مذكرات نتنياهو تكشف تفاصيل عن لقاء البرهان وقصف الخرطوم


كشفت مذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو تفاصيل جديدة عن المباحثات التي أجراها مع قائد انقلاب السودان عبد الفتاح البرهان بشأن مسألة التطبيع، بدايات العام 2020م.

الخرطوم: التغيير

أورد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، قصة لقائه مع قائد انقلاب السودان عبد الفتاح البرهان، في أوغندا بدايات العام 2020م، حينما كان البرهان رئيساً لمجلس السيادة في الحكومة الانتقالية المنقلب عليها، وهو اللقاء الذي مهد لاتفاق بشأن التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.

كما تطرّقت المذكرات لتفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مصنع اليرموك بالعاصمة الخرطوم، وإن كان نتنياهو ذكر أن الهجوم تم على مطار الخرطوم، ولا يدرى ما هو سبب إيراده هذه المعلومة الخاطئة.

البرهان ونتنياهو

غداء مع البرهان

وقال نتنياهو في مذكراته: «في 3 فبراير 2020م كنت قد زرت أوغندا للقاء قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أحد القادة السودانيين الذين قادوا الحركة للإطاحة بالديكتاتور عمر البشير. تم ترتيب هذا الاجتماع بتكتم من قبل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني».

‏وأضاف: «خلال الغداء مع البرهان ناقشت المزايا التي يمكن أن تعود على السودان من إقامة علاقات مع إسرائيل بما في ذلك شطبها من القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب. بطبيعة الحال، لم استرجع قراري بقصف مطار الخرطوم قبل سنوات قليلة. كان البرهان مهتماً بشكل واضح. ولكن مع تقدم الغداء رأيت أنه كان يواجه مشكلة في إصدار حتى البيان الموجز حول اجتماعاتنا التي تم الاتفاق عليها مسبقاً».

وتابع: «”ما هي المشكلة؟” سألت الدبلوماسية الأوغندية القديرة نجوى قدح الدم التي فعلت الكثير لترتيب الاجتماع. قالت: “لديه معارضة محلية”. الشريك الآخر في ائتلافه خائف أن التطبيع مع إسرائيل سيثير احتجاج المسلمين”».

وزاد: «أصدرنا في نهاية المطاف البيان حول اجتماعنا، لكن عقبة المقاومة الداخلية للسلام مع إسرائيل لا تزال بحاجة إلى التغلب عليها. بينما كنا نتناول الغداء، ناقشنا المأكولات الأفريقية والإسرائيلية».

نتنياهو والراحلة نجوى

نجوى قدح الدم

‏وقال نتياهو خلال السرد في مذكراته: «لسبب ما، ظهر المطبخ الصيني أيضًا في المحادثة. قال أحد الضيوف: “أنت تعلم أنهم يأكلون كل شيء هناك”. “حتى الخفافيش. من المفترض أن هذا هو المكان الذي جاء منه هذا المرض الجديد”.

وأضاف: «عندما افترقنا شكرنا بحرارة رئيس أوغندا ومساعدته قدح الدم. بعد عام، تم تشخيص نجوى بمرض كوفيد».

‏وتابع: «فشلت المساعدة الطبية الطارئة التي أرسلتها إلى أوغندا في إنقاذها. لم أكن أعرف أبداً ما إذا كانت قد تلقت تعبيري الأخير عن الشكر لدورها في تأمين السلام الثالث».

وهنا أيضاً أوردت المذكرات معلومة ملتبسة، حيث أن المساعدة الطبية أرسلت لإنقاذ نجوى قدح الدم بالعاصمة السودانية، وفقاً للقناة 13 الإسرائيلية أواخر مايو 2020م، قبل أن تعلن وفاتها بالخرطوم.

مذكرات

قصف الخرطوم

تحدثت مذكرات نتنياهو كذلك، عن عملية قصف الخرطوم، وقالت: «كانت العملية السرية تهدف إلى وقف التهريب الجماعي للأسلحة الإيرانية المتطورة من السودان إلى حماس. كانت بعض الأسلحة تصل عن طريق البحر إلى بورتسودان، والبعض الآخر عن طريق الجو إلى مطار الخرطوم الدولي. من كلا الوجهتين سيتم نقل الأسلحة بالشاحنات عبر وادي النيل إلى سيناء المصرية ومن هناك يتم تهريبها عبر الأنفاق تحت الأرض إلى غزة».

وذكر: «نبهتنا المخابرات العسكرية والموساد إلى شحنة كبيرة بشكل خاص من الصواريخ الفتاكة الموجهة لحماس والتي ستهبط في الخرطوم. إذا تصرفنا بسرعة، يمكننا تدميرها من الجو وبالتالي إرسال رسالة قوية إلى دكتاتور السودان عمر البشير مفادها أننا نعمل».

وأضاف نتنياهو: «دعوت إلى اجتماع لوزير الدفاع وكبار قادة الجيش والموساد للمصادقة على العملية. كانت القاذفات المقاتلة الإسرائيلية تطير على طول البحر الأحمر، وتنحرف إلى السودان، وتدمر الحاويات في مطار الخرطوم. كانت المسافة كبيرة- خمسة آلاف كيلومتر ذهاباً وإياباً- لكن سلاح الجو الإسرائيلي يمكنه التعامل معها».

وأوضح: «بينما دعمت القوات الجوية والمخابرات الضربة أعرب رئيس الأركان العسكرية بيني غانتس عن تحفظات قوية. وجادل بأن إجراء بهذا الحجم يمكن أن يؤدي إلى حرب وبالتالي يتطلب موافقة مجلس الوزراء الكاملة».

وتابع: «”أية حرب؟” سألت يوهانان لوكر، سكرتيري العسكرية. “ما هي المشكلة؟ أن السودانيين سيرسلون قوارب مطاطية فوق النيل؟” قدرة السودان غير الموجودة على شن الحرب لم تقلقني. كما أنني لم أعتقد أن الضربة ستثير أي رد من إيران أو وكلائها».

وواصل: «طلبت من المدعي العام يهودا واينشتاين أن يصدر رأياً مفاده أنه نظراً لعدم وجود خطر واقعي بحدوث حرب، فإن اجتماع مجلس الوزراء العام لم يكن ضرورياً. ولكن لتجنب هذه المزالق في المستقبل، طلبت منه أيضاً إعداد مشروع قانون من شأنه تمكين ذلك لاتخاذ قرار بشأن إجراء قد يؤدي إلى اندلاع حرب في مجلس الوزراء الأمني ​​وحده، دون الحاجة إلى اجتماع لمجلس الوزراء بكامله، والتي من المرجح أن تكون التسريبات منها. على عكس الحكومة الكاملة، مع ما يقرب من ثلاثين وزيراً وعدد متساوٍ من المساعدين».

وزاد: «كانت اجتماعات مجلس الوزراء الأمني ​​أصغر وأكثر سرية، ولم يتم الإعلان عن اجتماعاتهم مطلقاً. (فيما يتعلق بإيران، تمكنت من تمرير قانون كأحد أفعالي الأولى في الحكومة التالية لتمكين اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب هناك)».

نتنياهو

وكشف: «مسلحين برأي المدعي العام وينشتاين أمرت بشن غارة جوية على الخرطوم. تم تنفيذه في منتصف ليل 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2012، وكان دقيقًا ونفذ ببراعة من قبل طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي. انفجرت الأسلحة والذخائر في المطار في حريق هائل في قلب العاصمة السودانية، مما أدى إلى ارتفاع أعمدة النار والدخان في السماء».

«كما تم تدمير أربعين حاوية مليئة بالأسلحة والمتفجرات. لقي اثنان من السودانيين مصرعهم، لكن من الناحية العسكرية، كان هذا الأمر جراحياً بقدر ما يمكن أن تكون عليه ضربة جوية ضخمة. فقط للتأكد من وصول الرسالة إلى حاكم السودان، بعثت إليه بملحق موجز عبر قنوات سرية: “أنت التالي”».

وأردف: «وسرعان ما أغلق طريق التهريب السوداني. على الرغم من أن الصحافة أبلغت عن وقوع انفجارات في مطار الخرطوم، إلا أننا بقينا صامتين، كما هو الحال في كثير من الأحيان في إسرائيل. لم يكن هذا هو الحال بالتأكيد في عملية أكبر بكثير ضد حماس بعد شهر».

وكما هو واضح فإن المعلومة التي وردت في المذكرات ذكرت أن الهدف كان مطار الخرطوم، لكن في الواقع فقد وجهت الضربة الإسرائيلية إلى مصنع اليرموك للذخائر جنوبي الخرطوم، ولم تعلن تل أبيب مسؤوليتها عن الحادثة صراحة، لكن كل أصابع الاتهام وجهت إليها.

تاريخ الخبر: 2022-10-19 15:23:12
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية