تعرض محتفلون في مسجد شاه جِراغ الذي يضم ضريح الأخوين أحمد ومحمد أبناء موسى الكاظم لهجوم مسلح لقي خلال الهجوم 13 ضحية حتفهم وسقط عدد من الجرحى.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم إلا أنه بعد يوم من الهجوم الدامي في مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس جنوبي إيران، أثار عدد من النشطاء الإيرانيين الشكوك حول دور التنظيم الإرهابي في الهجوم.
فرغم إعلان داعش مسؤوليته عن هذا الهجوم في بيان على قناة منسوبة له على تطبيق تلغرام، قال معظم الإيرانيين، وبينهم شخصيات معروفة إن هذا الهجوم قد لا يكون من عمل التنظيم وذلك من خلال محاولتهم فحص مزاعم داعش.
من هو المصدر الذي أبلغ داعش بالهجوم؟
وأبرز من كتب بهذا الخصوص هو الصحفي والباحث الديني المقيم في باريس، محمد جواد أكبرين، حيث حلل في تغريدة على تويتر، أن قبول داعش مسؤولية "الهجمات الإرهابية" يستند عادة إلى إعلان ولاء منفذي هذه الهجمات.
وبحسب أكبرين، فقد قبل داعش في منشوره مسؤولية هجوم شيراز بناءً على تصريح صادر من "مصادر أمنية"، وفي هذه الحالة، لم يتضح أي "مصادر أمنية" أبلغت داعش بهذا الهجوم.
زلة داعشية
بدوره سلط الصحافي والناشط السياسي الإصلاحي المقيم في طهران، سعيد شريعتي، في تغريدة له على تويتر على "زلة" في التاريخ المدرج في إعلان داعش.
وكتب يقول إن الأربعاء (الذي وقع فيه الهجوم) كان أول ربيع الثاني في الدول العربية و29 ربيع الأول في إيران، بينما التاريخ المذكور في إعلان داعش باللغة العربية يذكر 30 ربيع الأول.
مزاعم كاذبة
وذكرت إذاعة "فردا" الأميركية الناطقة بالفارسية أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الشكوك حول حقيقة تورط تنظيم داعش في الهجوم على مرقد شاه جراغ في شيراز ترفدها تقارير عن مزاعم كاذبة لداعش حول بعض الهجمات في السنوات الأخيرة.
على سبيل المثال، قبل خمس سنوات، فندت الشرطة الفلبينية إعلان داعش الذي أعلن فيه عن مسؤولية الهجوم على كازينو في العاصمة مانيلا، وأوضحت أن الهجوم "ليس إرهابيا" بل تم بدافع السطو المسلح.
ويعتقد خبراء أمنيون أن سبب رغبة داعش في قبول المسؤولية عن الهجمات الإرهابية، خاصة في السنوات الأخيرة، يعود لأغراض دعائية بغية إظهار القوة وأيضا للتعويض عن الهزائم التي لحقت به في السنوات الأخيرة، خاصة في العراق وسوريا.
أربعينية مهسا أميني
ومن الأسباب الأخرى التي أثارت الشكوك حول مزاعم داعش قبول المسؤولية عن هجوم شيراز، توقيته في اليوم الأربعين لوفاة جينا (مهسا) أميني وذلك بعد أربعين يوماً من الاحتجاجات الواسعة التي عمت إيران من أقصاها إلى أقصاها، ويرى بعض معارضي النظام الإيراني أن هجوم داعش كان مدبرا لصرف الرأي العام عن قمع الاحتجاجات.
