العالم الأزهرى بيومى إسماعيل:المفتي: تزكية النفس منهج نبوى يبنى الفرد ويخدم المجتمع


بلغ النبى صلى الله عليه وسلم الغاية فى الكمال البشرى فربى أصحابه تربية عميقة وربطهم بخالقهم ارتباطًا وثيقا؛ بأن زكى نفوسهم فكانوا رسوخا فى الدين وعزوفا عن الشهوات وتفانيا فى سبيل مرضاته وحنينا إلى الجنة وحرصًا على العلم ومحاسبة للنفس، يطيعون الله فأصبحوا رجال الآخرة وأخرجوا الشيطان من نفوسهم وعمروا الأرض بالعدل والإحسان.

وعن هذا المنهج يحدثنا الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر فيقول : كان مقصد النبى صلى الله عليه وسلم هو الوصول بالإنسان إلى الكمال والإحسان وتزكية النفس البشرية؛ حتى تعود إلى استقامتها والحفاظ على فطرتها النقية من غير أن تدنسها الشهوات والشبهات فغرس فى النفوس الفضائل، التى تجعل الإنسان معطاءً وليس أنانيًا يفضل ذاته ومصلحته وهذه بعض معالم التربية .


ويضيف: لقد حث النبى صلى الله عليه وسلم على العمل وجعل أفضل الكسب أن يأكل الإنسان من عمل يده ،وأمر السائل الذى أتى يسأله مالا أن يأتى بقدوم ويجمع الحطب ويبيعه خير له من سؤال الناس، وجعل من يسأل الناس من غير عذر طعامه حرام فقال صلى الله عليه وسلم: (لا أحل المسألة إلا لثلاث رجل ذو فقر مدقع ورجل ألمت به جائحة فاجتاحت ماله حتى يقول العقلاء من الناس إن فلانا حلت له المسألة ورجل تحمل حمالة أى ضمن آخر فى دين) وما عدا هؤلاء لا يجوز لهم أن يعيشوا عالة على الناس فلا يعملون ولا يخدمون وطنهم .


ويشير إلى أن الرسول صلى الله وسلم أمر بالاعتدال فى كل شىء وترك الغلو، فالغلو فى أى شىء يفسده؛ فالغلو فى المدح يفسد الممدوح والغلو فى الذم يفسد المذموم والغلو فى العبادة يقطع الطريق عن الله فقد دخل النبى صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد حبلا مربوطا بين ساريتين فقال لمن هذا فقالوا: لزينب إذا فترت فى العبادة تعلقت به وهى تصلى فقال صلى الله عليه وسلم :(لا فكوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد).


ويوضح أن الغلو يأتى من قلة العلم وعدم فهم النص وقلة الخبرة فى معرفة أحوال الناس وقد قالوا ،( الفقه رخصة من عالم أما التشديد فيحسنه كل الناس)، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عمر:(صم وافطر وقم وارقد فإن لبدنك عليك حق) وكلما زاد علم الانسان كان إلى التسامح أقرب.


ويؤكد أن النبى صلى الله عليه وسلم المسلم ربى أصحابه على أن مجتمعه له عليه حق حتى فى الدعاء فقد دخل صلى الله عليه وسلم على سيدنا على رضى الله عنه فوجده يقول: (اللهم اغفر لى) فقال صلى الله عليه وسلم: (لو قلت اللهم اغفر لنا لكان فرق بين السماء والأرض).

 

ومنع النبى الإنسان أن يكون أنانيا يهتم بمصلحته الشخصية فلا يهمه وطن ولا أرض همه جمع المال، وفى سبيل ذلك لا مانع من الغش والرشوة وتعطيل مصالح العباد .


ويختتم بقوله إن النبى صلى الله عليه وسلم حرص على تربية الأسرة أيضا، فوضع المنهج القويم الذى يحافظ عليها من عوامل التغريب والهدم والتخريب وجعل خيرية الرجل بإحسانه الى زوجته فقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله) وجعل تربية الأولاد مسئولية عظيمة فقال: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته).
 

إقرأ ايضا | المفتي: الحج فرصة مباركة لإصلاح القلوب وتهذيب النفوس وتزكية الأخلاق

تاريخ الخبر: 2022-10-13 18:19:04
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

نهضة بركان يطرح تذاكر مباراته أمام الزمالك المصري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 15:26:26
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

أضرار لقاح "أسترازينيكا" تسائل آيت الطالب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 15:26:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

نهضة بركان يطرح تذاكر مباراته أمام الزمالك المصري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 15:26:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية