تكررت في الآونة الأخيرة الاعتداءات على المنشآت النفطية (آبار، حقول محطات) في ولاية غرب كردفان لدرجة توقف الإنتاج في بعض الآبار.
التغيير: الفاضل إبراهيم
وقدر مصدر بإحدى الشركات العاملة بغرب السودان عدد الاعتداءات على المنشآت النفطية بغرب السودان بـ(٨) اعتداءات خلال (٣) أشهر، وقال المصدر لـ(التغيير)، إن العاملين في مناطق الإنتاج بكافة الشركات يتحركون بطوف أمني عقب ظهور مجموعات وعصابات متفلتة.
سلسلة اعتداءات
آخر اعتداء وقع قبل أيام مع مطلع اكتوبر الحالي، حسب بيان لتجمع العاملين بقطاع النفط الذي أشار إلى أن مجموعة من المواطنين اقتحموا محطة (BV2) بـ(أم عدارة) وأجبروا العاملين بالمحطة على إيقاف العمل، وتم احتجاز العاملين داخل مقر سكن الشركة وقطع الكهرباء عن المحطة. كما تم إيقاف عمل خط أنابيب خام النفط الخفيف لشركة (بتروانرجي) والذي ينقل حوالي ٦.٥ ألف برميل نفط يومياً”. وقبلها أوقف مواطنون غاضبون حقل بامبو مما أدى لخروج (٦) آلاف برميل من الإنتاج.
ووقعت الحادثة نتيجة لنكوص وزير النفط عن وعوده للمواطنين بالمنطقة، حسب بيانات صحفية أكدت تعهد الوزير ببعض الالتزامات للمستشفيات والمدارس بمناطق الخرصانة وكيلك، كما سبق أن توقف حقل كنار النفطي لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وأيضاً أوقف مواطنون، حسب تجمع العاملين بالنفط خلال الأيام الماضية حقل (حديدة) الذي تشرف عليه شركة (بترو انيرجي) كما تم فتح (23) من الحقول حتى سالت على الأرض.
تخريب ممنهج
تجمع العاملين بقطاع النفط، وصف في تصريح لـ(التغيير)، ما تتعرض له حقول النفط بالتخريب الممنهج، وكشف التجمع عن تعرض أكثر من (50) بئراً خلال الأسابيع القليلة الماضيه للتخريب مما كبد البلاد خسائر مالية كبيره متمثلة في تدهور الإنتاج و قطع الغيار وصيانة الآبار.
وأوضح التجمع لـ(التغيير)، أن أبرز أشكال التخريب تتمثل في قطع الكوابل الكهربائية وتخريب غرف الأمداد الكهربائي للآبار المنتجة.
وحسب التجمع، فإن محطة BV2 “بمنطقة أم عدارة” بولاية غرب كردفان شهدت توقف خط أنابيب خام النفط الخفيف والذي ينقل حوالي( 8) آلاف برميل يومياً نتيجة لاحتجاج أهالي المنطقة الذين أجبروا العاملين على إغلاق الخط.
فشل الانقلابيين
وأوضح تجمع العاملين بقطاع النفط، أن الاضطرابات الأمنية والهجوم على حقول ومنشآت النفط تكررت كثيراً خلال الفترة الماضية حيث فشلت السلطة الإنقلابية في احتواء التفلتات.
ولفت إلى أن المعالجات الأمنية ليست حلول دائمة أو مناسبة لكل الحالات. بالإضافة إلى تخريب الآبار وإغلاق محطات معالجة النفط المختلفة والمحطات المنتشرة على امتداد خطوط الأنابيب، تعرض في وقت سابق (2) من العاملين بشركة (بتروانرجي( للاختطاف والاحتجاز ليوم. واكد التجمع في إفاداته أن سوء إدارة وزارة الطاقة والنفط لملف المسؤولية المجتمعية وعدم إيفائها بالمصفوفة التي تم الاتفاق عليها، زاد من حدة التوتر بمناطق النفط، وأدى إلى تدهور قطاع النفط والانهيار الأمني وانخفاض الإنتاج.
أسباب إغلاق آبار النفط
رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان المحلول والقيادي بمنطقة غرب كردفان، صالح جمعة، أوضح في حديثه لـ(التغيير)، أن إغلاق آبار النفط وحقول البترول والأنابيب في غرب كردفان يعود لمطالب خدمية قديمة ومتجددة منذ ظهور البترول في المنطقة التي تعاني من مظالم تاريخية.
أيضا تعتبر الآثار البيئة السالبة للنفط على مناطق الإنتاج من الأسباب الرئيسية للاحتجاجات التي يقوم بها المواطنون، حيث ظهرت أمراض السرطانات والتشوهات الخلقية بكثافة.
جذور المشكلة
يشير صالح إلى أن المطالب بدأت بسيطة في العام ٢٠٠٥-٢٠٠٧ بتخصيص جزء من الوظائف العمالية بشركات النفط لأبناء المنطقة لكن لم تحدث استجابة.
ظهور الأمراض
وزادت غبائن أهل المنطقة عقب بداية ظهور الأمراض نتيجة لعدم استيفاء الشركات للشروط الصحية والبيئة يقابلها شح وندرة في خدمات العلاج والتعليم والكهرباء وغيرها مما دفع العديد من أبناء غرب كردفان للتمرد.
يقول صالح جمعة “الأجسام المطلبية ظهرت عقب سقوط الإنقاذ كتجمع شباب النفط وهم مجموعة من الخريجين من أبناء المنطقة هؤلاء تبنوا مطالب أهلهم بضرورة تخصيص نسبة الـ(2%) نصيب الولاية من البترول في تنفيذ مشاريع داخل مناطق الإنتاج.
تجاهل المطالب وإغلاق الأنبوب
يقول جمعة نتيجة تجاهل الحكومة لمطالب أبناء المنطقة قاموا كرد فعل بإغلاق بعض آبار وحقول النفط .
كما تسبب تجاهل حكومة المركز والولاية لمطالب أهل الولاية بإطلاق سراح (11) من أبناء المسيرية الذين اختطفتهم الحركة الشعبية جناح الحلو وقتلت اثنين منهم في إغلاق انبوب البترول الرئيسي القادم من الجنوب في عدارئيل. مشيرا إلى مطالب ابناء المسيرية الحكومة بالتدخل العاجل لدي حكومة الجنوب وإطلاق سراح الـ(9) مواطنين المختطفين.
الانقلاب يوقف اللجنة الرباعية المجتمعية
وأوضح مدير الاستكشاف السابق بشركة سودابت،فضل أبوشوك، خلال ندوة نظمها تجمع العاملين بالنفط رصدتها (التغيير)، أن ملف التفاهمات مع المجتمعات المحلية حدثت فيه تفاهمات كبيرة عقب الثورة بعد نقل الملف من جهاز الأمن حيث جرت تفاهمات بين وزارات التربية والتعليم والصحة والرعاية الإجتماعية لعمل خطط تنمية مشتركة لمناطق الإنتاج لجهة أن الشركات وحدها لا تستطيع عمل تنمية وفعلا تم عمل آلية رباعية مشتركة تضم وزارة النفط والشركات المشغلة وحكومة الولاية والمجتمعات المحلية، لكن للأسف واجه البرنامج مشكلات كبيرة وتوقف تماما بعد الانقلاب.
تراجع إنتاج النفط
وأشار أبوشوك، إلى أن أسباب تراجع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة يعود بجانب المشاكل الفنية والأمنية لتراكم الديون على الحكومة من المستثمرين، كما عجزت الدولة عن التمويل في وقت انتهت فيه الاتفاقيات المكتوبة مع المستثمرين مع مطلع العام 2019 .
أرقام الأنتاج
الإنتاج في 2019 وصل (63) ألف برميل وحاليا وصل لأدنى رقم (47) الف برميل.
يقول فضل أبو شوك، كانت هناك خطة لرفع الإنتاج (10) آلاف برميل إضافية خلال 2021 ليصل (63) ألف برميل وخطة خلال 2022 لإضافة(10) آلاف برميل ليصبح (73) الف برميل بما يقارب الاحتياجات الداخلية لتشغيل المصفاة بالطاقة القصوى حوالي (90) الف برميل لكن حاليا كافة هذه الخطط متوقفة.
حقوق
ويواصل صالح جمعة القيادي بمنطقة غرب كردفان إفاداته لـ(التغيير)، مشيرا إلى أن المؤتمر الأخير لابناء المسيرية اكد ان نصيب الولاية من البترول وفق نسبة الـ(2%) يعادل (7.200) ترليون خلال (6) أشهر، لذلك طالب المشاركون بضرورة مراجعة نصيب المنطقة من عوائد البترول.
تأثير قرار الكباشي على الأزمة
وأكد جمعة، أن قرار عضو المجلس السيادي الانقلابي، شمس الدين كباشي، بتجميد ترسيم الحدود بين مناطق الحمر والمسيرية بعدما انتهت اللجنة من الترسيم فجر الأوضاع بالمنطقة، لافتا إلى أن الجميع كان ينتظر تطبيق الترسيم للفصل بين دار حمر ومناطق المسيرية للمطالبة بتنفيذ مشاريع التنمية في كل منطقة لكن عدم التطبيق زاد من حالة الاحتقان بالمنطقة، خاصة وان بعض المسيرية يشعرون بالغبن بعد توقيع عقود تنمية لمناطق خارج المسيرية من مال المسؤولية الاجتماعية للبترول.
