار الشامل. الأزمات الإقليمية (في أوكرانيا وتايوان والشرق الأوسط)، التي أثارها رفض الغرب لبحث الحلول الوسط، تزيد من سوية الصراع في العمليات العالمية.
تقود سياسة الغرب غير المدروسة كفاية وغير المحسوبة بشكل موضوعي تجاه روسيا إلى تشويه سمعة المؤسسات التي حددت في فترة ما بعد الحرب استقرار البنية الدولية.. وإلى تسريع عمليات تشكيل نظام عالمي جديد، بما في ذلك النظم النقدية والمالية الإقليمية والعالمية.
حصيلة الاتجاهات الحديثة تخدم بشكل موضوعي التحرك نحو نظام تنسيق متعدد المراكز للسياسة العالمية، يقوم على التوازن والعلاقات الندية التي تأخذ في الاعتبار مصالح جميع المشاركين بوصفها الشيء الوحيد القادر على ضمان الأمن الحقيقي والرفاهية للإنسانية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب