الديزل .. أزمة الطاقة الأوروبية القادمة بسبب المقامرات الأميركية


عانت أسواق الطاقة العالمية من نقص في الديزل - حتى قبل الأزمة الروسية الأوكرانية - بسبب نقص الطاقة التكريرية العالمية لمصافي التكرير، وقد تفاقم هذا الوضع مع الاختلاف الموسمي الملحوظ لانخفاض الطلب غير المتوقع على البنزين خلال موسم الصيف في الولايات المتحدة وضعف هوامش التكرير، وفي الجهة المقابلة تصاعدت هوامش تكرير الديزل حتى قبل موسم الشتاء مع ارتفاع الطلب وتضييق الإمدادات.

يستخدم وقود الديزل في:
- مولدات محركات الديزل لتوليد الكهرباء
- الشاحنات والحافلات
- القوارب والمركبات الزراعية والسفن
- الإنشاءات والمركبات العسكرية

- زيوت التدفئة التي تحتوي على تركيبة أثقل من وقود الديزل ومطلوبة للدفئة في موسم الشتاء خاصة عند دول المحيط الهادئ والتي سوف تتسابق على استيراده.

* السؤال هنا: من هو المتسبب الرئيس في خروج سوق الديزل العالمي عن السيطرة وعدم امكانية مواكبة الطلب الموسمي في الشتاء القادم؟ ومن هو المستفيد الأكبر من تصاعد أسعار الديزل؟

تبلغ طاقة التكرير الأميركية حوالي 18 مليون برميل يوميا، حيث يتم تصدير حوالي 3.5 مليون برميل يوميا من البنزين والديزل ومنتجات مكررة أخرى موسمياً في بداية فصل الشتاء، ولكن ركزت الإدارة الأميركية على أسعار النفط والبنزين كأكبر مستهلك للبنزين بحوالي 9 ملايين برميل يوميا، بينما تجاهلت الديزل تماماً، على الرغم من أن الولايات المتحدة تستهلك حوالي 4 ملايين برميل في اليوم من الديزل، إلا أن مخزونات الديزل لديها قد انخفضت إلى مستويات متدنية وحرجة، وهذا من شأنه أيضا أن يحد من تصدير الديزل الأميركية إلى أوروبا، مما سوف يفاقم من أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

الحد من تصدير للديزل إلى أوروبا سوف يؤدي إلى ارتفاع تكاليف النقل بالشاحنات والزراعة والعمليات الصناعية والبناء فيها، لأن جميع الآلات تعمل بالديزل، وبالتالي فإن النقص في إمدادات الديزل سيؤدي بالتأكيد إلى تصعيد أسعاره، حتى لو انخفضت أسعار النفط والبنزين، مما سيؤدي إلى اتساع نطاق الفرق بين سعر البنزين وسعر الديزل حيث تتفوق أسعار الديزل حالياً على أسعار البنزين.

على الرغم من أن صادرات الديزل الأميركية وصلت مستوى قياسي إلى أوروبا بنحو 1.4 مليون برميل يوميا في شهر يوليو (أعلى مستوى في خمس سنوات)، إلا أن هذا لا يزال غير كاف لاستبدال إجمالي صادرات المنتجات المكررة الروسية إلى أوروبا والتي تصل إلى حوالي 2.5 مليون برميل يوميا، لذلك فإن أوروبا لا تواجه فقط نقص كارثي في الغاز هذا الشتاء، بل من المتوقع أيضا أن تعاني من نقص شديد في الديزل.

اليوم، تضع الإدارة الأميركية أوروبا على المقصلة وتُسبب لها أزمة ديزل قادمة، وقد تعددت مقامراتها في الآونة الأخيرة، فبعد ردها على خفض انتاج أوبك بلس بسحب المزيد من الخزن الاستراتيجي للضغط على أسعار النفط هبوطا (وهذا الضغط لم ينجح)، تعلن عن خطط لإعادة ملء المخزونات من جديد عند هبوط الأسعار الى 70 دولار وهي مقامرة غير مدروسة لتوقعات مستويات الاسعار، والتي سوف تضع الادارات الأميركية المتعاقبة في مأزق، خصوصا أن الخزن الاستراتيجي الأميركية اليوم - والذي هبط إلى أدنى مستوياته تاريخياً عند 360 مليون برميل - ليس له قدرة تغطية لأكثر من 25 يوم فقط للطلب الأميركية، بعد أن كان قادرا على تغطية الطلب الداخلي لأكثر من 60 يوم قبل عامين فقط عندما كان في مستوى 650 مليون برميل.

*خاص

تاريخ الخبر: 2022-10-24 09:18:51
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

نزاهة توقف 166 شخصا بتهمة الفساد من 7 جهات حكومية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

في ذكرى رحيله الأولى.. سر حب مصطفى درويش لمدينة دمنهور - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:07
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية