الشاعر الكبير إبراهيم عبدالفتاح يفتح قلبه ويسترجع محطات رحلته لـ«الدستور»: رأيت حلمًا فحولته إلى أول قصيدة فى حياتى

- والدى أول شاعر فى تجربتى.. ولم يحقق حلمه بسبب الزواج والوظيفة

- تمردت على الوظيفة وبيت الأهل وأصبحت وحيدًا كى أعيش للكتابة

- لا أكون طبيعيًا إلا عندما أكتب.. وأهرب من أى شىء يعطلنى عن الكتابة

- جيل الستينيات لم يقف حائط صد فى وجهنا.. و«فتح لنا سككًا كثيرة»

- جيل الثمانينيات لم ينل ما يستحقه لأنه جاء فى «زمن انتهاء القضايا الكبرى» 

- القصيدة العامية لا تقل شاعرية عن الفصحى.. وليست مجرد «زجل» 

- فؤاد حداد «متنبى العصر».. وتمردت عليه ثم أصبح «الأب الروحى» لى

- صلاح جاهين لم يتورط فى العمل الصحفى وكان يبحث عن الموهوبين

- اعتقدت أن فؤاد نجم «فقير فنيًا» ثم وجدت شعره «من مستوى آخر» 

مع بداية فصل الشتاء من كل عام، تكاد لا تجد على الألسنة سوى جملته الشعرية الرائعة: «لما الشتا يدق البيبان». ومع النجمة حنان ماضى غنت قلوب كل من قتلتهم الوحدة رائعته: «نايمة الشوارع والبيوت.. والخطوة بتشق السكوت.. وحدى وذكرى حب ضاع بيطل من شباك قديم».

وفى رمضان الماضى كان الجميع يغنى مع على الحجار ما أبدعه فى تتر مسلسل «جزيرة غمام»: «البحر دا كان جبل نزل عليه الحب.. والصخر لان من حنان عطفه على المجاريح.. يا ناس قلوبكم حجر ولا إنتو من غير قلب.. كنا تلاتة رفاقة واتفرقوا فى الريح».

إنه الشاعر الكبير إبراهيم عبدالفتاح، صاحب الكثير من النصوص الشعرية الخالدة، سواء بالعامية المصرية أو العربية الفصحى، وكاتب كلمات أغانى العديد من الأفلام والأعمال الدرامية، إلى جانب كتابته النصوص المسرحية.

فى السطور التالية، يفتح «عبدالفتاح» قلبه لـ«الدستور»، فى حوار يتذكر فيه الشاعر الأول فى حياته، والده الذى ورث عنه موهبة الشعر، وكيف بنصيحته هرب من الوظيفة والزواج المبكر، ومن كل شىء يمكن أن يعطله عن الكتابة، ليصبح واحدًا من أهم الشعراء فى عصرنا الحالى.

يحكى كيف قرر- كعادته- التمرد على فؤاد حداد، ثم أصبح «الأب الروحى» له فى الشعر، كيف كان يعتقد أن فؤاد نجم «فقير فنيًا»، فاكتشف بعدما سارت به الحياة ونضج أن شعره من «مستوى آخر».

يحلل- وهو الشاعر الفيلسوف- السر وراء عدم حصول جيل الثمانينيات على ما يستحق من شهرة، وهل حقيقى أن التألق الزائد لجيل الستينيات هو ما تسبب فى ذلك أم أن الأمر وراءه أسباب أخرى؟، وغيرها من التفاصيل فى الجزء الأول من حوارنا معه خلال السطور التالية.

 

■ كيف بدأت رحلتك مع الشعر؟

- بدايتى مع الشعر جاءت عن طريق والدى- رحمه الله- فهو كان شاعرًا غير متحقق، أو لم يحقق حلمه كشاعر، لأنه تزوج وأنجب مبكرًا، وكان والده لا يرغب فى تعليمه، فجاء هو وأشقاؤه إلى القاهرة وقرروا أن يعملوا ويتعلموا، وبالتالى والدى تمرد لكنه لم يتحقق كشاعر، خاصة بعدما أنجب ٥ أبناء والتهمت الوظيفة موهبته.

وعندما عرف والدى أنى أحب الكتابة والشعر دعمنى بقوة، وسألته مرة عن نصيحته لى كشاعر فنصحنى بعدم الزواج مبكرًا وتجنب الالتحاق بوظيفة فى الحكومة، وهو ما نفذته بالفعل، بعدما فهمت أن هذه هى الأشياء التى حالت دون تحققه كشاعر.

وكان من عيوب عدم الالتحاق بوظيفة أنك تفتقد فكرة المعاش والضمان الاجتماعى، لكن كل اختيار له ميزات وعيوب، وأنا عملت فى عدة صحف ومؤسسات كبرى لكن لم أستمر بها طويلًا، وأهم فرصة كانت فى «الأهرام» بناءً على دعوة من رئيس تحريرها آنذاك الأستاذ إبراهيم نافع، وانتظمت فعلًا فترة، لكنى وجدت أن هناك وقتًا كبيرًا يُهدَر فى النزول والبقاء فى المؤسسة يوميًا، فقلت إننى لا أستطيع أن أكتب شعرًا فى هذه الأجواء، وشعرت بأن الوظيفة ستضيعنى كشاعر، فهربت وقررت أن أهب حياتى للشعر، وكنت قرأت مقولة بعض الأدباء: «الصحافة هى مقبرة الأدباء» واقتنعت بها.

■ لكن صلاح جاهين بكل موهبته ومنجزه الأدبى كان صحفيًا بل رئيسًا للتحرير.. ما تعليقك؟

- صلاح جاهين تكوّن كشاعر قبل أن يتورط فى العمل الصحفى، وهو لم يكن مطلوبًا منه الكثير فى الصحافة، لأنه كان رسامًا، حتى فى «صباح الخير» وهو رئيس تحريرها، وبعدها انتقل إلى «الأهرام» وتفرغ للرسم. كما كان لديه توازن فى حياته، وكان يبحث عن الموهوبين ويجالسهم ويسمع منهم، وهذا جعله دائمًا فى منطقة الفن أكثر من منطقة السياسة أو الصحافة.

■ إذن ما تقييمك لتجربة تمردك على الأسرة والوظيفة والعمل المؤسسى بعد كل هذه السنوات؟

- أنا تمردت على الوظيفة وتركت بيت الأهل وعشت بمفردى تمامًا، وهذا كان فى وقت مبكر من حياتى، وتحديدًا بعد وفاة والدى عام ١٩٨٣، فحينها رحلت عن منزل العائلة فى آخر هذا العام، ولم تكن عندى وظيفة ثابتة، فكانت تجربة قاسية بالطبع.

ومن ضمن النصائح التى قالها لى والدى: «خذ وقتك فى الاختيارات، لأنك ستعيش حياتك تدفع ثمن هذه الاختيارات، وتعلم أن تدافع عنها دون انكسار أو انهزام»، لذا أنا اخترت أن أعيش للكتابة، وهذا كان اختيارًا ورهانًا صعبًا للغاية فى واقعنا، وبالفعل مررت بأحداث ومواقف كثيرة كانت يمكن أن تجعلنى أرجع عن اختياراتى، لكنى تحملت ودفعت ثمنها، وأكملت فى طريقى، ومن تجربتى عرفت أننى لا أكون فى حالة طبيعية إلا عندما أكتب، وبالتالى هربت من أى شىء يعطلنى عن الكتابة، ودفعت ثمن هذا بلا أدنى شك.

■ كيف كونت شخصيتك كشاعر؟

- لم أتأثر بشاعر معين فى البداية، لكن هذا التوقيت فى الثمانينيات كانت عندنا مكتبات عامة كثيرة، تسمح لك أحيانًا باستعارة الكتب وليس القراءة فقط، فكنت أتردد على مبرة مصطفى كامل فى حى القلعة، وفيها مكتبة ضخمة جدًا، وحتى البناء المعمارى للمبرة شكله لطيف وقديم وله سقف عالٍ، وكل ذلك كان يشجعك على أن تذهب إلى هناك، حيث كنت أجلس للقراءة، أو أستعير الكتب بموجب كارنيه عضوية تضع عليه صورتك.

كما أن والدى كان طوال الوقت يعالج حياته بالشعر، وعندما تواجهه مشكلة يستحضر بيتًا شعريًا، على اعتبار أن الشعر معبر دائمًا عن الواقع، وكان شغوفًا ومهتمًا بالأدب ككل، فوجدت فى البيت كلاسيكيات الأدب والشعر العالمى.. الألمانى والإيطالى والإنجليزى والنرويجى، لأن الترجمات كانت متوافرة، وكذلك دواوين شعراء مدرسة «أبولو» والمدرسة الرومانسية مثل على محمود طه ومحمود حسن إسماعيل.

ومن الشعراء الذين لفتوا نظرى فى هذه المرحلة وكانت لديه موهبة عظيمة هو الشاعر هاشم الرفاعى، الذى توفى مبكرًا فى حادث، وله قصيدة شهيرة اسمها «رسالة فى ليلة الإعدام» جعلت البعض يظن أنه متعاطف مع جماعة «الإخوان» بخلاف الحقيقة.

والأعمال الكاملة لـ«هاشم الرفاعى»- التى طُبعت بعد وفاته- كانت عندنا فى البيت، وأتذكر مقدمتها التى كتبها الدكتور محمد حسين هيكل عندما كان وزيرًا للمعارف، وقال فيها: «لو قُدر لهذا الشاعر أن يعيش لكان للشعر شأن آخر»، لذا تأثرت به بصورة كبيرة.

أيضًا قرأت لـ«أمير الشعراء» أحمد شوقى، ولم أعرف من شعراء العامية سوى بيرم التونسى، فهو شاعر العامية الوحيد الذى كان موجودًا فى البيت.

■ متى انتقلت من شعر الفصحى إلى العامية؟ 

- والدى- رحمه الله- كان لديه إصرار على كتابة الشعر باللغة العربية الفصحى، وهذا ما جعلنى أذهب إلى العامية كنوع من التمرد أو كسر سلطة الأب، وعملًا بمقولة: «لا يمكن للرجل أن ينضج حتى يقتل أباه»، و«قتل الأب» هنا يعنى التمرد، كما أن جزءًا من المسألة كان يبدو أنه قدرى.

وأول قصيدة عامية كتبتها كانت حلمًا حلمته، واستيقظت من النوم ودونت كل ما جاء فيه، وأضفت إليه أسماء، ومن هنا بدأت علاقتى مع الشعر بالعامية، وبدأت أتردد على قصر ثقافة الغورى والرابطة الإسلامية وجماعة الشبان المسيحيين، وذهبت أختبر هذه القصيدة مع الجمهور، ووجدت رد فعل لطيفًا، فبدأت أهتم بالعامية وأنشر وأكتب، رغم أننى لم ألتقِ أحدًا من كبار شعراء العامية.

استمر هذا حتى جاء يوم كنت فى دار «المعارف» وألقيت إحدى قصائدى، وكانت عن التماثيل فى ميادين القاهرة، وأثناء إلقاء القصيدة وجدت شخصًا لا أعرفه، كان متحفزًا جدًا وقال لى: «أنت متأثر بفؤاد حداد!»، فاندهشت وقلت له: «هل يمكن أن أتأثر بشخص لم أقرأ له؟!»، فقال: «يا نهار أسود.. بتكتب عامية ولم تقرأ لفؤاد حداد؟!»، ثم أخذنى من يدى ونزلنا مكتبة «مدبولى» واشترى لى الأعمال الكاملة للشاعر فؤاد حداد، وقال لى: «هذا عربون صداقة بيننا».

ففتحت الأعمال الكاملة لفؤاد حداد دون ترتيب، فوجدت قصيدة بعنوان: «والد الشعراء»، فقلت: «أنا لسه قاتل والدى- أى تمردت عليه- لذا سأتمرد على فؤاد حداد هو الآخر»، وبالفعل ظللت فترة كبيرة لا أقرأ شعر فؤاد حداد، حتى وصلت إلى مرحلة من النضج، وكنت أخضع لعملية جراحية، فشعرت بأننى أريد أن أقرأ له.

■ ماذا حدث بعد ذلك؟

- قلت لصديق لى: «أريد إصدارات فؤاد حداد»، وبدأت فى تعلم الشعر من جديد على يديه، وتورطت فى غرامه، وبدأت أكتب له قصيدة، ثم توفى وأنا ما زلت فى المستشفى عام ١٩٨٥.

وفى رأيى أن فؤاد حداد هو «متنبى هذا العصر»، وأظن أنه لا يوجد أحد مثل فؤاد حداد زار كل مكان فى مصر، وعرف خصائصه وطباع ناسه ومنتجه وكل شىء فيه، فهو فيلسوف وشاعر كبير، وطاقة أبياته كبيرة وتحمل معانى كثيرة، وهى أكبر من أن يكون لها تفسير محدد واضح، وإنما تتعدد الدلالات والتفسيرات فيها، لذا كان أقرب شاعر بالنسبة لى، أو «الوالد» كما سمى نفسه.

