أرواد جزيرة سوريّة تقع على خط طول 35 شرق غرينتش وخط عرض 34 شمال خط الاستواء، تمتد بطول 740 م، تبلغ مساحتها حوالي 20 هكتار، والمساحة المأهولة منها 13.5 هكتار، وتقع على بعدخمسة كم من شاطئ طرطوس.

وهي جزيرة قديمة كانت مملكة فينيقية مزدهرة سيطرت على مناطق من سواحل سوريا الشمالية، وورد اسم أرواد أوأرادوس في رسائل تل العمارنة وفي حوليات ملوك آشور وفي مكتشفات الحضارة الفنيقية على المتوسط.

صورة فضائية للجزيرة.

أرواد المعاصرة ناحية تابعة لطرطوس عدد سكانها 5016 نسمة بحسب تعداد السكان لعام 1994، لكن واقع المسجلين من أبنائها يزيد عددهم على 11,500 نسمة يعمل معظمهم خارجها. تتميز الجزيرة بممراتها وشوارعها المتعرجة وقلعتها الصليبية وقلعتها الإسلامية، والبرج الأيوبي وبقايا سورها الضخم ومساكنها المتراصة، تشتهر أرواد منذ القدم بصناعة السفن التي ما زالت إلى اليوم وكانت قديما تمتلك أسطولا بحريا قويا. حارب الأرواديون ضد الإغريق وسقطت بينهم معركة بحرية هي معركة سالاميس، وكانت مملكة أرواد ذات قوة ونفوذ، حيث امتد ملكها إلى الكثير من مدن الساحل السوري، وتنفرد بساحل الجمهوريّة العربيّة السّوريّة لوحدها جزيرة، ممّا جعلها الجزيرة السّياحيّة المفضّلة الوحيدة بالبلاد.

تاريخها

أصل التسمية والبداية

أرواد (باليونانية أرادوس Arados) وآراد بالفينيقية وتعني الملجأ وهي جزيرة صغيرة على الساحل السوري لقاء مدينة طرطوس. إِلا أنه توجد عدة أماكن أخرى تحمل هذه التسمية. فهناك أرادوس على ساحل فلسطين بين الكرمل ودوروس، ويذكر الجغرافي رافيني أرادوس أخرى على الساحل الإِفريقي. ويذكر بلّيني أرادوس في جنوب كريت، كما يقول في أثناء وصفه الخليج العربي :«وقبالة الجرهاء (على ساحل الأحساء) جزيرة تيلوس وهذه الجزيرة بعيدة بأميال عن الساحل وتشتهر باللؤلؤ، وفي الجزيرة مدينة تحمل الاسم نفسه وعلى مقربة منها جزيرة أخرى باسم أرادوس».

   ويذكر سترابواسم جزيرة أرادوس في الخليج العربي ويقول :«إِن فيها معابد تشبه معابد الفينيقيين»، ويذكر بطليموس الجزيرة بصيغتيها (أرادوس وأرثوس) وهي مسقط عراد أوأراد على ما يمضى إِليه بعض الباحثين. وعلى جميع حال فإِن أرادوس الساحل الفلسطيني تخص فينيقيا، والبقية هي أماكن كان يتردد إِليها الملاحون الفينيقيون بحكم نشاطهم البحري والتجاري في الخليج العربي. ويرى سترابوفي أثناء شرحه أوديسة هوميروس حتى الذين بنوا أرواد هم من المهاجرين من صيدون وهذا ما يسوّغ حتى معناها ملجأ الهاربين.

كانت الجزيرة مسكونة منذ زمن قديم، لكن استمرار هذا السكن على مساحة ضيقة لم يسمح بالعثور على دلائل عن هذا الماضي البعيد لأن أرضها صخرية ومن دون طبقات، مرصوف بعضها فوق بعض ولصعوبة التنقيب فيها بسبب أبنيتها المكتظة، في حين توجد شواهد على الاستيطان الإِنساني على اليابسة تعود إِلى العصر الحجري الحديث (النيوليتيك) والمتوسط (الميزوليتيك).

أرواد اليوم

تشاهد جزيرة أرواد من مدينة طرطوس بمبانيها التاريخية وبقايا سورها الهرقلي الضخم ومينائها الذي يغص بعشرات المراكب والقوارب التي تنقل الركاب من أرواد إلى طرطوس، وتنتشر المطاعم والمقاهي على شاطئ أرواد. تتميز بازدحامها وخاصة في فصل الصيف، ويقدر عدد سكانهاعشرة آلاف نسمة تقريباً أغلبهم يعملون في صناعة المراكب والقوارب الخشبية وفي صيد السمك وصناعة شباك الصيد وعلى متن السفن في البحر المتوسط.

