اندلعت احتجاجات في جنوب شرق إيران الجمعة، بحسب ما أكدته وسائل إعلام رسمية، بينما دعا رجل دين بارز إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتجين في جميع أنحاء البلاد.
وعصفت الاحتجاجات في إيران بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً) الشهر الماضي خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن أحمد طاهري، قائد الشرطة الإقليمي، قوله الجمعة إن الشرطة اعتقلت 57 شخصاً على الأقل خلال احتجاجات الجمعة في مدينة زاهدان.
وقال التلفزيون الرسمي إن ما يصل إلى 300 محتج شاركوا في مسيرة في المدينة بعد صلاة الجمعة.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنهم محتجون في زاهدان وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، و"الموت للباسيج"، في إشارة إلى فصائل الباسيج التي استخدمتها السلطة على نطاق واسع لقمع المحتجين.
وزاهدان هي عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان المضطربة في جنوب شرق إيران وهي معقل أقلية البلوش في إيران. وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصاً في قمع شابه العنف بعد صلاة الجمعة في زاهدان يوم 30 سبتمبر الماضي.
وفي مقاطع فيديو نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي يعتقد أنها التقطت في مدينة تبريز الواقعة في شمال غرب البلاد، ظهر محتجون يهتفون مرددين كلمة "العار" في وجه شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم الجمعة.
وتبريز هي سادس أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان وهي موطن كثيرين من الأقلية العرقية الأذرية.
وفي طهران، قال رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران "ينبغي للقضاء أن يتصدى لمثيري الشغب، الذين خانوا الأمة وصبت أفعالهم في مصلحة العدو، بأسلوب يردع الآخرين حتى عن الرغبة في إثارة الشغب مجدداً".
ونقلت وسائل إعلام عن خاتمي قوله أيضاً: "قالوا للفتية المخدوعين إنهم إن بقوا في الشوارع لأسبوع، فسيسقط النظام الحاكم. واصلوا أحلامكم!".
وتحولت الاحتجاجات إلى أحد أخطر التحديات التي تواجه حكام إيران منذ ثورة عام 1979.
من جهتها، قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" في بيان إن 244 محتجاً لاقوا حتفهم في الاضطرابات من بينهم 32 قاصراً.
وأضافت أن السلطات ألقت القبض على 12500 شخص حتى الخميس في الاحتجاجات التي اندلعت في 114 مدينة وبلدة ونحو 81 جامعة.