■ وماذا عن شعراء العامية الآخرين الذين تأثرت بهم؟

- بعدها قرأت لكل من عبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجم، كل الشعراء تقريبًا، وكنت قريبًا من أحمد فؤاد نجم وزين العابدين فؤاد وفؤاد قاعود، وعلى المستوى الشخصى تأثرت بشعر أحمد فؤاد نجم وشخصيته.

وأنا صغير كان لدىّ موقف ضد ما يكتب «نجم»، وكنت عندما أسمع أغانيه مع الشيخ إمام وما يقدمه من شعر سياسى، أحس أنه «فقير فنيًا»، وأنه لا يقدم «شعر الصورة والمعنى والمجاز» مثل فؤاد حداد، وأن منتجه أقرب إلى «منشور سياسى»، ولم أكن أتخيل أنه يملك «مستوى شعريًا آخر» كما اكتشفت فيما بعد بسبب موقف ما.

هذا الموقف يتمثل فى أن المطرب على الحجار كان يسجل أغانى فيلم اسمه «الفاس فى الراس»، مأخوذ عن رواية لمحمد مستجاب، وإخراج صديقنا وحيد مخيمر، والكلام فى هذه الأغانى كان غريبًا وجميلًا، فسألت «الحجار»: «كلام مين ده يا على؟»، فقال لى: «خمن»، فذكرت له ٣ أسماء لم يكن فيهم أحمد فؤاد نجم، فقال لى: «هذا كلام أحمد فؤاد نجم»، فقلت له: «كلام حلو جدًا وشعر جميل»، وطلبت منه أن يأخذنى إلى «نجم» فى «حوش قدم».

من وقتها بدأت أفهم تجربة فؤاد نجم والشيخ إمام، وهى تجربة كان لها حضور كبير بين أبناء جيلنا وفى العالم العربى أجمع، ولا يزال حتى الآن شباب صغير يحفظ ما قدماه من أغانٍ ويعيد توزيعها، سواء فى لبنان أو دول المغرب العربى. و«نجم» على عكس ما يتخيل الناس، كان حريصًا جدًا على القراءة والمتابعة، وكان قارئًا جيدًا للشعر العربى، ويحفظ كل ما قدمه المتنبى.

■ أنت من جيل الثمانينيات، وهو جيل مسحور وحظه سيئ، فكل شخصياته الفنية لم تُكمل رحلتها ولم تحظ بالنجاح الكبير، سواء فى التمثيل مثل ممدوح عبدالعليم وهشام سليم، أو فى الغناء مثل مدحت صالح وعلى الحجار، فجميع هؤلاء نجحوا لكنهم لم يحققوا ما يستحقون.. ما السر فى رأيك؟

- هذا الجيل جاء فى فترة انتقالية على أصعدة مختلفة، وسأتحدث بالتحديد على شعر العامية فى هذا التوقيت، الذى كان بداية الكفر بالشفاهة أو التخلى عن الشفاهة، والبحث عن لغة نتفق عليها فى التدوين، لأن مثلًا كلمة «صدر» كتبها فؤاد حداد بالصاد، وسيد حجاب بالسين، فكانت هناك فروق فى التدوين العامى.

فى السبعينيات كان هناك إيمان بفكرة الصياغات الجماعية للشعر، وكانت هناك جماعات أدبية أثر أعضاؤها فى بعضهم البعض، لكن فى الثمانينيات أصبح هناك كفر بالصياغات الجماعية على كل المستويات، وليس فقط فى الأدب والشعر، فمثلًا لا توجد فرق موسيقية مثل التى انتشرت فى السبعينيات، وتراجعت الأحزاب والتنظيمات، بالتزامن مع صعود لنظريات مثل «البنيوية» و«التفكيكية».

وفكرة «التفكيك» هذه حدثت ليس على مستوى اللغة فقط، بل فى المجتمع والأسرة والجماعة، حدث تفكيك للمفردات، وأصبحت مهمة الشاعر فردية، وليس مطلوبًا منه أن يحرر شيئًا أو يحشد الجماهير لشىء، لأن القضايا الكبرى زمنها انتهى.

■ كيف انعكس ذلك على الشعراء بالتحديد؟

- أتذكر أن هناك شعراء كثيرين من هذا الجيل كانوا معنا فى الرحلة من أولها ومبشرين للغاية، لكن لم يكملوا المشوار، وحتى الذين لم تنته حياتهم بالموت توقفوا عن الكتابة، ومنهم الشاعر خالد عبدالمنعم الذى توفى مبكرًا، والصديق طاهر البرمبالى، وإن كان «طاهر» كمّل فترة ما.. كان هؤلاء موجودين، وصدى لأصوات كبيرة ثقيلة وقعوا فى غرامها وأحبوها وآمنوا بها.

