كلما ضجت مجالس الذكر في «مسيد» الشيخ الأمين بدفوف المتصوفة، محدثة دويا في ليالي مدينة أم درمان، زادت التساؤلات حول الشيخ الشاب الذي شغل السودانيين لأكثر من عقد من الزمان.
التغيير ـــ عبدالله برير
الشيخ المثير للجدل الأمين عمر الأمين أحد مشائخ الطريقة المكاشفية بأم درمان، تميز مجلسه بتنوع المريدين من الجنسين من مختلف الفئات العمرية وجل طبقات المجتمع ولفيف من الفنانين والمثقفين والبسطاء.
عرف شيخ الأمين بطقوسه الغريبة في المسيد ومقولاته الشهيرة التي ادعي في إحداها عبر لقاء اعلامي أن آلاف الأوربيين أسلموا على يده.
ويرى شيخ الأمين أن محبة الناس له ودخولهم الإسلام بمساعدة مبنية على المحبة وأستشهد بالأية الكريمة «لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم».
تنوع أعمار مرتادي مجلس الذكر لدى شيخ الأمين حف الرجل باستفاهمات عديدة إذ تفوق الرجل على العديد من رجال الطرق الصوفية بكثرة الشباب والشابات في مسيده و بحضور نوعي من الشابات «الجنس اللطيف».
تصدر الـ «تريند»
مشاهد عديدة كان بطلها شيخ الأمين الذي قلما يختفي عن الـ «تريند» في وسائل التواصل المختلفة على «تويتر» و«فيس بوك» حيث يصنع الرجل الأحداث بمواقفه الغريبة.
مؤخراً انتشر مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يظهر فيه شيخ الأمين مع الفنان الشاب «حمودي ود الجاك» الذي بايع الشيخ على الدخول في الطريقة المكاشفية على يده.
وحاز المقطع على عدد كبير من المشاهدات معظمها استنكر المشهد من الناحية الدينية في وقت تنمر فيه الكثيرين على تصرف شيخ الأمين.
شيخ الطريقة المكاشفية عرف بمواقف أخرى أكثر غرابة، أشهرها ظهوره في العديد من الصور وهو يقوم بتنفيذ طقوس الحناء السودانية لشاب وشابة.
و ظهور شيخ الأمين في الطقس النسائي في محركات البحث أثار غباراً كثيفا لدى السودانيين وقتذاك، حيث اتهمه البعض بالقيام بأمور دجل وشعوذة فيما ذهب آخرون إلى أنه يعكس صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين.
عالم السياسة
لم تتوقف غرائبية رجل الدين الأمدرماني عند مرحلة الطقوس فحسب بل تخطتها للدخول في عالم السياسة إذ يرتبط الرجل بعلاقات مع قادة النظام البائد على رأسهم الرئيس المخلوع عمر البشير.
وشوهد الأمين في صور إنتشرت على الأسافير مع الناشطة الجنوب سودانية المعروفة بـ «ماما أميرة» التي جلست بجانب الشيخ مثيرة للاستفاهامات والتساؤلات.
الأمين عمر كان محور حديث الجماعات الإسلامية المتشددة لا سيما السلفية منها ووصل الأمر بينهما للمحاكم حيث نشبت معركة إسفيرية بينه والشيخ مزمل فقيري الذي هاجمه بسبب لقطة الحناء الشهيرة غير أن محكمة المعلوماتية حكمت على فقيري بالغرامة عشرين ألف جنيه سوداني.
ومن اللآفت أيضاً الصرف البذخي على المسيد في أم درمان وخيمة طريقته الصوفية في المولد النبوي الشريف ما أحاط الرجل بتساؤلات حول مصادر دخل وثروة الشيخ.
مصادر دخل
وكشف الأمين في وقت سابق في لقاء صحفي أنه يمتلك مركزا لغسيل الكلى في إثيوبيا ومدرسة خاصة بالاضافة إلى امتلاكه لتوكيل لشركة مكيفات من أمارة دبي.
مسيد شيخ الأمين لم يقتصر على السودانيين فقط بل ظل محضوراً حتى من بعض الأجانب لا سيما الديبلوماسيين.
وظهر شيخ الأمين سابقاً في لقطات فيديو مع السفير الإيطالي فابريزيو لوباسو والسفير الفرنسي برونو أوبير والسفيرة الهولندية «سوزان بلانك».
شعبية الرجل المتمددة في السودان وتوسع جمهوره ما بين فئات عمرية مختلفة ومهن متباينة، جعل شيخ الأمين في مقدمة شيوخ الصوفية الشباب في البلاد، بعد عقود من سيطرة كبار الشيوخ على المشهد الديني.