لم ينتهِ الحديث بعد، في قرية تل النحاس التابعة لمشتول القاضي بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عن الشاب عائل أسرته الذي راح ضحية في مشاجرة على يد بائع متجول، هوى بأسطوانة بوتاجاز على رأس الشاب في مدينة الحمام التابعة لمحافظة مطروح، فأسقطه مغشيا عليه بين الحياة والموت، هرع المارة في الشارع لإغاثته وحملوه على الأعناق إلى المستشفى، ظل يصارع الموت 10 أيام، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، وتسلم ذووه جثمانه وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في الساعات الأخيرة من مساء يوم الثلاثاء.

صراخ وعويل ضجت به قرية تل النحاس التابعة لمشتول القاضي بمحافظة الشرقية، عند وصول جثمان الشاب محمد أحمد حسن، البالغ من العمر 26 عاما، مساء الثلاثاء، بعد التحفظ عليه بثلاجة حفظ الموتى لانتهاء التحقيقات، وصرحت النيابة العامة بالدفن، وحزن خيم على أهالي القرية، عبارات الدهشة والاستنكار تتردد بينهم حزنا على رحيل الشاب بضربة أفضت إلى موته، مشفقين على والديه وأشقائه الذي كان عونا وعائلا لهم، واصطف الجميع لأداء صلاة الجنازة ثم خرجوا في جمع غفير لتشيع الجنازة إلى مقابر القرية.

الحزن يسيطر على القرية

في نفس المشهد، هرعت سيدات القرية إلى أم الشاب الضحية لمواساتها في مصابها الأليم وجدنها تحتضن طفلها الصغير وملامحهما تصرخ بعدم تصديق واستيعاب خبر رحيل «محمد» ظلت الأم تصرخ صرخات هيستيرية، وفي حضنها صغيرها شقيق الشاب الأصغر، مرددا هو الآخر «نفسي أحضنك يا أخويا، يا حبيبي يا محمد وجعت قلبي»، وفي الجانب الآخر تصرخ شقيقة الشاب المتوفى، مرددة كلمات تمزق القلب ألما وحسرة «يا حبيبي يا أخويا وأبويا»، وذهبوا جميعهم لتشييع جثمان فقيدهم. 

الفقيد طباخ حلواني وبائع

وقال صلاح فاروق من أهالي قرية تل النحاس وأحد معارف الشاب الضحية، إن «محمد» الضحية كان مجتهدا ومكافحا ويعمل في صناعة الحلويات وبيعها، وسافر إلى مرسى مطروح منذ عدة أشهر للعمل هناك واستقر الحال به في مدينة الحمام ما بين الإسكندرية ومرسى مطروح، لافتا إلى أنه شاهد مشاجرة بين باعة جائلين، تدخل لفضها، إلا أن أحد أطرافها سبّه واعتدى عليه باللفظ، وتطور الأمر لمشاجرة وضرب أحد الباعة «محمد» بأسطوانة بوتاجاز صغيرة على رأسه، فسقط أرضا.

تشييع جثمان الضحية

وأضاف فاروق أن الأهالي نقلوا محمد إلى مستشفى الرمل بالإسكندرية لإسعافه وإنقاذه إلا أنه ظل غائبا عن الوعي داخل غرفة الرعاية المركزة، وبعد أكثر من 10 أيام فشلت المحاولات الطبية لإنقاذه ومات متأثرا بإصابته، وذهب أهله وبعض أهالي القرية لاستخراج تصريح الدفن واستلموا جثمانه.

كان حنونا وبارا بأهله

وقالت رحاب محمد من أهالي القرية في حديث لـ«الوطن»: «قلب أمه اتقهر علشانه وأخواته هيموتوا وراه من الحزن، وهو كان طيب وحنين على أهله وبيصرف عليهم الله يرحمه ويصبر أهله».

ضبط المتهم بقتل الشاب

وألقت الأجهزة الأمنية فور وقوع الحادث بمحافظة الإسكندرية القبض على البائع المتجول المتهم بالتعدي ضربا على الشاب محمد الفقيد ابن محافظة الشرقية وجرى التحقيق مع البائع والتحفظ عليه على ذمة القضية، فيما أمرت النيابة العامة بعد وفاة الشاب بانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على الجثمان لبيان أسباب الوفاة.