وتضم الجزيرة بعض المرافق مثل مدرستين ثانوية وأخرى ابتدائية كما أنه يوجد بها مركز صحي (مستوصف) ومتحف تاريخي وتنتشر المحلات والمقاهي بالقرب من الميناء في الجزيرة.

وتتميز جزيرة أرواد بأنها مقسومة إلى قسمين أحدهما يسمى الجهة (القبلية) والآخر يسمى الجهة (الشمالية). تتزود الجزيرة بالطاقة الكهربائية والهاتف عن طريق كابلات ممدودة في قاع البحر عبر الشبكة السورية للكهرباء والهاتف، ويطلق عليها السكان المحليون اسم (الزيرة). عهدت أرواد الكثيرين من ربابنة البحار المشهورين منهم القبطان عبد الله محمد سليمان.

المناخ

مناخ أرواد متوسطي بحري أمطاره شتوية وخريفية وربيعية، متوسطها السنوي بحدود 800م. تراوح حرارتها بين 27 و7 درجات ويندر حتى تتدنى إِلى الصفر. ورطوبتها عالية تصل إِلى أكثر من 90٪ في الصيف وتحوم حول 60٪ شتاءً. وتتعدد الجهات التي تهب منها الرياح ولكل منها تسمية محلية : فـ «الملتم» ريح تهب من الجنوب الغربي و«الشلوق» من الجنوب الشرقي و«التحتاني» من الشمال، وغير ذلك من تسميات مرتبطة بالملاحة. وللأرواديين خبرة بأحوال الجووالتنبؤ بها. ويسبب الضباب الربيعي المسمى «سريدا» حجب الرؤية فتتوقف حركة المراكب.

الطبيعة

جزيرة أرواد

تتألف صخور الجزيرة من توضعات طينية حديثة تعود للحقب الجيولوجي الرابع تغطي صخوراً رملية تعهد بـ «حجر الرملة» من العصر البليوسيني من الحقب الثالث، تليها طبقات من صخور المارن والغضار والكلس من العصر الكريتاسي من الحقب الثاني. وتظهر صخور الرملة وما يليها على سواحل الجزيرة وخاصة الغربية منها حيث ترسم شرفاتٍ وجروفاً ساحلية كوَّنها الحت البحري. وتكثر الحفر والتجاويف على امتداد السواحل الصخرية، كما يظهر النحر الساحلي في أجزاء كثيرة من الساحل الغربي المعرض لضربات الأمواج المباشرة. أما الجانب الشمالي الشرقي من الجزيرة فأكثر تعرجاً وغنى بالرمال، تظهر فيه ثلاثة رؤوس صغيرة، اثنان منها عند النهايتين الشمالية والجنوبية للساحل الشرقي يعتقد حتى الإِنسان قام بتمديدهما بلسانين مبنيين بحجارة ضخمة أبعادها 3×5×2م، يحتضنان مرفأ أرواد.

وقد تم تحسين هذا المرفأ وتوسيعه عام 1966 ببناء مكسر رئيس في الشمال والشمال الشرقي طوله 575م متصل بالرأس الشمالي، ومكسر ثانوي طوله 132م متصل بالرأس الجنوبي (القبلي). ويقسم رأس الفدوة، البارز في منتصف الساحل الشمالي الشرقي، المرفأ إِلى حوض (الشمالية) وحوض (القبلية)، إِضافة إِلى رصيفين صغيرين أقيما في هذين الحوضين. وتتبع الجزيرة صخرة صغيرة في شمال غربها تكاد تلتصق بالساحل تعهد باسم «بنت أرواد». أما تسمية «بنات أرواد» فتطلق على الجزر الصخرية الصغيرة الواقعة جنوب أرواد على امتداد محور طولي (شمالي - جنوبي) على مسافة نحو15كم، وهي «جزر الحبيس» و«أبوعلي» و«موشارة» (أوميشرون) و«الجورة» و«تبة الحمام». وتعهد الجزر الثلاث الأخيرة بجزر المخروط لتجمعها على شكل مخروط. وبنات أرواد صخرات غير مسكونة تطغى مياه البحر على معظمها في حالات المد والأمواج العالية باستثناء جزيرة الحبيس التي ترتفع مقدار 5-6م فوق سطح البحر. وتذكر المصادر التاريخية حتى تسمية «بنات أرواد» كانت تطلق على المدن الساحلية التابعة لمملكة أرواد الفينيقية أمثال عمريت وجبلة وعرب الملك جركس وبانياس وتل الغمقة وغيرها.

