حمزة فاوزي
في الوقت الذي تزداد حدة التوتر وقوة التقلبات الجيوسياسية في العالم تحت تأثير أزمة الطاقة والحرب الأوكرانية الروسية، يتوجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى السعودية في زيارة غير معلنة من قبل ليسلم الملك سلمان رسالة من الملك محمد السادس تقول إن “المغرب يقف بشكل كامل بجانب القرارات التي تتخذها السياسة الخارجية السعودية، خاصة في مجال الطاقة”، ولأن المغرب يعيش أزمة أسعار مشتعلة في قطاع المحروقات يصبح السؤال البارز هو كيف توازن الرباط بين حساسية العلاقات الدولية وانعكاسات بعض المواقف على الشأن الداخلي للمملكة وكذا علاقاته ببعض شركائها خاصة في الغرب الأوروبي وواشنطن.
بعد تسليم الرسالة قال بوريطة عن قرارات السعودية في ما يخص مجال الطاقة، إن “لا تخضع للمزايدة وتعمل بأساس وبعد عقلاني”، في إشارة لقرارها القاضي بخفض انتاج منظمة “أوبك بلس” من براميل النفط، الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية أبرز الحلفاء الدوليين للمغرب ولدول الخليج.
من أجل تبيان مبررات هذا القرار، شدد الكاتب والمحلل الاقتصادي، محمد الشرقي، على أن “المغرب سيقف مع المملكة العربية السعودية في جل المواقف والملفات، وذلك طبعا للعلاقة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، مضيفا أن تضامن المملكة السعودية في ملف الصحراء قوي واستراتيجي، وهو ما يدفع المغرب لرد المثل”.
وأضاف الشرقي في تصريحه لـ”الأيام 24″ أن قرار “أوبك بلس” يخص تبعات الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت من دول “أوبك بلس” تتخذ خطوة جريئة للتأكيد على رفضها الإملاءات والتوصيات، وكذا الضغوطات الغربية، وبالتالي فدول أوبك بلس وجدت مصلحتها في هذا الجانب مجسدة بذلك واقع العلاقات الدولية القائم على “المصلحة” بحسب تعبيره.
وفي جوابه عما إن كان للقرار المغربي الأخير تأثير على سيرورة العلاقات المغربية الأمريكية، أكد المحلل الاقتصادي، على أن المغرب ليس طرفا في الأزمة الديبلوماسية السعودية-الأمريكية، إذ أن المملكة رسخت لطابع التعاون الأخوي المغربي السعودي الذي عهدته جل أجيال الشعبين الشقيقين.
