قال تيم ماكفى، المتحدث الرسمى للعمل المناخى والطاقة بالمفوضية الأوروبية التى تمثل الاتحاد الأوروبى فى قمة «COP 27»، إن الاتحاد يعتمد على رئاسة مصر للقمة، من أجل قيادة الطريق نحو تحقيق الالتزامات والتعهدات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية.

وأضاف «ماكفى»، فى حواره مع «الدستور»، أن مصر تتمتع بموارد طاقة متجددة، ما يتيح للبلاد الفرصة لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الطاقة المتجددة والمنخفضة الكربون، لافتًا إلى توقيع اتفاقية مهمة بين الاتحاد الأوروبى والقاهرة للتعاون فى قضايا المناخ والطاقة، خاصة حول استخدام الهيدروجين وتشجيع الاستثمارات فى توليد الكهرباء.

■ كيف ترى مخاطر «تغير المناخ»، الآن، خاصة مع اندلاع الحرائق وارتفاع درجات الحرارة فى كثير من البلدان الأوروبية؟

- من الواضح أن تأثيرات تغير المناخ محسوسة بالفعل فى جميع أنحاء الكوكب، أيًا كانت القارة التى نعيش فيها، إنها ليست مخاطر مستقبلية، ولكنها مشكلة نعيش فيها وتجب مواجهتها الآن. 

نحن بحاجة إلى بذل كل ما فى وسعنا للتخفيف من تأثير سلوكنا السلبى على المناخ، وخفض الانبعاثات بسرعة، خاصة خلال هذا العقد، كما نهدف إلى تحقيق فكرة «الحياد المناخى» خلال منتصف القرن الحالى، واحترام الالتزام الوارد فى اتفاقية باريس، والذى تمت إعادة طرحه فى قمة COP 26 فى جلاسكو، للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وخفض درجة حرارة الكوكب.

■ حدثنا عن خطط الاتحاد الأوروبى لمكافحة التغيرات المناخية؟

- الاتحاد الأوروبى لديه هدف طموح مكتوب فى قانونه المُلزم، لتقليل انبعاثاتنا بنسبة ٥٥٪ على الأقل بحلول عام ٢٠٣٠. 

كما حثت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين، على التركيز الآن على تنفيذ أهداف المناخ، وأوروبا تفعل ذلك، حاليًا، مع سن بعض التشريعات المحلية. 

نحن نعمل أيضًا مع شركاء فى جميع أنحاء العالم لزيادة الطموح، وتحقيق التغيير، من خلال شراكاتنا فى نقل الطاقة العادلة مع البلدان الأخرى.

■ كيف ترى استضافة مصر قمة المناخ؟

- نتطلع إلى التعاون مع مضيفينا المصريين فى شرم الشيخ لإنجاح «COP 27».

وقد بدأت قياداتنا وفرق التفاوض لدينا بالفعل فى العمل مع مصر، ونحن على ثقة من أننا سنكون قادرين على اتخاذ خطوات مهمة معًا. 

ومن الضرورى ألا يتراجع العالم عن الالتزامات التى تم التعهد بها فى «COP 26» فى جلاسكو، بحيث نتمكن من تحقيق تقدم فى خفض الانبعاثات. نحن نعتمد على رئاسة «COP 27» من أجل قيادة الطريق.

■ ما أهم النتائج التى تأمل فى أن تخرج بها «27 COP»؟

- يجب أن تكون قمة «COP 27» منصة لتركيز العقول وتسليط الضوء على الضرورة الملحة لخفض الانبعاثات خلال هذا العقد، ونحتاج إلى إظهار أنه يمكننا تنفيذ ما اتفقنا عليه فى جلاسكو حول الإلغاء التدريجى لدعم الوقود الأحفورى، والتخلص التدريجى من الفحم، وتقليل انبعاثات الميثان، ومواءمة المساهمات المحددة وطنيًا، مع هدف خفض درجة حرارة الكوكب.

ونحتاج أيضًا إلى إحراز تقدم فى التكيف مع المناخ، نحن بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة التأثيرات التى لا يمكننا تجنبها، والتى تم استيعابها بالفعل مع التغيرات فى درجات الحرارة الناتجة عن النشاط البشرى السابق والانبعاثات. 

كذلك نحن بحاجة إلى تعزيز فهمنا ووعينا بهذا الموضوع المهم وتسريع العمل فيه وضمان الحصول على التمويل اللازم. 

■ ماذا عن مستقبل الطاقات المتجددة فى مصر؟ وكيف يتعاون الاتحاد معها فى هذا الشأن؟

- تتمتع مصر بموارد طاقة متجددة، ما يتيح للبلاد الفرصة لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الطاقة المتجددة والمنخفضة الكربون.

فى يونيو الماضى، وقعنا اتفاقية مهمة بشأن التعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر فى قضايا المناخ والطاقة، حيث يطور الاتحاد الأوروبى ومصر شراكة حول استخدام الهيدروجين، مع تشجيع الاستثمارات فى توليد الكهرباء المتجددة، وتعزيز وتوسيع شبكات الكهرباء، بما فى ذلك الموصلات عبر البحر الأبيض المتوسط، وإنتاج مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين منخفض الكربون، وإنشاء البنية التحتية للتخزين والنقل والتوزيع. 

■ حدثنا عن أبرز مساهمات الاتحاد الأوروبى لمجابهة التغيرات المناخية؟

- قدم الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء فيه وبنك الاستثمار الأوروبى، أكثر من ٢٣ مليار يورو لتمويل المناخ فى عام ٢٠٢٠ وحده، وقد زادت هذه المساهمة بشكل كبير خلال الفترة الماضية.

وذهب نحو نصف المساهمة فى عام ٢٠٢٠ إلى التكيف أو البرامج المشتركة التى تعالج كلًا من التكيف والتخفيف، وستتطلب زيادة التمويل المتعلق بالمناخ جهدًا مشتركًا.