في الذكرى 221 لميلاد رفاعة الطهطاوي.. الرجل الذي طالب بحرية الرأي والسفر

تمر اليوم الذكرى 221 لميلاد رفاعة الطهطاوي والذي ولد في مثل هذا اليوم الموافق 15 أكتوبر عام 1801، والذي يعد من أوائل التنويريين في تاريخ مصر الحديثة.

ولد رفاعة رافع الطهطاوي بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من عمره، التحق في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك، خدم بعدها إمامًا في الجيش النظامي الجديد عام 1824.

يعد الحدث الأهم والابرز في حياة رفاعة الطهطاوي هو سفره إلى فرنسا، والذي نتج عنه قفزة نوعية وملموسة في طريقة تفكيره، فقد رجع ومعه إنبهار معرفي بما وصلت إليه فرنسا من حداثة وتقدم في كافة المجالات، وهذا ما جعله يذهب إلى الانشغال بتأسيس أول مدرسة للترجمة 1835 والتي تحولت فيما بعد إلى كلية الألسن.

وكان الطهطاوي احد الرواد المؤسسين لحركة النهضة المصرية الحديثة ويظهر هذا واضحًا في كتاباته ودعواته لحرية الرأي والتعبير ومبكرًا ففي مقال منشور له تحت عنوان “تمدن” أعادت نشره مجلة العربي الكويتي عام 1859 يرى الطهطاوي أن من أبرز أسباب التقدم في الدنيا "التمسك بالشرع، وممارسة العلوم والمعارف، وتقديم الفلاحة والتجارة والصناعة، واستكشاف البلاد التي تعين على ذلك، واختراع الآلات والأدوات من كل ما يسهل أو يقرب الطرق التمدنية بايجاد الوسائط والوسائل، ففما أعان على التعليم والتعلم، الذي صار هو ركن من أركان التمدن، المطابع الأهلية".

ويذهب الطهطاوي إلى أن "مما أعان على سعة دائرة التمدن في بلاد الدنيا ترخيص جميع الملوك للعاماء وأصحاب المعارف في تدوين الكتب الشرعية والحكمية والأدبية والسياسية، ثم توسع في جرية ذلك بنشره طبعًا وتمثيلًا، وخصوصًا جرائد الوقائع لاسيما في بلاد أوروبا بقانون حرية إبداء الآراء، بشرط عدم ما يوجب الاختلال في الحكومة بسلوك سبيل الوسط تقريظ ولا شطط، ومن أعظم معين على التمدن حرية الملاحة والسياحة في البر والبحر فإنها عادت على جميع ممالك الدنيا بالثروة والغنى، والاطلاع على عجائب الدنيا.