أكد الكاتب الصحفي الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، رئيس مجلس إدارة صحيفة الوطن، أن الإعلام يتحمل دور في وجود أزمة الوعي بمصر والوطن العربي، لكنه ليس الأكبر أمام تراجع دور الأسرة من جهة، والتعليم والثقافة من جهة أخرى، لافتا إلى ضرورة تواجد دور أكبر للمؤسسات الدينية والشبابية لرعاية قضية الوعي وتقديم حلول إنقاذ سريعة للمجتمعات العربية.

وأعرب مسلم، خلال كلمته بمؤتمر التسامح والسلام والتنمية المستدامة، الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتنسيق مع المجلس العالمي للتسامح بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عن سعادته بفكرة المؤتمر، واصفا إياها بأنها عناصر مهمة في هذا التوقيت.

محمود مسلم: مجتمعاتنا العربية أحوج للتسامح 

وأضاف الكاتب الصحفي: «نحن أحوج ما نكون في مجتمعاتنا العربية إلى التكاتف لمواجهة أزمة الوعي والدعوة للسلام، وكنت في الأردن وجمعنا حوار مع وزير الإعلام هناك ناقشنا فيه فرضية وجود اتفاق عربي للتعامل مع هذه المؤسسات الكبرى؛ سواء فيس بوك أو جوجل أو غيرهما؛ فهي التي تفرض إرادتها في كثير من الأمور دون أن يدري أحد، بينما المجتمع العربي وهو جمهور كبير ليس له دور أو تأثير».

وضرب مثلا بمعايير شركة فيس بوك التي تحظر الجماعات الارهابية وفقا للتصنيف الأمريكي، ولا تعترف بأي تصنيف آخر، قائلا: «كثير من هذه الشركات انكشفت في أزمة أوكرانيا وروسيا وظهر انحيازها، وبالتالي إذا ظل العرب دون موقف في الفترات المقبلة يكون الأمر صعبا جدا، وإذا كانت القضية الفلسطينية على سبيل المثال قضيتنا الأولى على مدى عقود كثيرة، فالقضية الآن في أزمة أكبر مما مرت به خلال العقود القديمة، بالإضافة إلى تلاحق مشكلات أوطان أخرى تقدمت في الصفوف».

وأشار إلى أهمية التسامح والتنمية في ظل موجات الغضب المغرضة والعشوائية التي يتعرض لها الشباب العربي كل ثانية، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي شريكة فيها، إذ أن المنتج المشوه الذي يصل للشباب والأطفال يوميا يؤدي في النهاية إلى شاب لا يعرف كثيرا مما يجب أن يعرفه عن الوطن العربي أو هويته سواء في بلده أو هويته العربية.

محمود مسلم: تراجع الصحف الورقية لا يمنع أن هناك ثورة تكنولوجية كبيرة

وتابع: «هنا أسجل اختلافي مع الفنان محمد صبحي، فتراجع الصحف الورقية لا يمنع أن هناك ثورة تكنولوجية كبيرة، وأصبح التليفون الذكي في يد الجميع، هذه الثورة غيرت مجريات العالم كله، ومن الصعب أن يعود الناس إلى ما تركوه، وإذا كانت الوسائل تختلف فلا بد للقيم أن تبقى كما هي؛ سواء القيم المهنية أو الأخلاقية، وأعتقد أن ما يجري في الوطن العربي حاليا من تحالفات بين الدول العربية سواء ثلاثية أو رباعية أو خماسية تكون دافعا للتنمية، فلا بد أن يربى هذا الجيل على هذه الأفكار بشكل كبير بدلا من حالة التشويه التي يعيشها».