كانت هناك أيضًا «جماعة الوراق»، وهم أبناء شرعيون لفؤاد حداد، ومنهم: رجب الصاوى وأحمد الصاوى وعمرو حسنى ومحمد كشيك، علاوة على طاهر البرمبالى، الذى سيطرت عليه فكرة «القصيدة الأيديولوجية»، أو أنه يريد أن يُغيّر العالم بالشعر.

والذى أدركته فى بداية الثمانينيات أن اختيارى للعامية كان اختيارًا فكريًا، بمعنى أننى أريد أن أصل للجماهير العريضة وأعبر عنها، لكن شعراء كثيرين فهموا أن هذا يعنى ضرورة أن تكون قصيدة حشد وتعبير سياسى، لكنى فكرت فى أنه آن الأوان لأن تُفتح أفق جديدة للقصيدة العامية، وأنها ليست أقل من أى لغة ثانية فى القدرة على اصطياد وتصوير مواقف إنسانية، بمعنى أنها قادرة على التعبير، وليست مجرد زجل، ولا تقل شاعرية عن الفصحى.

وجيل الثمانينيات هو جيل التحولات الكبرى فى العالم وليس فى مصر فقط، فى ظل انهيار الاتحاد السوفيتى، وسقوط اليسار، وغزو الكويت، ما جعل الناس يبحثون عن تحدياتهم الشخصية ومساراتهم الخاصة، وكل شخص أصبح لا يريد أن ينتصر لأحد ولا ينتصر له أحد، وهذا أثر على الجيل كله.

كما أن هذا الجيل جيل انتقالى لم يعش الهزيمة والحلم مثل الستينيات، ولم يعش الانتصار أيضًا، وبالتالى أصبح غير فاهم موقعه أو دوره، وعليه أن يخلق لذاته دورًا، ولم تكن عنده أدوات كافية لهذا، أو حالة البلد كانت غير مهيأة.

ويمكن أن تعدد أسماء الذين عملوا فى التمثيل من أبناء هذا الجيل، ستجد أنهم فعلًا موهوبون، ولا أحد ينكر ذلك، لكن لماذا لم يصبحوا نجومًا مثل أبناء السبعينيات مثل عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز؟

أعتقد أن هذا له علاقة بحالة المجتمع، فهناك فنانون مثل طارق الدسوقى وجمال عبدالناصر كانوا واعدين ولم يتحققوا، والاستثناءات قليلة للذين عبروا هذه المرحلة، منهم محمود حميدة.

فأبناء الثمانينيات نجحوا، لكن ليس النجاح الذى يجعلهم مثل أحمد زكى ونور الشريف، على الرغم من أنهم ممكن يكونون موهوبين أكثر، لكن مثلًا كانت من سمات هذه المرحلة رغبة الفنان فى الانتشار والعمل الكثير، بغض النظر عن المستوى، وهذا أثر على منتجهم النهائى.

■ هل حقًا جيل الستينيات فى الشعر حجب نجومية شعراء الثمانينيات والتسعينيات بسبب تألقه الزائد؟

- كل شىء حقيقى وبه جهد وإخلاص لا يمكن أن يقف أمامه شىء، وسيظهر حتى لو تأخر، وبالعكس جيل الستينيات كان أكثر عطاءً وتواصلًا معنا، فكنا نكلم سيد حجاب فيأتى لنا ويقابلنا، ونكلم عبدالرحمن الأبنودى فيأتى لنا، وكان فؤاد قاعود يحضر معنا ويجلس فى «زهرة البستان».. نحن ندين لهذا الجيل بأنه مد يده وتواصل معنا و«فتح لنا سككًا كثيرة».

غدًا.. الجزء الثانى

تاريخ الخبر: 2022-10-19 00:21:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

الكعبي صُداع في رأس الركراكي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:45
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 82%

إجهاد عضلي يتسبب في خروج السولية من تشكيل الأهلي أمام الجونة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:24
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 48%

المغربي دياز يسجل هدفا خرافيا ويقرب ريال مدريد من لقب الليغا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

قرار أمريكي مفاجئ بخصوص استيراد الفوسفاط المغربي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:42
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 75%

الزلزولي ينهي الجدل وينفي إمكانية انضمامه للدوري السعودي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:09:39
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

حكومة أخنوش في مرمى الانتقاد اللاذع بسبب “الاتفاق الاجتماعي”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:40
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 81%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية