ظهرت الأسبوع الماضي إلى العلن فضائح مدوية لما يسمى بـ«نادي الخريجين» في جامعة صنعاء، الذي استحدثته الميليشيا الحوثية الانقلابية بشكل مفاجئ وفرضته بصلاحيات إدارية خارجة عن القانون والسلم الإداري المعمول به في الجامعة وفروعها.

وكشف الباحث والكاتب اليمني فيصل الصفواني أن الحوثيين مارسوا عدة انتهاكات متعددة في حق الجامعة ورسالتها الأساسية والطلاب، من بينها تحويل فعاليات التخرج إلى حوزات حسينية، وفرض شعارات الميليشيا وزواملها وخطابها الحربي التحريضي، ومنع الأغاني والأناشيد الوطنية التي لا تدين قوات تحالف دعم الشرعية، وتفتيش الطلاب والطالبات وأخذ هواتفهم عنوة.

الاعتداء على الطلاب

وقال فيصل الصفواني إنه تم تداول صورة مأساوية لعناصر تابعة للميليشيا وهم يعتدون على أحد الطلاب الخريجين لأن أمه صعدت للمنصة لتبارك لابنها في يوم تخرجه، وبينما كانت الأم تحاول أن تحتضن ابنها سارعت الميليشيا إلى الاعتداء على الطالب وإبعاده عن أمه، وقاموا بإذلاله وإهانته يوم تخرجه ناهيك عن كسر خاطر الأم التي حولوا فرحتها بتخرج ابنها إلى حادث مأساوي.

من جانبه، قال صلاح العمراني، وهو طالب خريج قسم الكيمياء، إنه فوجئ وزملاءه وهم في القاعة أن نادي الخريجين قد علق يافطات مضمونها (نبارك تخرج دفعة الإمام الهادي عليه السلام من قسم الكيمياء).

وأضاف أن الأمر تخطى ذلك، حيث تطلق أسماء قيادات حوثية إرهابية على قاعات ودفعات جامعية.

فكر قمعي

وعن الدوافع الحوثية لظهور هذا الكيان الميليشاوي في الجامعة، يقول الناشط محمد رجب إن قيادات حوثية كانت تحظر احتفالات التخرج التي كانت تقام في الجامعة خلال خمس السنوات الماضية، وكانوا يحسون أن حفلات التخرج في أغلب فعالياتها تعبر عن رسائل طلابية رافضة للميليشيات الحوثية التابعة لإيران، من خلال الأغاني الوطنية وإبراز عروبة اليمن وتمجيد العلم وذم الجهل ومروجيه.

ونبه ناشط التواصل الاجتماعي إلى أن هذه الحيلة الحوثية لن تخدم الحوثيين مستقبلا وإن حققت بعض أهدافها الآنية، كونها بحسب قوله وسيلة قمع ستحول الرفض الطلابي إلى بركان قابل للانفجار في وجوه الحوثيين على المدى القريب.

صمت الإدارة

وعن قانونية النادي أفادت الدكتورة إلهام المحاضرة في كلية الشريعة والقانون، أن النادي لا يمتلك أي صفة شرعية من جانب قانوني ولا من اللوائح التفسيرية للقانون.

وأضافت أن النادي المذكور لا تقتصر إساءته على شريحة الطلاب فقط وإنما يمثل انتهاكا صارخا لما تبقى من سمعة للحرم الجامعي.

خلاصة

وأضاف المتحدثون لـ«الوطن»: من خلال تقصي الآراء والمعطيات حول هذا الموضوع نجد أن قيادة الميليشيا الانقلابية الحوثية التابعة لإيران، أرادت أن ترسم بصمتها المذهبية على سجلات وذاكرة الطلبة الخريجين من مختلف الأقسام والكليات ليس في جامعة صنعاء فقط وإنما في كل الجامعات الحكومية والأهلية في المحافظات الواقعة تحت سلطاتها الانقلابية، وأيضا من خلال فرضها لهذا النادي، الكيان المشبوه، الذي تحول إلى معتقل لأنشطة وأفراح الطلاب المتخرجين وأهاليهم بأساليب همجية عنصرية لا يتقبلها عقل ولا ضمير إنساني في عالم اليوم.

فضائح الحوثيين في حفلات الخريجين

- تحويل الحفلات إلى حوزات حسينية

- فرض شعارات الميليشيا وزواملها وخطابها الحربي التحريضي

- منع الأغاني والأناشيد الوطنية التي لا تدين التحالف

- إشاعة التشكيك بأخلاق طالبات تعز وعدن الدارسات في جامعة صنعاء

- استحضار المسميات والشعارات الشيعية الإيرانية

- السطو على هواتف الطلاب والطالبات وتفتيشها