«أبدى دهشته من إعلان اعتزاله الكتابة».. تفاصيل أخرى عن بهاء طاهر

في حوار مطول جمع الكاتب الصحفي والروائي  عبد الوهاب داود مع الكاتب الروائي والمترجم  الراحل بهاء طاهر في سنوات ما قبل  ثورة يناير كشف فيه  الأخير  مواقفه الواضحة  من السلطة والجماعة المحظورة ورفضها ذلك  لحالة  الوفاق والتقاسم في السلطة  بينهما، وأكد على رفضه التام لمخطط التوريث..  «الدستور» تنشر مقتطفات من  الحوار:

يقول الكاتب الصحفي  عبد الوهاب دوداد، عبر مقدمته: "عندما هاتفته طالبًا إجراء هذا الحوار معه، حاول جاهدًا أن يعتذر.. مرة بحجة الإرهاق وبرودة الجو، ومرة بحجة إصابة زوجته.. وعندما لم تفلح هذه الأعذار ـ وهي حقيقية ـ صارحني بأنه منذ خمس سنوات اتخذ قرارًا لا يريد أن يحيد عنه، أو يستثنى منه أحدًا.. وأنه لن يجرى أي حوارات صحفية مهما كانت الصحيفة، ومهما كانت درجة معزته للشخص الذي يجرى الحوار.. إلا أن هذه الحجة أيضًا لم تفلح، ولم تصمد أمام إصراري.. خاصة مع بدء الإعلان تليفزيونيًا عن قراره باعتزال الكتابة.. والذي كان مدهشًا لكل من يعرفون بهاء طاهر، ومحبته للحياة، وإصراره على العطاء والإبداع، والبحث عن مناطق الجمال في كل ما حوله من تفاصيل. 

وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة امتد الحوار مع أديبنا الكبير، بداية من روايته الأخيرة "واحة الغروب" التى صدرت مؤخرًا عن دار الهلال، وصولًا إلى واقع الحياة في مصر، بأزماته، ومشكلاته، وأسباب انهيار المجتمع، ورؤيته لما يمكن طرحه من حلول لما وصفه بـ"الدومينو المتقفلة".

أبدى دهشته من الإعلان عن اعتزاله الكتابة.. وقال إنه لم ولن يحدث، وضحك ضحكة عميقة وهو يضيف "مادام فىّ قلب ينبض على حد قول الرئيس".

على مدى ساعتين ونصف الساعة، ضحك بهاء طاهر مرات ومرات، وغالب دموعه مرات ومرات.. تذكر أحلامه فى سنوات الشباب، وهو يؤكد أنه فى أشد كوابيسه لم يكن يتصور أن يصل الحال بمصر إلى هذا المستوى الذي نعيش فيه، وأنه بعد أن وصل الحال بنا إلى تسول الرضا الأمريكي فليس لرجل عجوز مثله إلا أن يأسف لأنه لم يمت بعد.

وجاء سؤال داود الأول "ما حقيقة قرارك اعتزال الكتابة؟ـ ليس صحيحًا ما جاء فى الإعلان عن حلقة برنامج "العاشرة مساء"، وأنا مندهش منه، ولا أعرف لماذا قالوا ذلك في التنويه، أنني سوف أظل أكتب حتى آخر لحظة في حياتي، أو على رأي الرئيس مبارك " مادام في قلب ينبض".. إنما جايز هم فهموا ذلك من قولي أنني قررت اعتزال قراءة الصحف، القومية والمعارضة والمستقلة؛ لأنني لا أرى أي شئ يتحرك أو أن هناك فائدة من إعادة إنتاج الكلام عن الفساد، وتخريب الحياة في مصر. 

هذا يدفعنا لسؤال آخر عن اعتزال آخر.. بخصوص امتناعك عن إجراء أي حوارات صحفية منذ نحو خمس سنوات.. فما السبب؟

ـ قررت ألا أكون مسئولًا إلا عما أكتبه بنفسي، أو أقوله بصوتي بعد واقعة مريرة؛ لأن صحيفة كبرى فى مصر تصدر عنها إحدى المجلات نشرت منسوبًا لى حوارًا يتضمن سبًا وقذفًا في نفسي.. تصور؟!.. شىء غريب جدًا.. حوار وهمي، لا أنا شفت الشخص الذي أجرى الحوار، ولا تحدثت معه، والأغرب أنه نشر الحوار بصورتين: في إحدى الصحف العربية حوار جيد جدًا، يظهرني فيه كشخص ممتاز، وحوار المجلة أظهر فيه سيئًا جدًا، فرفعت قضية طلبت فيها أن يثبت فقط أنه قابلني، وأجرى معي هذا الحوار، لا أكثر ولا أقل.. وكان هدفي هو أن أثبت أن هذا الكذب لا يمر مرور الكرام.. ومن وقتها آليت على نفسى ألا أجرى أي حديث مهما كانت معزة الشخص عندي أو الجرنال؛ لأنني لا أريد أن أفتح هذا الباب مرة أخرى؛ لأنني جرحت جرحًا شديدًا بسبب هذا الحوار الكاذب، وأغلب الظن أن القيادة التي اختارت هذه العناوين هي التي كانت تريد ذلك، وأن هذه الصورة المشوهة كانت هي المطلوبة.

أما عن مؤامرة التوريث فقد أكد  الروائي الراحل بهاء طاهر عن استمرار مؤامرة  التوريث عبر توضيحة لما طرحه داود قلت أثناء الحوار، أن مؤامرة التوريث مستمرة دون أن نقدر على إيقافها.

نعم.. وعندما قال الرئيس :"أنا باق ما دام فىّ قلب ينبض" قلت "أخ يبقي مخطط التوريث ماض على أشده" فمعنى كلام الرئيس أن الظروف لم تنضج بشكل كاف لكى يكون التوريث آنيًا أو فوريًا، لكن لا توجد أي بوادر أو علامات على أن هذه المؤامرة ألغيت.. الابن في مركز أمين لجنة السياسات المتحكمة في كل شىء في البلد ولا توجد أي إمكانية لظهور منافس له ولا توجد بوادر بأن يسمح لشخص بالمنافسة، وأنا رأيي طبعًا أن مصر مليئة بالكفاءات التي يمكن أن تتولى الحكم، إدي بس فرصة حرية لمدة سنة واحدة، ستخرج لك زعامات وقيادات في كل مجال، لكن لا يُسمح بهذا.. دونك ودون هذا جدار أصم اسمه الأمن.

تاريخ الخبر: 2022-10-28 06:21:16
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية