قال عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب السودان، إن الجيش لن يشارك في المشهد السياسي إلا أنه سيظل يراقب الأوضاع «بما لا يسمح بانزلاق البلاد».
الخرطوم: التغيير
أكد رئيس مجلس السيادة الانقلابي، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أن كل من المؤسسة العسكرية وجزء مقدر من القوى السياسية قدّموا تنازلات من أجل تحقيق تطلعات الشعب.
وشدّد على أن «القوات المسلحة ستمضي في أي طريق يمكن أن يمضي بالبلاد إلى بر الأمان بما يحفظ قيمها وثوابتها الوطنية».
وخاطب البرهان، يوم جمعة حشداً في منطقة البسابير بمحلية شندي في ولاية نهر النيل- شمالي البلاد، بمناسبة عقد زواج «150» شاباً وشابة.
وهي المرة الثانية التي يخاطب فيها البرهان مناسبة مماثلة في الولاية التي تعتبر معقلاً لأهله وعشيرته.
مراقبة الأوضاع
وقال البرهان، إن القوات المسلحة وبالرغم من أنها لن تشارك بشكل فاعل في المشهد السياسي «إلا أنها ستظل تراقب الأوضاع بما لا يسمح بإنزلاق البلاد».
وأضاف بأنها «ستحرص على استمرار تحقيق شعار جيش واحد وشعب واحد الذي ظل يهتف به الحضور».
وأكد أن أفراد القوات المسلحة سيظلون دعاةً للوحدة الوطنية، وأكد استمرار التواصل مع الذين لازالوا يحملون السلاح للتوصل إلى سلامٍ شامل يحفظ تماسك البلاد.
ويمر السودان بأزمة سياسية غير مسبوقة بعد حالة الاحتقان التي أعقبت انقلاب 25 اكتوبر 2021م، ولم تفلح عدد من المبادرات الداخلية والخارجية في حدوث توافق.
وأمن البرهان خلال خطابه، على تولي «الآلية الثلاثية» لمهمة تسهيل عملية التوافق بين السودانيين.
وتعمل الآلية الثلاثية التي تضم الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي و«إيغاد» على إيجاد مقاربة بين وجهات نظر الأطراف السودانية للوصول إلى حل تستكمل به الفترة الانتقالية ويمهد للتحول المدني الديمقراطي المنتظر.
وشدّد البرهان في لقاء البسابير، على أن «القوات المسلحة لن تتراجع أو تتقهقر عن التزاماتها في حماية البلاد وشعبها، وأن جميع أفرادها يحملون هم حفظ وتماسك الوطن».
وأكد عدم السماح بانزلاق البلاد إلى ما انزلقت إليه بعض الدول، ودعا إلى التوافق الكامل الذي يعبر بالبلاد لبر الأمان ويحقق آمال وتطلعات المواطنين.
وأشار إلى ما أسماه «الكثير من الكذب والتلفيق والمزايدات التي راجت خلال الأيام الماضية وما صاحبها من تجريح لبعض قيادات القوات المسلحة»، ووصفها بأنها مزايدات للكسب السياسي والتي لن تنطلي على الشعب السوداني.
وشدّد على بقاء عضوي المجلس الانقلابي شمس الدين كباشي وياسر العطا في موقعيهما.
المنظومة الأمنية
وأكد أن «القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات كلها تعمل على قلب رجل واحد».
ونوه إلى أن «إشاعات الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد لا تعدو أن تكون محاولات يراد بها التضليل والاستقطاب السياسي».
وقال: «ستظل هذه القوات متماسكةً تعمل ضد كل ما من شأنه أن ينال من استقرار وأمن البلاد، ولن تسمح لفئة أو حزب بالسيطرة على البلاد عن طريق الانقلابات أو غيرها».
وأضاف بأن «عمليات المكابرة على الشعب السوداني ومحاولات الاستقطاب من قبل القوى السياسية لن تتوقف».