تنعدم المياه العذبة السطحية والينابيع في الجزيرة، فيغدواعتماد سكانها على مياه الأمطار التي كانوا يجمعونها في حفر وخزانات وعلى المياه العذبة من قاع البحر على شكل ينابيع تعهد باسم «الفوارات» في منتصف المسافة تقريباً بين أرواد وطرطوس، حيث كان الماء يؤخذ منها بواسطة قمع من الرصاص شبيه بالجرس متصل بأنبوب جلدي.

يشرب الأرواديون منذ عام 1953 من مياه بئر حديثة حفرت في الجزيرة، دعمت ببئر أخرى ثم ثالثة في منتصف السبعينات، إِضافة إِلى انتشار آبار خاصة في الدور إِلى جانب برك وأحواض جمع مياه المطر. ويعد وصول مياه نبع السن على الساحل السوري إِلى أرواد نهاية أزمة مياه الشرب لسكان الجزيرة.

المراجع

  1. ^ جزيرة ارواد.. مسقط سياحي يزين الساحل السوري (لؤلوة البحر)، منطقة منشورة في جريدة عالم السياحة والإقتصاد، 23/1/2014.[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 27 أبريل 2018 على مسقط واي باك مشين.
  • بكري الأسود، «جزيرة أرواد، صخورها البحرية ومراسيها» (ترجمة)، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، مجلد 14 (1964).
  • شوقي شعث «المكتشفات الأثرية الأروادية»، مجلة الحوليات العربية السورية (ترجمة)، مجلد 16، جزء 1 (1966).

انظر أيضاً

  • عراد

وصلات خارجية

http://www.syriatourism.org/index.php?module=subjects&func=viewpage&pageid=2336

https://web.archive.org/web/20070918184906/http://www.damascus-online.com/Arabic/se-a/geo/arwad.htm

http://www.annoormagazine.com/mag/ar/167/tahkikat/tahkikat_i.asp

تاريخ النشر: 2020-06-01 18:42:35
التصنيفات: أماكن مأهولة في منطقة طرطوس, بلدات سوريا, تجمعات سنية في سوريا, جزر البحر الأبيض المتوسط, جزر سوريا, جغرافيا سوريا, دول وأقاليم تأسست في الألفية 2 ق م, طرطوس, قلاع وحصون فرسان الهيكل, قلاع وحصون ملكة بيت المقدس, مدن الكتاب المقدس, مدن ساحلية في سوريا, مدن فينيقية, مواقع أثرية في سوريا, مواقع أثرية في محافظة طرطوس, مواقع إغريقية في سوريا, مواقع مؤقتة في قائمة التراث العالمي لليونسكو, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ مايو 2019, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تستخدم خاصية P18, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P625, صفحات تستخدم خاصية P2046, صفحات تستخدم خاصية P17, خريطة موقع من ويكي بيانات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة العصور الوسطى/مقالات متعلقة, بوابة تجمعات سكانية/مقالات متعلقة, بوابة جغرافيا/مقالات متعلقة, بوابة سوريا/مقالات متعلقة, بوابة المتوسط/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات مع الخرائط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حرص مدير الكرة بنادي الزمالك على استقبال بعثة الفريق

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:21:51
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

«أونروا»: مليون طفل في غزة يواجهون صدمات يومية - أخبار العالم

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:20:42
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

الكعبي ينفض عنه غبار “الكان” ويعود لعادته القديمة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:11:44
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 72%

سانشيز يعود إلى إسبانيا بخفي حنين في ملف سبتة المحتلة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:12:15
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 76%

الأهلي ينهى تدريباته استعداداً لمباراة ميدياما الغاني غداً

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:21:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

2/3.. إلى أين يسير القصر بالمغرب؟

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:13:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 58%

إسرائيل تدمر منزل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في غزة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:11:54
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 80%

تقرير أوروبي يرسم مستقبلا غامضا للاقتصاد المغربي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:11:49
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 82%

حمد الله يتألق ويبعث برسالة قوية إلى الركراكي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:12:05
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 78%

وصول بعثة الفريق الأول لكرة القدم إلى مدينة العنابة الجزائرية

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-23 00:21:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية